وتعتبر هذه الحرب أخطر كوارث القرن العشرين، وأشعل نارها مَن تغذى على أفكار الفاشية ومنها هيمنة شعوب محددة على الشعوب الأخرى.
نشأة الفاشية
وقال سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، في تصريحات صحفية، إن زعيمي الفاشية موسوليني وهتلر استندا إلى أفكار وضعها منظّرو الفصل العنصري الفرنسيون والبريطانيون. ووجدت هذه الأفكار التربة الخصبة التي تشجع نموها بعد الحرب العالمية الأولى حين اكتشف الكثيرون أن أفكار الليبرالية المفروضة على المجتمع الأوروبي لم تمنع نشوب الحرب الطاحنة ولم تضمن عودة بلدانهم إلى الحياة الطبيعية بعد الحرب. ولهذا استجابوا للوعود التي أطلقها الفاشيون.
وتمددت الفاشية خارج أوروبا إلى دولة آسيوية هي اليابان التي تبنت أفكار الفاشية.
معاداة روسيا
ومن أجل تحقيق أهدافهم استغل الفاشيون ظاهرة قبيحة أخرى اصطنعها أوروبيون لهم مشاعر عدائية غير مبررة تجاه روسيا. وزعم هؤلاء أن الخطر على أوروبا يأتي من الشرق.
واستمروا في ترديد المعزوفة القائلة بأن "الروس قادمون" بعد انتهاء الحرب العالمية. وتلقف الفاشيون الجدد بكل إيجابية هذه المعزوفة. فمثلا، رددها مدبرو الانقلاب في تشيلي في عام 1973.
وذكر سكرتير مجلس الأمن الروسي نقلا عن الصحف الأمريكية أن العداء لروسيا جعل وزير الدفاع الأمريكي جيمس فوريستول في عام 1949 مجنونا. واستدعى مرضه النفسي نقله إلى المستشفى حيث ألقى بنفسه من النافذة قائلا: "الروس قادمون وقد أصبحوا موجودين هنا".
الفاشيون الجدد
ولم تصبح الفاشية في طيات الماضي بعد دحرها خلال الحرب العالمية الثانية. ومن أسباب ذلك نجاة الكثيرين من المجرمين النازيين الذين وجدوا المأوى في دول أخرى بمساعدة أجهزة المخابرات الغربية، وعدم إحالة جميع المجرمين إلى المحاكمة. وكانت النتيجة أنه ظهرت في العالم في الستينات والسبعينات عشرات الأنظمة السياسية ذات الملامح الفاشية.
وأشار سكرتير مجلس الأمن الروسي إلى أن الأنظمة الحاكمة الحالية في جمهورية أوكرانيا وجمهوريات البلطيق (ليتوانيا ولاتفيا واستونيا) تشجع بعث الفاشية من جديد. وفي باقي أوروبا ينظر الناس إلى الفاشية الجديدة على أنها ظاهرة سياسية هامشية. ومع ذلك يمكن أن تبعث الفاشية من جديد في أي دولة في حال انتهجت السياسة غير المسؤولة.
ونشأت في الشرق الأوسط نتيجة لسياسة "الفوضى المتحكم فيها" التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها، بعد الغزو الأمريكي للعراق منظمة إرهابية تعتمد أيديولوجيا قريبة الصلة من الأيديولوجيا الفاشية هي منظمة "داعش".
وتسير روسيا اليوم أيضا في طليعة المناضلين ضد الفاشية. وقال سكرتير مجلس الأمن الروسي إن روسيا تدعو إلى عدم التهاون حيال الحركات الفاشية وعدم تبرئة الفاشيين والنازيين من جرائمهم.