متحدث الحكومة الإيرانية: لولا تعاوننا مع روسيا لسيطر "داعش" على مناطق واسعة شرق البحر المتوسط

أجرت وكالة "سبوتنيك" لقاء مع المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، تناول اللقاء عدة قضايا منها علاقات إيران بفنزويلا وقانون قيصر وغيرها.
Sputnik

وتناول اللقاء كذلك العلاقات الإيرانية بالقوى الدولية مثل روسيا والصين وتأثير ذلك على السياسة الأمريكية. إلى نص الحوار...

 1- هل فتحتم خطا ائتمانيا مع فنزويلا لتزويدها بالنفط والمواد الغذائية أم إرسالكم لناقلات النفط وبواخر المواد الغذائية كان لمرة واحدة فقط لمساعدة كركاس في الصمود أمام العقوبات الأمريكية؟

جواب: إن العلاقات التجارية بين إيران وفنزويلا مبنية على القانون الدولي واحتياجات البلدين مع مراعاة جميع الظروف الثنائية وستستمر على هذا الشكل في المستقبل. تعتمد طريقة التبادل، بما في ذلك إرسال واستلام البضائع، على الاتفاق بين البلدين، وقد يتم إجراء تغييرات على ذلك حسب الظروف.

إذا استمرت الحكومة والشعب الفنزويلي في المستقبل بالاحتياج إلى سلع تستطيع إيران توريدها لهم، فسننظر بذلك بجدية في حينها.

2- هل تعتبرون أن قانون "قيصر" الذي فرضه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على سوريا يستهدف التعاون الاقتصادي السوري الإيراني والايراني اللبناني بالتحديد؟

متحدث الحكومة الإيرانية: علاقات إيران وفنزويلا التجارية ستستمر
جواب: نحن لا نهتم بهذه القوانين. وإذا كان المشرعون الأمريكيون يهدفون من خلال هذا القانون إلى استهداف علاقات إيران الاقتصادية مع لبنان وسوريا، فهذا يدل على أنهم غير مدركين لعمق علاقاتنا. بالطبع، مثل هذه الجهود  الأمريكية غير المجدية ليست جديدة علينا.

يحاول النظام الأمريكي منذ سنوات إبعاد دول المنطقة عن بعضها البعض بالوسائل العسكرية والسياسية والتخريبية، وفي كل مرة يفشل في ذلك، نحن واثقون من أنهم سيفشلون هذه المرة أيضًا في فرضهم هذا القانون (قانون قيصر). نحن نعتبر هذا القانون المحلي الأمريكي غير بناء وتدخلي للولايات المتحدة وندينه.

3- كيف تقيّمون العلاقات الروسية الصينية الإيرانية على الساحة الدولية وخاصة في ملفات مثل التصدي للأحادية الأمريكية والتعاون في الملف السوري والاتفاق النووي؟

جواب: نحن في واحدة من أفضل الفترات في العلاقات التاريخية بين إيران وروسيا. إن علاقاتنا تتقدم بسرعة في جميع مجالات التعاون الاقتصادي والاستراتيجي. حيث نجحت الدولتان العظميان إيران وروسيا معا في إحباط المشروع الخطير للولايات المتحدة وحلفائها في سوريا.

لولا التعاون بين إيران وروسيا، لكان تنظيم "داعش" قد سيطر على مناطق واسعة من البحر الأبيض المتوسط إلى ما بين النهرين وكان قد هدد الكثير من بلدان العالم. كما شكلت إيران وروسيا مثالاً على تعاون لا مثيل له في الدفاع عن التعددية وإرساء القانون الدولي. نحن مصممون على تعميق العلاقات بين إيران وروسيا، لأن ذلك لا يصب في مصلحة شعوب المنطقة فقط بل يكون هناك المزيد من السلام والاستقرار على مستوى العالم. هذا التعاون ليس ضد أي دولة باستثناء الدول التي تختار مسار الإكراه والبلطجة في العلاقات الدولية وتنتهك حقوق الدول الأخرى.

4 - هل تتوقعون استخدام روسيا والصين حق النقض "الفيتو" ضد أي مشروع قرار تقدمه أمريكا أو الغرب لتمديد الحظر التسليحي على إيران؟

جواب: نحن نأمل أن تقف روسيا والصين، كقوتين عظميين ودولتين مسئولتين، أمام تلك الدول التي  ليس لديها هدف سوى انهيار السلم والأمن الدوليين وإملاء وجهات نظرهم على الدول الأخرى.

لحسن الحظ  يدرك أصدقاؤنا الروس والصينيون جيدًا نوايا أمريكا الشريرة في التخطيط لمؤامرات متتالية نتج عنها خروج واشنطن من الاتفاق النووي بشكل أحادي الجانب، نحن مطمئنون بأنهم (الروس والصينيين) يدركون بشكل جيد العواقب المدمرة لعدم الوقوف أمام  الإجراء التعسفي ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

5- إيران لم تعلن ردا واضحا على قرار حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رغم إنها أعلنت أنها سوف ترد على ذلك... هل تنتظر طهران ما إذا سوف يتم تمديد الحظر التسليحي عليها لتعلن ردا مزدوجا؟ أم هناك رد على هذا القرار بالتحديد في الفترة القريبة القادمة؟

جواب: نحن نبحث هاتين المسألتين بشكل منفصل، مع أننا نعلم جيداً أن النظام الأمريكي يمضي بمسألة تمديد الحظر التسليحي وتقرير وكالة الدولية للطاقة الذرية في إطار برنامج لمؤامرة خطيرة، نحن نضع بالاعتبار جميع السيناريوهات والاختيارات في كل واحدة من هذه القضايا، وسوف نتخذ القرارات المناسبة والصحيحة بلا تسرع حيال هذه القضايا.

6- هل تتوقعون تخفيف العقوبات عليكم إذا ما فاز في الرئاسة الأمريكية مرشح ديمقراطي؟ وكم تبلغ شعبية ترامب بالنسبة المئوية في الفترة الحالية في أوساط الشعب الأمريكي حسب توقعاتكم؟

إيران توجه دعوة إلى أمريكا بشأن الصاروخ الذي قتل 290 شخصا "دون خجل"
جواب: أنا غير مهتم بالتعليق على السياسة الداخلية والحملات الانتخابية الأمريكية، ومن وجهة نظرنا غير مهم من يكون في البيت الابيض. يظهر تاريخ السياسية الأمريكية تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشكل جيد، إن العداء للشعب الايراني، سياسية شائعة لجميع رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية. ومع ذلك، نأمل أنه إذا كانت السياسة الداخلية الأمريكية حتى يومنا هذا هي التي تشكل عقبة أمام عودة الولايات المتحدة إلى المسار الدبلوماسي الصحيح مع إيران، بأن يتم  إزالة هذه العقبة بعد الانتخابات الأمريكية القادمة.

إن سياستنا الخارجية تجاه الولايات المتحدة تتبع مبادئ معينة، ونحن مستعدون لاختبار الدبلوماسية مع أي رئيس أمريكي يلتزم بالقانون الدولية ويبدي الاحترام المتقابل.

7- كيف تنظر إيران إلى تطورات الاحتجاجات في أمريكا؟ بالإشارة إلى مطالبتها سابقا الإدارة الأمريكية بوقف قمع الأمريكيين المضطهدين ورفع القيود عن وسائل الإعلام.

جواب: لدى الولايات المتحدة  تاريخ طويل من التمييز العنصري ضد السود منذ نشأتها، وتتوفر إحصاءات مؤسفة عن الظلم ضد السود في العالم.

يُظهر الوضع المضطرب في الولايات المتحدة أنها أبعد ما تكون عن معايير القرن العشرين في احترام المساواة في الحقوق العرقية والقومية، ومن المثير للدهشة أن دولة مثل أمريكا تعاني من هذا الوضع المحزن لم تتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وإملاء النصائح للدول التي هي أفضل بكثير في احترام حقوق الإنسان من الولايات المتحدة.

يجب أن يدرك النظام الأمريكي أن الشعارات الجوفاء في الدفاع عن حقوق الإنسان حول العالم لن تمنع العالم من مشاهدة العنف الذي ترتكبه الشرطة الأمريكية بحق المتظاهرين السلميين. نحن إلى جانب جميع شعوب العالم، نحث الولايات المتحدة على إظهار مسؤولية أكبر تجاه مواطنيها، بدلا من أخذ ملايين الدولارات من الضرائب منهم لهدرها في زعزعة استقرار أماكن كثيرة من دول العالم، وصرف هذه الأموال على الملايين من الأمريكيين الذين يعانون من الفقر وضعف العدالة الاجتماعية.

يجب على النظام الأمريكي أن يقبل المسؤولية عن كل ما يفعله داخل وخارج الولايات المتحدة ضد أمن وحرية الأمم.

8- هل انهيار العملة الإيرانية إلى هذا الحد والتضخم الحالي سببه العقوبات الأمريكية على الجمهورية الإسلامية أم هناك أسباب أخرى؟ أم بسبب فشل  الحكومة  في إدارة التضخم حسبما تدعي بعض وسائل الإعلام؟

رد إيران على التصريحات الأمريكية بشأن إمكانية اللجوء إلى الخيار العسكري
جواب: لا يمكن لأي حكومة في العالم أن تدعي أنها ليس لديها أي أخطاء أو عيوب في الإدارة الاقتصادية، لكن السبب الرئيسي لمشاكلنا الاقتصادية على المدى القصير هو الآثار المدمرة للعقوبات الأمريكية الأحادية الجانب وغير القانونية، والتي يكون ضغطها على الناس العاديين في إيران.

أضرت العقوبات الأمريكية على وصول الشعب الإيراني إلى الغذاء والدواء، ولعبت دوراً لا يمكن إنكاره في خفض الدخل القومي للإيرانيين.

اليوم، الطبقات الضعيفة والمرضى معرضون بشكل مباشر لتأثيرات العقوبات الأمريكية على إيران. وهذا في رأينا مثال واضح على الجرائم ضد الإنسانية وضد الشعب، والجريمة الوحيدة التي ارتكبها هذا الشعب هي تطبيق القانون والالتزام بالاتفاقيات الدولية.

إن تزامن العقوبات مع انتشار وباء كورونا وضع الاقتصاد الإيراني في وضع صعب، ولكن رغم ذلك واثقون من أن الاقتصاد الإيراني لديه ما يكفي من المرونة للتكيف وإعادة التشكل، وأننا سنتمكن قريبا من ضبط تأثير العقوبات والآثار الاقتصادية لانتشار فيروس كورونا من أجل التغلب على اثار العقوبات، قمنا بتنشيط قدراتنا المحلية، وخططنا لصادرات تبلغ قيمتها 40 مليار دولار هذا العام، ومنعنا استيراد 2000 نوع من البضائع، وبدأنا بتصنيع هذه الانواع من البضائع في الداخل، لكي نوجد قدرات جديدة لسوق العمل.

شاهد لقد تمكنا خلال انتشار وباء كورونا من تصدير الكمامات ومعدات المختبرات وأجهزة التنفس.

لقد قمنا بتنشيط سوق البورصة عبر ترشيد الأموال الحكومية. لم نقترض من البنوك. ومن المتوقع أن يصل التضخم في العام الحالي إلى 20 بالمئة.

نحن نتابع موضوع زيادة الإنتاج الداخلي واستبدال الواردات بالمنتجات المحلية بشكل قوي،  لقد كافحنا بصعوبة على المدى القصير، لكننا سنعود إلى التوازن الاقتصادي على المدى الطويل. من خلال سياسة الدعم قدمنا إعانات للعيش لابناء الشعب، ورفعنا رواتب الموظفين والعمال، ونعتزم زيادة رواتب المتقاعدين.

البورصة

روحاني: فيروس كورونا ضربة موجعة للاقتصاد الإيراني
بعد عقود، وصل سوق الاستثمار في البلاد إلى مكانته الحقيقية، ومع التدابير والدعم الذي قدمته الحكومة، وصلت لأول مرة قيمة الشركات المسجلة في البورصة إلى  مستوى الاقتصادات المتقدمة في الناتج المحلي الإجمالي. وقد أدى ذلك إلى قيام سوق الأسهم بدور هام للغاية في اقتصاد البلاد. ولن يتضاءل هذا الدور بعد ذلك، ويجب على جميع السياسيين وجميع الحكومات النظر بجدية لسوق الأسهم.

تحاول الحكومة والرئيس حسن ورحاني إدراج المزيد من الشركات في البورصة وجعل اقتصاد إيران شفافا لجميع الناس والعالم.

ولهذه الغاية، أمروا بتسهيل قبول الشركات الجديدة في البورصة، وأقر المجلس الاعلى للبورصة  قرارات جيدة في هذا الصدد، حيث ستكون آثارذلك واضحة في الأشهر المقبلة على الاقتصاد. كما نخطط لتوسيع تمويل سوق الأوراق المالية من البورصة للشركات.

بالطبع، دور النظام المصرفي في تمويل الشركات لا يمكن الاستغناء عنه، ولكن جزء من التمويل يجب أن تتحمله البورصة في البلاد، وفي هذا الصدد، يجب أن يكون للمجلس الأعلى للبورصة قرارات أخرى مهمة في هذا الصدد.

في الوقت الحالي، من حيث القيمة السوقية مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي، فإن سوق الأوراق المالية لديه واحد من أفضل الظروف في العالم من حيث عدد المساهمين في سوق الأوراق المالية بين جميع سكان إيران، ويمكن مقارنته بأفضل البورصات في البلدان المتقدمة. وأثر علاقة الرئيس روحاني واهتمامه بالشفافية الاقتصادية، لن يدخر الفرصة لإقرار أي قانوني لحماية هذا المكانة في البورصة.

في رأيي، فإن جميع الدول التي تنفذ العقوبات الأمريكية غير القانونية علينا، تعتبر شريكة مع النظام الأمريكي في التسبب بمعاناة الشعب الإيراني. وفي الوقت ذاته، لن ننسى البلدان التي وقفت معنا خلال هذه الفترة العصيبة. إن ما يحدث في هذه الأيام سيكون له آثار دائمة على اختيارنا لأصدقائنا وأعدائنا في المستقبل.

 

مناقشة