فقء عيون الأطفال... محاولات نازية وحشية لتدمير مستقبل روسيا

كشف عميد إحدى كليات معهد الأرشيف التاريخي في موسكو لـ"سبوتنيك" أن المحتلين النازيين قتلوا مئات الألوف من أطفال روسيا والجمهوريات السوفييتية الأخرى أثناء الحرب العالمية الثانية.
Sputnik

اعتدت ألمانيا النازية على اتحاد الجمهوريات السوفييتية في 22 يونيو/ حزيران 1941. ووفق المؤرخة يلينا ماليشيفا، عميدة كلية الأرشيف، فإن النازيين سعوا إلى تدمير الدولة الروسية من خلال إبادة الأطفال الذين هم مستقبل البلاد.

التنكيل بالأطفال

بحسب المؤرخ غريغوري كريفوشييف فإن الاحتلال النازي أودى بحياة أكثر من 216 ألفا من أطفال الاتحاد السوفييتي. وفي الحقيقة كان عدد ضحايا النظام النازي من الأطفال أكبر بكثير، حسب المؤرخة ماليشيفا.

ذكريات مقاتل سوفيتي "تقشعر لها الأبدان"... هذا ما رأته العين وعجز اللسان على وصفه
وتعمد الاحتلال النازي إعدام الأطفال أثناء اغتيال ذويهم. فمثلا، تفيد إحدى الوثائق التي عثر عليها في أرشيف مدينة بريانسك الروسية عن مقتل 4665 طفلا في بعض مناطق مقاطعة بريانسك أثناء الاحتلال النازي في فترة 1941–1943.

إعدام نزلاء دار أطفال

من أخطر جرائم المحتلين الوحشية إبادة نزلاء إحدى دور الأطفال في منطقة فيازما بمقاطعة سمولينسك حيث تم إعدام 113 طفلا في الفترة من 4 أكتوبر/ تشرين الأول 1941 حتى 10 مارس/ آذار 1943. ومات بعضهم بسبب التعذيب بينما مات 42 طفلا في عام 1942 جوعا.

وقال الطبيب بارانينكو في تقرير كتبه في عام 1943 بعد تحرير مدينة سمولينسك من سيطرة الغزاة النازيين إن ظروف الحياة القاسية قتلت غالبية الأطفال الذين عانوا من نقص الغذاء أو أصيبوا بالأمراض.

ولم يسمح نظام الاحتلال بإعطاء الأطفال أكثر من 70 غراما من الخبز في اليوم. ولذلك مات 60 في المائة من الأطفال المصابين بالأمراض جوعا.

ومات الكثيرون بسبب الأمراض الوبائية، وبالأخص الدفتيريا، وأمراض المعدة والأمعاء.

سرقة الدم

كثيرا ما استخدم المحتلون الأطفال كمصدر للدم لعلاج الجرحى من الجيش الألماني. ويعتبر ذلك من الفظائع بحق الأطفال لأن فقدان كميات كبيرة من الدم يؤدي إلى موت الطفل.

أفادت إحدى النشرات الإخبارية في 24 سبتمبر/ أيلول 1942 أن جنود الجيش الألماني احتجزوا سكان قرية زاخاروفكا بمقاطعة كورسك. وقام أطباء الجيش الألماني باختيار 26 شخصا لأخذ كميات كبيرة من الدم منهم. ومن بين الذين تعرضوا لعملية سحب الدم بغض النظر عن الحالة الصحية، بيوتر سولنتسيف (14 سنة) وفيرا غراتشوفا (11 سنة) ويكاتيرينا دفورنيكوفا (9 سنوات)، وتسببت العملية في موت 9 أشخاص، خمسة منهم أحداث.

معاقبة "المجرمين"

فرضت السلطات الاحتلالية في مقاطعة كورسك العمل الإجباري على أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و16 سنة من "مرتكبي الجرائم" مثل أطفال قرية بوغوجييه الذين تعرضوا للضرب المبرح لأنهم رفضوا العمل الذي فرضه المحتلون.

وكانت "جريمة" أحد صبيان منطقة نوفو-أوسكول أنه أطلق حمامة أثناء غارة الطيران السوفييتي. وتم إعدام أسرته المكونة من 6 أشخاص أربعة منهم أطفال.

فقئ العيون

كان المحتلون يقتلون الأطفال بطريقة وحشية. فمثلا، عذبوا أسرة مكونة من أم و4 بنات حتى الموت في بلدة كريستي التابعة لمنطقة فيليج بمقاطعة سمولينسك في يناير/ كانون الثاني 1942. وقتلوا الأم أنّا وبناتها ليديا (16 سنة) وصوفيا (12 سنة) وفالنتينا (5 سنوات) وفارفارا (2 سنة) حين غادروا البلدة، متقهقرين تحت ضغط الجيش الأحمر.

ذكريات مؤلمة من الحرب
وجاء في التقرير عن هذه الجريمة إن مرتكبي الجريمة جرّحوا الطفلة فارفارا بالسكين على مرأى الأم، وقطعوا أذنيها وفقأوا عينيها، وجرّحوا وجه البنت الأكبر ليديا وقطعوا الأنف وانتزعوا اللسان. وبعد تعذيب البنات الأربع حتى الموت قتلوا الأم.

وتم في نوفمبر/ تشرين الثاني 1942 إعدام أكثر من 100 شخص من النساء والأطفال والمسنين رميا بالرصاص قرب قرية إيليينو التابعة لمنطقة باتورينو بمقاطعة سمولينسك. وأخفى القتلة جثث الضحايا تحت الثلج.

وأظهر التحقيق الذي أجري في موقع الجريمة في وقت لاحق بعد إزالة الثلج أن هناك 109 جثث ممزقة، وأن وجوه الضحايا مشوهة، وأن رؤوسهم مهشمة. والضحايا هم من النساء والأحداث واثنان من المسنين و17 طفلا تتراوح أعمارهم بين 5 و10 سنوات، و6 رُضّع منهم طفلة عمرها شهران ذات رأس مهشم.

مناقشة