بعد إلغاء زيارة عقيلة صالح... ما الدور الذي تقدمه الجزائر في ليبيا؟

قال خبراء جزائريون إن الجزائر تمتلك بعض الأوراق الإيجابية التي تمكنها من حل الأزمة الليبية، ومنها "الحيادية"، فيما رد سياسي ليبي بأن الجزائر لا يمكنه تقديم أي دور في المشهد لأسباب عدة.
Sputnik

وكان من المقرر أن يلتقي رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، بالرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، السبت 18 يوليو/ تموز، غير أن الزيارة تأجلت  لوقت لاحق حسب تأكيد مستشار صالح السياسي فتحي المريمي.

حول ما يمكن أن تقدمه الجزائر  في الأزمة الليبية، قال المحلل السياسي الجزائري سمير بيطاش، إن الجزائر متمسكة بحل يرضي جميع الأطراف، ويكون بدايته كمرحلة أولى بوقف إطلاق النار ويلتزم به جميع الأطراف على كل التراب الليبي.

 تأجيل زياة عقيلة صالح للجزائر 
وأضاف، في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن المرحلة الثانية تتمثل في تشكيل حكومة مؤقتة ممثلة لجميع الأطراف والقبائل، والمرحلة الثالثة هو إجراء انتخابات رئاسية تحت إشراف هيئة الأمم المتحدة في مدة زمنية لا تتجاوز مدتها 3 سنوات.

ويشير بيطاش إلى أنه لا  يمكن الاستغناء عن الدور البارز والمؤثر للجزائر في حل الأزمة الليبية، وأن الرئيس تبون يصر على وقف العنف والتحريض عليه، لأن استمرار تزويد الأطراف المتصارعة بالسلاح والدعم العسكري سيطيل من الأزمة ويفجر المنطقة.

لهذا، زيارة رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، إلى الجزائر ولقائه بالرئيس تبون، سيكون له وزن ثقيل على حل الأزمة الليبية وسيأخذ الموقف الواضح والحازم من الجزائر وهو لا حل للأزمة الليبية بانهاج القوة والحل العسكري، على الجميع أن يتنازل ويجلسون على طاولة الحوار وتحت رعاية الأمم المتحدة.

فيما قال المحلل السياسي، أحسن خلاص، إن قوة الجزائر في حيادها ودعوتها لحل داخلي في ليبيا.

وأضاف، في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن هذا الحل يصنعه الليبيون أنفسهم بعيدا عن أي ضغط خارجي، وأنه لا يمكن لأي حل أن يستقيم مادام الفرقاء تحت ضغط التدخلات الإقليمية.

فيما قال عثمان بركة، القيادي بالجبهة الوطنية لتحرير ليبيا، أن الجزائر  لن تفيد المشهد الليبي أو العربي.

وأضاف، في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الجزائر غير مؤهلة للقيام بأي دور، خاصة أنهم عرضوا على أنصار النظام السابق أيضا بالتواصل معهم، إلا أن قيادات النظام السابق لم توافق على الدعوة.

الجزائر وتونس تؤكدان على ضرورة التصدي للتدخلات الخارجية في ليبيا
وأشار  إلى أن الجزائر تسعى للمشاركة فقط في الملف إلى جانب مصر، وأن المواقف الرسمية تختلف عن المواقف الشعبية في الجزائر.

يشير إلى أن الجزائر منزعجة من تولي مصر للملف الليبي بهذا الحجم، إلا أن الليبيين يثقون في القيادة المصرية أكثر من غيرها.

على عكس قول عثمان بركة، يقول النائب طلال الميهوب رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بالبرلمان الليبي، إن دور الجزائر سيكون إلى جانب مصر في تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك.

وأضاف، في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن ليبيا هي عضو في جامعة الدول العربية، وأن تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك بقيادة مصر، فيما ستقف الجزائر إلى جانب الدول العربية.

وفي وقت سابق أكد رئيس الجمهورية الجزائرية، عبد المجيد تبون، سعي الجزائر لحل الأزمة الليبية عن طريق الحوار بين الأطراف المتنازعة، وهذا للوصول إلى حل وفق مخرجات مؤتمر برلين.

وجدد تبون، خلال لقائه برئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، يونيو/ حزيران الماضي حسب بيان لرئاسة الجمهورية، موقف الجزائر "الثابت الداعي إلى الحوار بين الأشقاء الليبيين من أجل الوصول إلى حلّ سياسي باعتباره السبيل الوحيد الكفيل بضمان سيادة الدولة الليبية ووحدتها الترابية، بعيدا عن التدخلات العسكرية الأجنبية".

مناقشة