ليبيا... الجيش ينسحب لأسباب "إنسانية" والوفاق تواصل التقدم

أعلن الناطق الرسمي باسم القائد العام للجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، انسحاب قوات الجيش الليبي بدءا من اليوم من محيط طرابلس لمسافة 2 إلى 3 كيلومترات على جميع الجبهات، بالمقابل أعلنت قبائل مدينة الأصابعة انضمامها إلى حكومة الوفاق.
Sputnik

وقال المسماري في بيان صحفي حصلت وكالة "سبوتنيك" على نسخة منه : "قررنا تحريك القوات في جميع محاور القتال في طرابلس لمسافة 2 إلى 3 كيلومترات، لتأدية الشعائر الدينية وتبادل الزيارات والتواصل بين الليبيين كما هو جاري في شمال وشرق وغرب البلاد"، مؤكداً على "تجنب سفك الدماء في نهاية شهر رمضان الكريم".

وأضاف البيان: "ندعو أن يحذو العدو حذونا وأن يفعلوا نفس الشيء، وبالتالي إنشاء منطقة خالية من التوتر والتصادم المباشر لتجنب تجدد الاشتباكات خلال هذه الفترة".

الجيش الليبي: لم ننسحب كليا وتركيا تجهز الوطية لتكون أكبر قاعدة عسكرية خارج أراضيها
وأكد المسماري في بيانه أن "الجيش الليبي تفهما للصعوبات التي يعاني منها أهلنا في طرابلس والخطر الذي يواجهونه بسبب الأعمال العدائية للإرهابيين والمرتزقة، أوقف منذ بداية شهر رمضان ومن جانب واحد أطلاق النار"، مبينا "أنه على الرغم من ذلك لم تدعم ما يسمى بحكومة الوفاق هذه المبادرة الإنسانية، بل كثف خلال هذه الفترة، الإرهابيون والميليشيات والمرتزقة، الذين يزعمون أنهم يقاتلون من أجل الشعب الليبي، قصفهم للإحياء السكنية والمنشآت الطبية والسيارات التي تنقل المستلزمات الإنسانية".

وأعلنت قوات الوفاق، صباح اليوم الأربعاء، مواصلة التقدم نحو تحرير الأصابعة والتي تبعد (100 كم جنوب غرب طرابلس) وسط اشتباكات عنيفة مع قوات حفتر، بحسب ما نقلته وكالة "الأناضول" للأنباء.

وقال المجلس الاجتماعي لمدينة الأصابعة في تدوينة عبر حسابه على فيسبوك: "بناءً على اجتماع عقدته قبائل مدينة الأصابعة، تقرر فيه الانضمام إلى حكومة الوفاق الوطني".

ويوم الاثنين، يذكر أن القوات الموالية لحكومة الوفاق سيطرت على قاعدة الوطية الجوية وهي معقل مهم للجيش الوطني الليبي ومطاره الرئيسي الوحيد قرب طرابلس.

تلت ذلك السيطرة، أمس الثلاثاء، على بلدتي بدر وتيجي في غرب ليبيا في الوقت الذي قال فيه الجيش الوطني الليبي إنه انسحب من بعض المواقع في طرابلس حيث لم يطرأ أي تغيير يذكر على خطوط المواجهة لما يقرب من عام.

وحثت ستيفاني وليامز، القائمة بأعمال مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، مجلس الأمن، أمس الثلاثاء، على الضغط على القوى الأجنبية لوقف تقديم المساعدة للأطراف المتحاربة في ليبيا، محذرة من أن تدفق الأسلحة والمرتزقة سيزيد من حدة القتال.

مصدر في الخارجية الروسية: موسكو تدعم أي مبادرة تهدف إلى وقف سفك الدماء في ليبيا
ولكن في مؤتمر صحفي من بنغازي، يوم أمسه نفسه، قال المسماري إن "القائد العام للقوات المسلحة قرر إعادة تمركز بعض المحاور في مدينة طرابلس، إلى نقاط جديدة وإلى تمركزات جديدة، وقد يتطلب ذلك إعادة التمركز من بعض المحاور إلى مواقع سابقة ضمن عملية تكتيكية مدروسة جيدا".

ونفى المسماري الأنباء عن "انسحاب كلي من طرابلس"، مشددا على أن الخطوة هي مجرد "إعادة توزيع القوات وإعادة تموضعها في مراكز قتالية في نقاط محددة ضمن نطاق العمليات".

من جهته قال آمر المنطقة العسكرية الغربية في الجيش الوطني الليبي، اللواء إدريس مادي، إن تركيا تعمل الآن على تجهيز قاعدة الوطية جنوب غرب طرابلس لتكون أكبر قاعدة عسكرية للجيش التركي خارج أراضيها، وذلك بعد أن سيطرت قوات حكومة الوفاق الوطني على القاعدة الاستراتيجية بدعم من الجيش التركي.

وقال رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج في بيان: "نعلن بكل فخر واعتزاز تحرير قاعدة الوطية العسكرية من قبضة الميليشيات والمرتزقة والإرهابيين (في إشارة لقوات حفتر) لتنضم إلى المدن المحررة في الساحل الغربي".

وأضاف السراج: "انتصار اليوم لا يمثل نهاية المعركة، بل يقربنا أكثر من أي وقت مضى من يوم النصر الكبير، بتحرير كافة المدن والقضاء نهائيا على مشروع الهيمنة والاستبداد الذي يهدد آمال الليبيين وتطلعهم لبناء دولتهم المدنية والديموقراطية".

مناقشة