وخصص الجهاز الذي أطلق عليه اسم "بنسلين" لكشف مرابض مدفعية العدو.
في ثوان معدودة
يستطيع جهاز "بنسلين" أن يحدد في ثوان معدودة موقع إطلاق القذيفة وحتى نوع المدفع الذي أطلقها، ثم تقوم مدفعية القوات الصديقة بتدمير مرابض مدفعية العدو.
وذكرت صحيفة "ازفستيا" الروسية نقلا عن الخبير العسكري، فيكتور موراخوفسكي، أن القوات الروسية تخصص وحدات المدفعية لقصف بطاريات مدفعية العدو. ولا تكشف هذه الوحدات عن نفسها وكأنها تنصب كمينا لمدفعية العدو، وتقصفها بعد أن تحصل على معلومات دقيقة عن مرابضها. وجهاز "بنسلين" هو الذي يقدم هذه المعلومات معتمدا على نظام الوقت الحقيقي.
ويرى الخبير أن جهاز "بنسلين" سيزيد من فعالية مدفعية الجيش الروسي إلى حد كبير.
الدقة المتناهية
يمكن البحث عن مرابض المدافع وراجمات الصواريخ ومواقع إطلاق الصواريخ المضادة للطائرات والصواريخ التكتيكية بواسطة جهاز "بنسلين".
يوضع جهاز "بنسلين" في صندوق سيارة الشحن "كاماز"، ويضم 12 كاميرا التي تستطيع مراقبة القطاع الواسع واكتشاف الضوء الذي يصاحب إطلاق القذائف أو انفجار القذائف وهو ما يمكن إلكترونيات الجهاز من تحديد مسار القذيفة وأماكن وجود المرابض المموهة للمدفعية.
ويضم الجهاز أيضا عدة لاقطات منقولة توضع خارج السيارة. ووفق الخبير فإن معطيات اللاقطات تمكن إلكترونيات جهاز "بنسلين" من تحديد مواقع نيران العدو بدقة متناهية.
ويستغرق إعداد الجهاز للقتال الدقائق المعدودة. وتنوب إلكترونيات الجهاز عن مشغليه بعد أن يباشر مهمته. ويتم الحصول على أحداثيات موقع إطلاق النار في زمن لا يتجاوز 5 ثوان.
يبقى غير مرئي
وقد حصل مركز التدريب التابع لقوات الصواريخ والمدفعية في مدينة ساراتوف على جهاز "بنسلين" في وقت سابق من العام الحالي. وسوف تبدأ القوات تتسلم المزيد من أجهزة "بنسلين" في عام 2021.
ويتم في الوقت نفسه تزويد القوات الروسية بأجهزة الرادار التي خصصت لاكتشاف الأهداف وتحديد أحداثيات مواقعها، ومنها رادار "ياستريب" ورادار "أييستيونوك" ورادار "زوبارك" المعدل الذي يكتشف قذائف العدو بعد إطلاقها بشكل مضمون ويكتشف أيضا مواقع إطلاق صواريخ من صنع يدوي ويحدد مسارها.
وتنجح رادارات الاستخبار والاستطلاع في تحقيق المهمة المطروحة عليها، ولكن أداءها يمكن أن يتأثر بالتشويش الإلكتروني في حين لا يواجه جهاز "بنسلين" مشكلة كهذه لأنه يخلو من الرادار ويبقى بالتالي غير مرئي للعدو.