"العنقاء" الروسية تبصر النور... الطائرة المروحية الأسطورية تبعث من جديد

الطائرة المميزة

أبصرت مروحية "مي-24" النور قبل 50 عاما، وأنجزت طلعتها الجوية الأولى في سبتمبر/أيلول 1969. وأصبحت هذه المروحية المعروفة باسم "كروكوديل" (التمساح) ثاني مروحية في العالم صُنعت للاستخدام العسكري القتالي. كما أنها أسرع مروحية في العالم. ويمكن أن تبلغ سرعتها 368 كيلومترا في الساعة. وسجلت هذه المروحية عدة أرقام قياسية، وهي المروحية الوحيدة التي تمكنت من التغلب على الطائرة المقاتلة في المعركة الجوية، بحسب ما ذكر الموقع الرسمي لمؤسسة "روستيخ" .

ونالت مروحية "مي-24" تقدير العالم حتى أنها أصبحت واحدة من أكثر المروحيات العسكرية انتشارا في العالم، وتخدم العلم الوطني في أكثر من 60 دولة.

وأعطِي نفس جديد لها في عام 2006 حين ظهرت شقيقتها المتقدمة "مي-35إم".

الصياد الليلي الجديد

وورثت مروحية "مي-35بي" التي سماها صناعها بـ"فينيكس" (العنقاء) كل مزايا شقيقتها الكبرى. كما أنها حصلت على إمكانيات جديدة تمنحها معداتها الجديدة التي تميز المروحية الجديدة عن "مي-24" في حين لا يختلف مظهرهما الخارجي إلا اختلافا بسيطا. ومن أبرز مستجداتها الإلكترونيات الحديثة التي تزيد إمكانيات قيادة الطائرة وخوض المعركة.

وتقع تحت جسمها كرة تحوي محطة الرصد وتسديد الأسلحة التي تمكّن طياريها من إصابة الهدف المزمع تدميره من مسافة عشرة كيلومترات حتى في الليل. ولهذا يمكن تسمية مروحية "مي-35بي" بنفس الاسم الذي تحمله مروحية "مي-28إن" وهو "الصياد الليلي".

وتتمتع مروحية "مي-35بي" بحماية من المقذوفات المضادة تشكلها دروع قمرة الطيارين وحجاب المحرك الذي يقوم بتبريد غازات العادم وهو ما يعيق كشف المروحية ويعرقل توجيه الصواريخ المضادة الموجهة حراريًا.

كما يمكن تجهيز مروحية "مي-35بي" بجهاز الحماية النشطة وهو جهاز الليزر الذي يكتشف انطلاق الصاروخ نحو المروحية، ثم يضلله ويُبعده عن المروحية.

وزودت شفرات مروحة مروحية "مي-35بي" بما يحميها من التهدم. ويتولى غاز الأزوت الذي يملأ شفرات المروحة مسؤولية كشف الشروخ في حال ظهرت في شفرات المروحة، حيث يتسرب عبرها، ولا بد أن يكتشف الميكانيكي تسرب الأزوت ليقوم بتغيير الشفرات المشروخة. وجدير بالذكر أنه يمكن تغيير شفرات مروحة "مي-35بي" فرادى في حين يستدعي الخلل المكتشف في إحدى شفرات مروحة المروحيات الأخرى تغيير الشفرات كافة.

الوظائف المتنوعة

وتتميز مروحية "مي-35بي" بتنوع وظائفها، فهي طائرة قتالية من جهة بإمكانها مهاجمة قوات العدو ومدرعاته ودباباته. ومن جهة أخرى يمكنها أن تحمل ثمانية جنود أو ثلاثة جرحى راقدين أو أشياء تزن 1.5 طن. وتزداد حمولتها إلى 2.4 طن في حال استخدام الحاوية الخارجية.

وتطوي مروحية "مي-35بي" عجلاتها حين تهاجم قوات العدو لكي تحقق المزيد من السرعة. وتبلغ سرعتها الملاحية 260 كيلومترا في الساعة بينما يمكن أن تصل السرعة القصوى إلى 335 كيلومترا في الساعة. ويمكن تزويدها بوقود يكفي لـ450 كيلومترا.

ومن إيجابياتها الأخرى أنها لا تخاف من موجات الحر والجبال العالية.

ويقودها طاقم متكون من ثلاثة أشخاص: الطيار القائد والطيار المساعد والميكانيكي. ويمكنها أن تقترب من الهدف المزمع مهاجمته بشكل أوتوماتيكي.

وتتسلح مروحية "مي-35بي" بمدفع ثنائي الماسورة عيار 23 ملم والصواريخ غير الموجهة. ويمكن تجهيزها بنقاط التعليق لحمل المزيد من المدافع والصواريخ.

ويرى الخبراء أن مروحية "مي-35بي" تملك ما يرشحها للتصدير إلى الدول الأخرى وخاصة الدول التي تستخدم الموديلات السابقة من مروحية "مي-24".