من وثائق سرية: عندما رفض مبارك طلب دولة عظمى رغم حاجته للدعم

نشرت هيئة الإذاعة البريطانية تفاصيل من وثائق سرية تتعلق بالرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك، وموقفه الرافض في قضية كانت تؤرق البريطانيين.
Sputnik

كشفت وثائق سرية عن أن الرئيس المصري الراحل حسني مبارك رفض مساعي بريطانيا لإقناعه بالإفراج عن اثنين من مهربي المخدرات البريطانيين رغم حاجة نظامه إلى الدعم الاقتصادي البريطاني.

القضية تتعل ببريطانيين اثنين صدر حكم بحقهما بالسجن المؤبد بسبب تهريبهما المخدرات إلى مصر، لكن الرئيس المصري كان يرفض ذك رغم حاجته للدعم المادي من لندن.

"بي بي سي": حسني مبارك كان سيتعرض للاغتيال في بريطانيا

وتعالت أصوات، في بريطانيا، تطالب بفتح ملف مهربي المخدرات البريطانيين المحكوم عليهما بالسجن في مصر، وقت زيارة الرئيس المصري إلى بريطانيا عام 1988، في محاولة للضغط على الحكومة لتفتح الموضوع معه.

ونظرا لموقف مبارك السابق، حذرت إدارة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، في البدية، من معاودة فتح الموضوع معه.

وفي توصية سرية مكتوبة للمسؤولين البريطانيين، الذين قد يلتقون بمبارك ومستشاره السياسي أسامة الباز ووزير خارجيته عصمت عبد المجيد، قالت الإدارة "ليس من الضروري إثارة الموضوع مع المصريين".

غير أن الصحف الشعبية في بريطانيا بدأت، كما توقع سكرتير وزير الخارجية، حملة ضد مصر مستغلة الزيارة للضغط على الحكومة البريطانية لإثارة الموضوع مع مبارك.

ورغم هذا التراجع حرص البريطانيون على مراعاة موقف مبارك السابق الرافض لإطلاق سراح السجناء دون توفر الشروط الملائمة. فلم تنصح بالطلب، مباشرة، من الرئيس الراحل الإفراج عن باليستشي.

محمد صبحي يروي ما حدث بعد تقليده "حسني مبارك"‎... فيديو

فقد أشارت البرقية إلى أنه "رغم أن سياسة الحكومة هي دعم الحكومات الأخرى في اتخاذ تدابير صارمة بشأن الاتجار في المخدرات، ورغم أن الحكم على السيدة باليستشي لا يزال رهن الاستئناف، ربما تكون هناك فائدة في ذكر السيد ميلور (وزير الدولة للشؤون الخارجية) هاتين القضيتين عندما يرى الدكتور عبد المجيد".

واعتبرت البرقية اتباع هذه النصيحة وسيلة لمواجهة الضغوط الداخلية. وقالت "هذا سوف يُمكٍّن الوزراء (البريطانيين) من أن يقولوا، لو سئلوا لاحقا، إنهم استغلوا هذه الزيارة لإثارة الموضوع."

وحسب البرقية، فإن الإدارة القنصلية حذرت، مجددا، من ذكر أي شيء عن طلب بريطاني بأن يفرج مبارك عن المهربين السجينين أو يعفو عنهما.

مناقشة