مجتمع

آثار كورونا تتجاوز الجسد إلى النفس والإصابة بالاكتئاب والرهاب الاجتماعي

حذر خبيران مصريان في الصحة النفسية من الآثار النفسية التي يتسبب بها وباء (كوفيد-19) ليس فقط على المصابين، ولكن على المخالطين بسبب الأجواء العامة التي يخلفها الوباء.
Sputnik

القاهرة - سبوتنيك. وتوقع الاستشاري النفسي في الأكاديمية الطبية العسكرية جمال فرويز، في تصريح لوكالة "سبوتنيك"، أن يخلف الوباء أثرا نفسيا واسع النطاق، لكنه أشار إلى أن الأثر سيكون متنوعا في الوقت نفسه ولن يكون له نفس التأثير على الجميع.

نصائح للأمهات المرضعات لحماية أطفالهن من فيروس كورونا

وقال فرويز: "تأثير كورونا النفسي سيكون واسع النطاق، ولكن سيتأثر به كل شخص حسب نمط شخصيته".

وأوضح فرويز: "هناك أنماط شخصية ستكون لديها قابلية عالية للاكتئاب مثلا، وذلك نتيجة نوبات الهلع التي يتسبب بها الوباء، وهناك أشخاص سيصابون بالرهاب الاجتماعي، نتيجة الخوف من العدوى".

وأضاف: "ستكون هناك أيضا آثار عكسية، فأنماط الشخصية السيكوباتية ستتعامل بلامبالاة مع الأمر، وهؤلاء سيمارسون حياتهم بشكل طبيعي، وقد يكون هذا الاضطراب أخطر من غيره لأنه سيساهم من ناحية في زيادة العدوى، ومن ناحية أخرى سيساهم في ازدياد موجات الهلع والذي يؤدي لاكتئاب لدى الشخصيات السيكوباتية".

واستطرد فرويز قائلا: "مثلما هناك مناعة جسمانية، هناك أيضا مناعة نفسية وعصبية، والحالة العامة التي يخلقها الوباء، من موجات هلع وغموض للمستقبل، والعزلة الاجتماعية، وغيرها من الظواهر المرتبطة بالوباء ستصيب المناعة النفسية والعصبية وستجعل أعداد أكبر عرضة للاضطرابات النفسية".

من جانبه رأى أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر هاشم بحري، أن الأثر النفسي لوباء (كوفيد 19) يرتبط بموقع الأشخاص من الوباء وليس فقط بنمط الشخصية، موضحا، في تصريح لوكالة سبوتنيك، أن: "هناك آثار نفسية لكورونا، قد تتجاوز في بعض الحالات الآثار الجسمانية".

الأمريكيون يزحفون إلى الشواطئ بالرغم من كورونا والسلطات تتحرك

وأضاف: "هناك أيضا الطواقم الطبية، والمخالطين بحكم المهنة للمصابين، وتقع على عاتقهم مسؤولية حماية المجتمع من الوباء، هم بالأساس تحت ضغط عصبي هائل، ولكنهم معرضون أكثر من غيرهم للإصابة، ومن ناحية أخرى هناك خوف عام من مخالطتهم أو التعامل معهم، لأنهم مرشحون للعدوى، هؤلاء أيضا عرضة للإصابة باضطرابات نفسية وعصبية، نتيجة تعرضهم لضغوط متناقضة طوال الوقت".

كما لفت بحري إلى أن: "المجتمع ككل معرض الآن لحالة من الهلع، وبالتالي، سيكون هناك أفرد أكثر عرضة للإصابة بالوسواس القهري، كما أن إجراءات العزل ومنع الاختلاط والتجمعات تؤدي للإصابة بالاكتئاب، هذه بعض الأعراض النفسية التي قد تزداد مع امتداد حالة الوباء، ولكن يجب أن ننتبه من أن الأطفال هم القطاع الأكثر عرضة للاضطرابات النفسية، لأنهم لا يدركون بوضوح ما يجري وأسباب ما يعانونه حاليا".

واستطرد موضحا أن:"الأطفال يعيشون أسوأ أيامهم، ومعرضون بشدة للإصابة باضطراب السلوك والأمراض العصبية، والتي قد تظهر في حالات عناد غير مفهومة، والتبول اللاإرادي، وصعوبة التعلم واضطراب الكلام، الأطفال شبه محبوسون في المنازل، لا يلتقون بأقرانهم ولا ينطلقون لتفريغ طاقاتهم، والمدارس ودور الحضانة والأندية وحتى الشوارع مغلقة أمامهم. هذه بيئة نموذجية لكل الاضطرابات النفسية التي قد تصيب الأطفال، خاصة مع وجود أعباء نفسية وعصبية على الباء وعدم قدرتهم على تخفيف الضغوط على الأطفال".

مناقشة