وخلال حوار خاص مع "سبوتنيك"، قال جفا: "لم يتوقع حتى أكثر المتفائلين والمتابعين لملف العلاقات السورية الروسية أن يصل وفد رفيع المستوى من قبل الرئيس بوتين إلى دمشق في هذه الظروف الصعبة، والحصار الخانق، والضغط الاقتصادي الذي يعانيه الشعب السوري وسط شبه جمود في الملفات السياسية والعسكرية والميدانية في جبهات القتال.
وأضاف جفا: "وصل الوفد وفتح صفحة جديدة وتم تدوين تاريخ جديد في ملف العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، التركيز من قبل الوفد الروسي على مشاريع النفط والغاز واستخراجه من البحر والتي اتجهت إليها أنظار العالم حيث قدرت الاحتياطات الغازية بنحو 122 تريليون متر مكعب قبالة شواطئ سوريا ولبنان وغزة وإسرائيل بالإضافة إلى 107 مليار برميل نفط خام وهذه الكميات الضخمة فضلا عما تملكه بلدان الشرق الأوسط في داخل حدودها البرية يعادل 47 % من الاحتياطي العالمي وهذا يعطي جوابا صريحا عن أسباب الحرب المباشرة وغير المباشرة على سوريا والتي تعتبر حاملة الطائرات التي تتحكم بمصير امدادات وخطوط النفط والغاز التي ستتحكم بمستقبل أوربا اقتصاديا".
وأشار جفا إلى أن "مسارعة روسيا لتقديم عروض الاستثمار عن النفط والغاز في الشواطئ السورية وتحديد مهلة للرد السوري على هذه المشاريع وانتقال الوفد الروسي إلى قبرص والتي من الممكن أن تكون نقطة العبور والتوزيع والتحكم بالغاز المنتج من الشواطئ السورية وحتى اللبنانية أو من الممكن أن تكون جزيرة كريت هي البديل المحتمل في ظل الصراعات والتناقصات والتحالفات التي تعم دول المنطقة أو فشل التحالف والتنسيق في هذا المشروع بين روسيا وقبرص...والظروف التي تعيشها سورية من حصار خانق ومن انخفاض في قيمة العملة السورية وارتفاع تكاليف المعيشة وحالة الموت السريري في كثير من الملفات السياسية دفع روسيا للتقدم في إحدى المسارات وهو الاقتصادي والخدمي والبدء بمشاريع إعادة الإعمار للبنية التحتية وربما بمسار منعزل ومستقل عن أي تقدم في كل المسارات أو الملفات الأخرى وهذا ما ظهر جليا في تصريحات المسؤولين الروس والسوريين".
أما بخصوص حديث لافروف عن اختلاف بين موسكو وأنقرة وطهران لإنهاء الأزمة السورية، علق جفا قائلا: "تصريحات لافروف أجابت عن الكثير من التساؤلات حول تباين وجهات النظر بين الفرقاء الضامنين لآلية وأسس حل الأزمة السورية التي اتعبت الجميع بلا استثناء وأوصلت كل اللاعبين والفاعلين بهذا الملف إلى قناعة أن الحل يجب أن يكون تحت شعار "رابح رابح" للجميع كأفضل الخيارات المتاحة لكن آلية التنفيذ والتطبيق شبه مستحيلة تحت هذا الشعار لأن تركيا والولايات المتحدة حتى الآن لم تصلا إلى آلية للتفاهم تنهي التحفظات التي يبديها كل طرف على مشاريع الطرف الآخر على الأرض السورية، بالنهاية وصل الجانبان الروسي والسوري إلى أن أفضل طريقة لتعزيز صمود الدولة والجيش والشعب السوري وتجاوز هذه المحن المتتالية التي يتعرض لها الشعب السوري هي الانتقال إلى المرحلة المؤجلة لحين الوصول لحل سياسي، هو الدخول في التنمية الشاملة وبدء مشاريع إعادة الإعمار بل الدخول وبقوة لمعظم الشركات الروسية إلى سوريا لإعادة الاقتصاد السوري إلى السكة الصحيحة وعودة الحياة تدريجيا إلى كل مفاصل الجسد السوري المنهك بسنوات الحرب المدمرة".