قواعد عسكرية على الحدود... هل هي رسائل متبادلة بين الجزائر والمغرب؟

ثمة تحركات تثير الكثير من التساؤلات خاصة في تقلب العلاقات بين الجزائر والمغرب بين الحين والآخر، إثر أزمة قديمة ممتدة حتى اليوم.
Sputnik

الجزائر تشرع في بناء قاعدة عسكرية قرب المغرب
في مايو/ آيار الماضي أصدر رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني، مرسوما يقضي بتخصيص أرض لبناء قاعدة عسكرية خاصة بالقوات المسلحة الملكية في إقليم جرادة على الحدود مع الجزائر، وهو ما فسره البعض على أنه يرتبط بالتوترات مع الجزائر.

في المقابل قالت العديد من الصحف الجزائرية منها "الشروق"، إن الجزائر تبدأ في تشييد قاعدة عسكرية استراتيجية على الحدود الغربية للبلاد، قبالة القاعدة العسكرية المغربية.

وقالت الصحيفة، إنها علمت من مصادر خاصة ومطلعة، أنّ السلطات العليا في البلاد، قرّرت هي الأخرى، طبقا لمبدأ المعاملة بالمثل، بناء قاعدة عسكرية استراتيجية في موقع قريب من القاعدة المغربية.

المعلومات لم ينفها المسؤول الجزائري بمجلس الأمة، إلا أنه أكد على استعداد الجيش لأي طارئ جديد يتعلق بالأمن القومي للجزائر، حيث قال النائب عبد الوهاب بن زعيم عضو مجلس الأمة الجزائري، إن "الجزائر دائما وأبداً تحارب الإرهاب، أين كان وفي كل زمان".

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن الجزائر كانت من الدول الأولى التي مسها الإرهاب، إلا أنه بفضل جيشها وصموده ووعي شعبها قضى عليه داخليا.

على الصعيد الخارجي يشير إلى أن الجيش "يحقق انتصارات ضد الإرهابيين المتسللين والمهربين وتجار المخدرات منذ سنوات".

في إشارة تحمل تساؤلات يكمل بن زعين حديثه قائلا: "بالنسبة لنا جيشنا هو صمام أماننا وهو المؤسسة الجمهورية الدستورية لها كل الصلاحيات الدستورية والقانونية، تحت تعليمات ورئاسة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع في التعامل مع الأحداث واتخاذ كل ما يلزم للدفاع، وحماية وطننا، ومهما كانت هذه الإجراءات فالشعب يؤيدها، لأن أمننا القومي فوق كل اعتبار، وغير قابل لأي حديث".

تصريحات بن زعيم والتي تبدو متحفظة عن ذكر بعض الأشياء ربما تتوافق مع تصريحات الخبير المغربي الذي أشار إلى تصاعد التوترات مع الجزائر، وأن هذه العمليات تتزايد الفترة المقبلة.

على الجانب الآخر يقول منار السلمي الخبير الأمني المغربي، إنه من الواضح أن "القاعدة العسكرية الجزائرية هي رد فعل تصعيدي ضد قاعدة عسكرية مغربية".

ويرى في حديثه لـ"سبوتنيك" أن الأمر "يتعلق بسقف مرتفع من التصعيدات الجزائرية، منذ صعود الرئيس عبد المجيد تبون وقائد الأركان بالنيابة سعيد شنقريحة، حيث بدأ الأمر بمناورة عسكرية للجيش الجزائري في المنطقة العسكرية الثالثة، على بعد ثمانين كيلو مترا من الجدار الأمني المغربي، واصفا إياه بأنه "تهديد جزائري واضح".

توقعات غير رسمية من الخبير الأمني حيث يشير إلى أن "التطورات تجعل مؤشر الحرب يقترب بسرعة، وأن سيناريوهين للحرب مع المغرب، وهما يتوقفان على المسار الذي ستتخذه تطورات الوضع الداخلي في الجزائر".

وبحسب قول الخبير، فإن "السيناريو الأول يتعلق بحرب مباشرة تشنها الجزائر على المغرب، إذا اشتد الخناق على النظام الجزائري من طرف الحراك الداخلي"، أما السيناريو الثاني بحسب الخبير "غير الرسمي" عن طريق "حرب بالوكالة ينوب فيها "البوليساريو" عن الجزائر".

تقديرات تبدو خطيرة من الخبير الأمني، حيث يقول إنه "في الحالتين معا، فالحرب مقبلة، حيث لا توجد مؤشرات للسلم أو التعاون، وحسن الجوار".

ويعتقد أن هناك "ما بعد القاعدة العسكرية، وأنه سواء بنى المغرب قاعدة عسكرية قرب الحدود أم لا، فإن الجزائر تفكر في حرب مع المغرب، انطلاقا من الجنوب الغربي.

ويشير الخبير إلى نقطة أخرى وهي المقتضيات الدستورية الجزائرية الجديدة، التي تعطي للجيش إمكانية التواجد خارج التراب الجزائري".

يشدد الخبير على أن "المقصود بها المغرب، والمنطقة العازلة شمال موريتانيا، التي يريد فيها الجيش الجزائري أن يحل محل البوليساريو، وأن الوضع في شمال أفريقيا بات مشهدا مشابها لثنائية التوتر بين الكوريتين".

وتشهد العلاقات بين البلدين توترات منذ سنوات ممتدة إثر الخلاف حول "جبهة البوليساريو"، التي تدعمها الجزائر، وتقول المغرب إنها جبهة انفصالية وإن الصحراء هي ضمن حدود المغرب الترابية.

مناقشة