لن تشمل الأغوار... لماذا عدلت إسرائيل من خطة الضم وهل تنجح في تحييد الأردن؟

وسط الضغوط السياسية التي تمارسها الدول العربية والأوروبية بشأن رفض مخططات الضم التي يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تنفيذها قريبا، تحاول الحكومة إدخال بعض التعديلات على خططها من أجل تحييد بعض الدول.
Sputnik

وأفادت تقارير إعلامية إسرائيلية أن نتنياهو أرسل رسالة للأردن وفلسطين أن خطة الضم لن تشمل منطقة "غور الأردن"، وذلك خلال لقاء جمع رئيس جهاز الموساد، يوسي كوهين، بالعاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني في عمان، قبل عدة أيام.

وطرح البعض تساؤلات بشأن السبب وراء تعديل نتنياهو لمخططات الضم، ومدى نجاحه في استمالة الأردن من أجل تحييدها، أو إقناع فلسطين بقبول الخطة المعدلة.

تعديل الخطة

في محاولة لمنع "خطة الضم"... خبير يدعو لاتخاذ إجراءات صارمة ضد إسرائيل
وأفادت قناة عبرية بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعث رسالة للسلطة الفلسطينية بشأن خطة "الضم".

ونقلت القناة العبرية الـ"12"، صباح الجمعة، عن مسؤول فلسطيني - لم تسمه - أن نتنياهو بعث رسالة إلى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن) مفادها أن خطة الضم لن تشمل "غور الأردن".

وأشارت القناة العبرية على موقعها الإلكتروني إلى أن رسالة نتنياهو أفادت بأن خطة الضم ستقتصر على كتلتين أو ثلاث كتل استيطانية فقط، ما تزال غير معروفة، وإن رجحت القناة أن تكون منها مستوطنتي غوش عتصيون ومعاليه أدوميم.

 وادعت القناة العبرية الـ"13"، مساء الخميس، نقلا عن مصدر إسرائيلي رفيع المستوى، أن يوسي كوهين وصل إلى الأردن في مهمة رسمية، قبل عدة أيام، كلفه بها نتنياهو للقاء العاهل الأردني.

وأفادت القناة على موقعها الإلكتروني بأن رئيس جهاز الموساد ناقش مع الملك عبد الله المعارضة الأردنية لضم "غور الأردن" ومدى تطبيق السيادة الإسرائيلية عليه. ولم تعلق المصادر الرسمية الأردنية على خبر القناة العبرية، حتى الآن.

مراوغة إسرائيلية

قال نضال بطانية، عضو مجلس النواب الأردني، إن "الرسالة التي أرسلها رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو تأتي من أجل كسب المزيد من الوقت فقط، خاصة في ظل الموقف الأردني الحازم والقاطع فيما يتعلق بمخططات الضم".

وأضاف، في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "الأردن بقيادة الملك يدرك جيدا أن نتنياهو مراوغ، ولا يحترم الاتفاقيات التي يبرمها سواء الدولية أو الإنسانية، أو غيرها من اتفاقيات، ويزج بالمنطقة نحو أزمات خانقة".

وتابع "الأردن أعلن أكثر من مره عن موقفه الثابت والجاد، والملتزم باتجاه حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران، وعلى ترابها الوطني وفق قرارات الشرعية الدولية، ومع الوصايا الأردنية على المقدسات الدينية، الإسلامية والمسيحية".

ضغوط دولية

غانتس يقدم عرضا بشأن "خطة الضم".. والسلطة الفلسطينية تعلق
من جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة "فتح"، إن "الرسائل الأردنية الساخنة التي أرسلها لإسرائيل، والتي تتعلق بنسف العملية السياسية بينهما في حالة الإقدام على تنفيذ مخططات الضم، دفعت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإرسال رئيس الوساد في جولة لعدة دول عربية من بينها الأردن".

وأضاف، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "خلال اللقاء طرح المبعوث الإسرائيلي فكرة تأجيل أو إلغاء غور الأردن من خطة الضم، خاصة بعد التحرك الأردني القوي النابع من مخاوف تأثير هذه المخطط على الأمن القومي لعمان، وعل ديموغرافية السكان في مرحلة قادمة، وهو ما أدى إلى موقف حاسم وجاد من الأردن".

وتابع "بعض الصحف العبرية تحدثت عن وصول الرسالة الإسرائيلية للقيادة الفلسطينية، والتي تقول إن الضم سيكون لبعض المستوطنات الكبيرة التي تضم عشرات اللاف من المستوطنين، وبالتالي تأجيل ضم مناطق مهمة مثل غور الأردن".

وأكد أن "التباين داخل الحكومة الإسرائيلية لا يتعلق برفض الضم، بل بالمخاطر الأمنية التي ستتكلفها إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بتوفير آلاف الجنود لتأمين هذه الأراضي".

واستطرد: "هذا التباين، إضافة للموقف الأمريكي الغامض، والرفض العربي، وموقف الاتحاد الأوروبي الثابت، لعبت جميعها دورًا كبيرًا في التأثير على الموقف الإسرائيلي، وتغيير النهج فيما يتعلق بغور الأردن".

ويشار إلى أن نتنياهو، قد أعلن أكثر من مرة، أن حكومته ستضم 30% من مساحة الضفة الغربية، مطلع شهر يوليو/ تموز المقبل.

وبدورها، أعلنت القيادة الفلسطينية، في التاسع عشر من مايو/ أيار الماضي، أن منظمة التحرير ودولة فلسطين في حل من جميع الاتفاقات والتفاهمات مع الحكومتين، الأمريكية والإسرائيلية.

وفي أوائل الشهر الجاري، صادق وزير الدفاع في حكومة تسيير الأعمال الإسرائيلية، نفتالي بينيت، على توسيع مساحة مستوطنة "أفرات" الواقعة في المجمع الاستيطاني الضخم (غوش عتصيون) جنوبي مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، بحوالي 1100 دونم، تمهيدا لبناء قرابة 7000 وحدة سكنية جديدة.

ويمثل الاستيطان الإسرائيلي واحدة من أكبر عقبات إحلال السلام وحجر عثرة أمام المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتؤكد الأمم المتحدة عدم مشروعية المستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967، في الضفة الغربية وشرقي القدس.

وشهد عام 2018، بحسب الإحصاءات، زيادة كبيرة في وتيرة بناء وتوسيع المستوطنات، بعد المصادقة على بناء حوالي 9384 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنات قائمة، إضافة إلى إقامة 9 بؤر استيطانية جديدة.

مناقشة