بعد تهديدات روحاني... ما الذي يمكن أن تفعله إيران في حال مددت أمريكا حظر الأسلحة؟

في الوقت الذي لم تتوقف فيه الضغوط الأمريكية على مجلس الأمن لتمديد حظر التسليح المفروض على طهران، أطلق الرئيس الإيراني حسن روحاني تهديدات برد حاسم وساحق على واشنطن، في حال تم التمديد.
Sputnik

وقال روحاني في اجتماع حكومي نقله التلفزيون الرسمي: "يتعين على واشنطن رفع كل العقوبات عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية إذا أرادت العودة للاتفاق النووي، ونحن على أتم الاستعداد للرد بشكل حاسم وساحق على واشنطن إذا تم تمديد العقوبات التسليحية على بلادنا".

إيران تصف مساعي أمريكا الأخيرة بـ"غير المشروعة"
في ظل المحاولات الأمريكية والردود الإيرانية، طرح البعض تساؤلات بشأن الأوراق التي تملكها طهران وتستطيع إطلاقها في حال نجحت واشنطن في تمديد عقوبات حظر التسليح المفروض عليها.

تهديدات إيرانية

وأضاف روحاني: "على الولايات المتحدة وباقي الدول أن تعلم بأن طهران لن تقبل أي عدول أو عدم التزام بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231".

وذكر الرئيس الإيراني أن "الولايات المتحدة وبعد عامين من انسحابها من الاتفاق النووي فشلت في إقناع الأوروبيين للانسحاب، وترامب كان يتوقع بأننا سننسحب من الاتفاق النووي، لكننا أغلقنا الطريق أمامه باستمرارنا في الالتزام بالاتفاق".

وكان وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، قد دعا مجلس الأمن الدولي إلى تمديد حظر التسليح المفروض على إيران، فيما قال المبعوث الإيراني الدائم لدى الأمم المتحدة ومجلس الأمن، إن الولايات المتحدة قد تعود إلى الاتفاق النووي مرة أخرى، حال فشلت محاولاتها لتمديد حظر تصدير الأسلحة المفروض على طهران.

أوراق إيرانية

الدكتور عماد أبشناس، المحلل السياسي الإيراني، قال إن "واشنطن لا يمكنها تمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران بمفردها، بل يجب على باقي أعضاء مجلس الأمن أن يجاروها".

وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "في ظل الظروف الحالية للأوضاع الدولية، كل شيء ممكن، ولكن بالنسبة للدول الأوروبية هذه مهمة جدًا، وبالنسبة لروسيا والصين فهما معارضان للتوجه الأمريكي، خاصة خلال فترة حكم ترامب بشدة".

وتابع: "في حال وافق باقي أعضاء مجلس الأمن على تمديد حظر الأسلحة، من الممكن أن تلجأ طهران للخروج من الاتفاق النووي، أو حتى اتفاقية حظر إنتاج السلاح النووي NPT".

وأكد أن "الجميع يعلم أن الظروف الفعلية، والوضع الاقتصادي الإيراني، وسقوط أسعار البترول، والعقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة من الصعب على إيران شراء الأسلحة النوعية التي تحتاجها".

روحاني يتوعد أمريكا بـ"رد ساحق" إذا تم تمديد حظر التسليح على إيران
ومضى قائلًا: "لهذا رفع العقوبات لن يغير شيئًا، ولكن تمديده سوف يعطي إيران ذريعة للخروج من الاتفاق النووي، أو اتفاقية حظر الأسلحة النووية، وهذا سوف يفقد المجتمع الدولي رقابته على البرنامج النووي، وقد يجر الجميع لحرب شرسة".

محاولات أمريكية

من جانبه قال محمد حسن البحراني، المحلل السياسي المختص بالشأن الإيراني، إن "أمريكا ستبذل قصارى جهدها من أجل إقناع البلدان الأخرى بعدم توريد الأسلحة لإيران".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "هذه المساعي مخالفة لبنود الاتفاق النووي الذي تم توقيعه، ويتعارض مع القرار الأممي الصادر عن مجلس الأمن رقم 2231، لأنه لا يتضمن أي إشارة بشأن فرض حظر على مبيعات وتوريد الأسلحة لطهران، طالما التزمت بالاتفاق النووي".

وتابع: "أعتقد أمريكا بإمكانها أن تضغط على البلدان الأوروبية، وتحديدًا بريطانيا وفرنسا وألمانيا، لكن لا يمكنها فرض إرادتها على العديد من الدول المهمة، على رأسها روسيا والصين، وبلدان أخرى".

وأكد أن "إيران تؤمن ما تحتاجه من أسلحة في كافة مجالاتها البرية والبحرية والجوية ذاتيًا، لكن ربما تفكر بشراء بعض الأسلحة لملء بعض الفراغات في منظومتها العسكرية، مثل صوارخ إس 400، أو طائرات مقاتلة حربية".

مناورات متبادلة

ووقع ما يقرب من 90 فى المئة من أعضاء مجلس النواب الأمريكي على رسالة تحث إدارة الرئيس دونالد ترامب على تغيير أسلوبها بشأن إيران، وحثوا وزير الخارجية مايك بومبيو على العمل مع حلفاء الولايات المتحدة وشركائها لتمديد حظر الأسلحة المفروض على إيران.

إيران: أمريكا لم تعد عضوا في الاتفاق النووي
وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو- في وقت سابق- إن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بشراء أسلحة تقليدية بعد انتهاء الحظر الذي تفرضه الأمم المتحدة بشأن هذه المسألة في أكتوبر/ تشرين الأول.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس موسوي، خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي، إن "إيران لا تسعى للانسحاب من الاتفاق النووي الموقع في 2015 مع ست قوى ... خطوة أمريكا غير مشروعة وسيكون رد فعلنا متناسبا".

وأكد أن أمريكا لم تعد عضوا في الاتفاق النووي بعد أن خرجت منه، مشيرا إلى أن الرئيس حسن روحاني سيشارك في مؤتمر قمة عدم الانحياز في باكو اليوم عبر الفيديو كونفرانس، وسيكون موضوع المؤتمر هو أزمة كورونا وكيفية مواجهة الفيروس والتعاون في هذا المجال.

مناقشة