برلماني جزائري ينتقد تصريحات وزير الخارجية المغربي بشأن الصحراء الغربية

توترات ملحوظة لاحت في الأفق مجددا بين الجزائر والمغرب، بعد اتهامات وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، لدولة لم يسمها بأنها تواصل تغذية الانفصال.
Sputnik

على الجانب الآخر وخلال قمة دول عدم الانحياز، التي أجريت عن بعد، أمس الإثنين، 4 مايو/آيار، قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون: "أدعو مجلس الأمن الدولي إلى الاجتماع في أقرب الآجال، واعتماد قرار ينادي من خلاله بصفة رسمية إلى الوقف الفوري لكل الأعمال العدائية عبر العالم، لا سيما في ليبيا، دون إغفال الأوضاع في الأراضي، التي تعيش تحت الاحتلال، كما هو الحال في فلسطين، والصحراء الغربية".

أممي بامتياز

الرئيس الجزائري: الصحراء الغربية قضية "تصفية استعمار" مهما بلغ الضغط
وتعليقا على التوترات الخاصة بين البلدين، قال الدكتور عبد الكريم قريشي، عضو مجلس الأمة الجزائري، إن ملف الصحراء الغربية أممي بامتياز، خاصة أنه مطروح على مستوى الهيئة الأممية، منذ بداية ستينيات القرن الماضي كقضية تصفية الاستعمار من إسبانيا التي كانت مستعمرة سابقة لهذه المنطقة.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، إنه انطلاقا من المبادئ الراسخة للجزائر في مجال مساندة الشعوب المناهضة للاستعمار، كان موقف الجزائر مع قضية الصحراء الغربية، أو مختلف القضايا الإفريقية التي كانت مستعمرة، فإن القضية قضية أممية بامتياز، وعلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن تحمل مسؤولياتهما كاملة.

ويرى قريشي، أن "المغرب الشقيق يريد دائما إقحام الجزائر في القضية، في حين كان عليه الالتزام بتنفيذ اللوائح الأممية في هذا المجال، وأن يترك للشعب الصحراوي تقرير مصيره بنفسه، إلا أنه يصر على البقاء بعيدا عن ذلك الالتزام، محاولا الالتفاف بمقترح الاستقلال الذاتي الذي يرفضه الجانب الصحراوي، مع إصرار المغرب أن الجزائر تقف وراء ذلك، ويتناسى أن هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي لا يعترفون بسيادة المغرب على الصحراء الغربية".

بعثة "المينورسو"

وأشار إلى أن بعثة "المينورسو" هي دليل على تمسك الهيئة العامة للأمم المتحدة على أن هذه المنطقة مستعمرة، "ولا بد أن تحل في إطار قرارات ومواثيق الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وإلا كيف نفسر تواجد المملكة المغربية مع الجمهورية الصحراوية في الاتحاد الأفريقي؟".

وزير خارجية المغرب: نريد حلولا واقعية لقضية الصحراء الغربية
ومضى بقوله إنه على المغرب الرجوع للمفاوضات المباشرة مع ممثلي جبهة البوليساريو، وتطبيق قرارات الأمم المتحدة لمنح الشعب الصحراوي حق تقرير مصيره بنفسه.  

وبشأن تصريحات وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، الأخيرة، يرى الدكتور عبد الكريم قريشي، عضو مجلس الأمة الجزائري أنها متكررة، وأنها محاولة منه لإلصاق مشكلة الصحراء الغربية بالجزائر، وأن ما صرح به رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ليس خارج عما تؤمن به الجزائر، وما تؤمن به منظمة دول عدم الانحياز، بإرجاع كل قضايا الصراع إلى هذه الهيئة، بما في ذلك قضية فلسطين وقضية الصحراء الغربية.

علاقات تاريخية 

وشدد قريشي على أن ما طرحه أو طلبه الرئيس الجزائري، لا يعدو أن يكون تذكيرا بضرورة حل القضايا العالقة في العالم، داخل الهيئة المخولة لذلك.

وبشأن تأثير تبادل التصريحات على العلاقات بين البلدين، أوضح قريشي أن "الجزائر لا تخلط بين العلاقة التاريخية الراسخة مع المملكة المغربية الشقيقة والشعب المغربي الشقيق، والقضية بين المملكة المغربية وجبهة البوليساريو التي يجب أن تعالج في المكان المخصص لها أي هيئة الأمم المتحدة، أما دور الجزائر لا يعدو أن يكون عضو ملاحظا، وأن الجزائر حريصة أن تبقى علاقتها بالمغرب، بعيدا عن قضية الصحراء لطبيعة العلاقة الأخوية، التي تربط الجزائر مع الشعب المغربي الشقيق"، حسب نص قوله.

تربص بالمغرب

"البوليساريو": افتتاح قنصليات في الصحراء الغربية "يعرقل المسار السلمي"
من ناحيته قال النائب السابق عبد العزيز أفتاتي، القيادي بحزب العدالة والتنمية المغربي: إن "هناك تربص دائم بالمغرب، من طرف أجهزة متنفذة ماسكة بالوضع في الجارة شرقا مع الأسف، وفي حين أن المغرب دأب على تدبير المعطى البنيوي في علاقته البينية مع الآخر".

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن المغرب تقدم بمبادرة الحكم الذاتي، والتي توفر الشروط الموضوعية لطي صفحة النزاع، الذي افتعلته الأجهزة المتنفذة في الجزائر، إلى جانب دول أخرى ساعدتها في بداية سبعينيات القرن الماضي".

وأوضح أن الجديد هو التزامن والتوازي مع تحرشات قوى أخرى، واستفزازات تريد أن تنال من المقاربة السيادية، للمغرب في تدبير شؤونه.

ويرى أن المسألة غير مرتبطة فقط بمجريات عرض تقارير تطورات القضية في أروقة الأمم المتحدة، وأن المغرب ملتزم بمبادرة الحكم الذاتي وبناء الاتحاد المغاربي، والذي تمت دسترته في نص دستور 2011.

دعوة الجزائر

فيما قال النائب عبد الوهاب بن زعيم، عضو مجلس الأمة الجزائري، إن قضية "الصحراء" بالنسبة للجزائر هي جديدة قديمة، وأنه حينما تدعو الجزائر مجلس الأمن للاجتماع يسمى باحترام القانون الدولي، والخضوع لقوانين الأمم المتحدة، في ما يخص قضية تصفية الاستعمار المغربي للصحراء الغربية.

دعم الاستقرار في المنطقة

أول تعليق من "البوليساريو" على قرار البرلمان المغربي بترسيم الحدود البحرية
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" الثلاثاء، "حينما نلجأ للقانون الدولي فنحن ندعم الاستقرار في المنطقة ولا نزعزعه، الجزائر مواقفها واضحة من اَي ملف خارجي، وهو عدم التدخل في شؤون الآخرين، وتدعيم الشرعية الدولية هناك لوائح أممية واضحة تدين المغرب في ملف الصحراء".

واستطرد بقوله :" يجيب مجلس الأمن والأمم المتحدة ولا تجيب الجزائر، وبالنسبة لأزمة كورونا فهي أزمة صحية عالمية خطت الجزائر خطوات مهمة في محاصرة الفيروس، من خلال إجراءات صحية أدت لمحاصرة الفيروس، ونسعى للوصول إلى اكتفاء ذاتي في التحاليل والدواء، وهذا ما سيتحقق خلال أيام.

وشدد على أن الجزائر تعمل بهدوء، ولم تستعمر بلدا، ولم تتعد على الشرعية الدولية وتستمر في هذا المنهاج، وهو احترام القوانين والشرعية الدولية.

"البوليساريو" هي اختصار لـ"الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب" وهي حركة تحررية تأسست في 20 مايو/ أيار 1973، وتنازع المغرب السيادة على إقليم الصحراء، منذ جلاء الإسبان، وتحول النزاع إلى صراع مسلح توقف عام 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.

وتسعى الجبهة إلى تحرير الصحراء الغربية مما تراه استعمارا مغربيا، وتأسيس دولة مستقلة جنوب المغرب وغرب الجزائر وشمال موريتانيا تحت اسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.

وتخوض الجبهة صراعا مسلحا من أجل ذلك، في الوقت الذي تجري فيه مفاوضات برعاية الأمم المتحدة لحل المشكلة ولم تستطع منظمة الوحدة الأفريقية ولا منظمة الأمم المتحدة الوصول بعد إلى حل سلمي لنزاع الصحراء الغربية الذي قارب عمره ثلاثة عقود.

مناقشة