التطبيع مع الدول العربية.. هل تعد ورقة نتنياهو الرابحة لفترة جديدة من رئاسة الحكومة؟

في ظل الضغوط الشعبية والتظاهرات التي تطالب بتنجيه عن رئاسة الوزراء، وكذلك ملاحقة القضاء له بتهمة الفساد، يسعى نتنياهو جاهدًا لكسب تأييد الشارع عبر تحركات دبلوماسية ناجحة في المحيط العربي.
Sputnik

وبعد الإمارات نجح رئيس الوزراء الإسرائيلي في الإعلان عن توقيع اتفاقية سلام جديدة مع دولة البحرين، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن تطبيع العلاقات بين إسرائيل ومملكة البحرين.

نبيل شعث: التطبيع العربي مع إسرائيل جاء مجانيا
وطرح البعض تساؤلات بشأن إمكانية أن تسهم هذه النجاحات الدبلوماسية لنتنياهو في التخلص من ضغط الشارع ومحاكماته القادمة، عبر إجراء انتخابات برلمانية جديدة ليتولى خلالها فترة أخرى من رئاسة الوزراء.

إسرائيل والبحرين

وغرد ترامب: "إنجاز تاريخي آخر اليوم، اتفقت صديقتانا العظيمتان إسرائيل ومملكة البحرين على اتفاق سلام، ثاني دولة عربية تصنع السلام مع إسرائيل في 30 يومًا!".

كما نشر الرئيس الأمريكي بيانا ثلاثيا مشتركا للولايات المتحدة ومملكة البحرين وإسرائيل يوضح تفاصيل اتفاق السلام.

وجاء في نص البيان: "الرئيس دونالد ترامب، جلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة ملك البحرين، ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو تحدثوا اليوم واتفقوا على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين إسرائيل ومملكة البحرين".

وتابع البيان: "وهذا إنجاز تاريخي لتعزيز السلام في الشرق الأوسط. فتح حوار مباشر وسوف تتعزز العلاقات بين هذين المجتمعين والاقتصادات المتقدمة الإيجابية لأجل التحول إلى شرق أوسط أفضل وزيادة الاستقرار والأمن والرخاء في المنطقة".

​​وأضاف: "تعرب الولايات المتحدة عن امتنانها لمملكة البحرين على استضافتها في هذا الحدث التاريخي لورشة عمل السلام في المنامة في 25 يونيو 2019، للنهوض بقضية السلام والكرامة والفرص الاقتصادية للشعب الفلسطيني، وسيواصل الطرفان الجهود المبذولة في هذا الصدد للتوصل إلى حل عادل وشامل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي ولتمكين الشعب الفلسطيني من تحقيق كامل أهدافه".

وأكد البيان أن الملك حمد ورئيس الوزراء نتنياهو أعربا عن تقديرهما العميق للرئيس ترامب لتفانيه لأجل السلام في المنطقة، وتركيزه على التحديات المشتركة، حيث أنه اتخذ نهجا فريدا في الجمع بين الدول، بحسب ما ذكر البيان.

كما أشاد الطرفان بدولة الإمارات العربية المتحدة وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد لشجاعته في 13 أغسطس/آب 2020، في الإعلان عن قيام علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل.

تحركات نتنياهو

محمد حسن كنعان، القيادي في القائمة المشتركة وعضو الكنيست الإسرائيلي السابق، قال إن "توقيع نتنياهو لاتفاقيات تطبيع مع حكومات بعض الدول العربية لا يمكن أن تعفيه من المحاكمات القادمة ضده".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "بمفهموم القضاء الإسرائيلي، والمواطن العادي أيضا نتنياهو ارتكب مخالفات جنائية جسيمة جدًا، من الرشوة والفساد ولا يمكن السكوت عليها رغم تحركاته".

وتابع: "سبق وأن خضع العديد من الوزراء بمحاكمات مشابهة، لا أعتقد سيتم إعفاء نتنياهو من المحاكمة، أو التخلص من ملاحقة القضاء، لكن ربما يتحجج بتأجيل هذا، لكن في النهاية المحاكمة ستستمر وسيفرض عليه السجن الفعلي".

الممثل الخاص للرئيس الفلسطيني: التطبيع مع إسرائيل يعكس الضعف والخنوع العربيين
واستطرد: "وهذا يعمي انتهاء العمل السياسي لنتنياهو، وهو يحاول بهذه الخطوات تأجيل ذلك لخوض انتخابات جديدة يرأس فيها حكومة إسرائيل مرة أخرى".

ورقة رابحة

من جانبه قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، والقيادي الفلسطيني في حركة فتح، إن "نتنياهو تباهي كثيرًا بعلاقته السرية مع دول عربية، وأعلن أكثر من مرة أن سيسعى للحصول على تطبيع مع أكثر من 12 دولة عربية، قبل أن يتم قيام دولة فلسطينية".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن أن التطبيع سيسبق أي حل للقضية الفلسطينية، وفي حملاته الانتخابية استغل هذا الأمر ليكسب تأييد الناخبين".

وتابع: "هذه المرة التقت أهداف نتنياهو وترامب، حيث يسعى كل منهما للحصول على طوق نجاة في مواجهة تحدياتهم، إن كانت انتخابات أمريكية أو تظاهرات في إسرائيل وملاحقة قضائية".

وأكد أن "الإعلان عن تطبيع العلاقات مع دولتي الإمارات والبحرين لا أعتقد أنها  ستخفف الضغط الداخلي على نتنياهو في الوقت الحالي، ولكنها ستكون أوراق رابحة في انتخابات قادمة، حيث أعطت استطلاعات الرأي تقدما لليمين وفقدان منافسة لنتنياهو ليستمر الرجل الأوحد في دولة الاحتلال".

وأشار إلى أن "أسباب المظاهرات هي ملفات فساد نتنياهو وفشله في إدارة ملف كورونا، ولا أتوقع أن تسقط ملفات الفساد التي سيحاكم عليها في يناير القادم بسبب هذا النجاح الدبلوماسي لنتنياهو وقد يهرب نتنياهو من جلسات المحكمة بالإعلان عن انتخابات رابعة في ديسمبر القادم وبذلك يؤجل موعد محاكمته".

أنهى حديثه قائلًا: "إذا فاز اليمين وشكل حكومة بدون أي ضغط عليه فسيغير القضاء وينتهي من كل التهديدات، نتنياهو محترف الخداع سيكسب من ملفات التطبيع مع الدول العربية في الانتخابات القادمة بالتأكيد".

وقبل أسبوعين أعلن ترامب، التوصل إلى اتفاق تاريخي للسلام بين الإمارات وإسرائيل لتصبح أول دولة خليجية تطبع العلاقات مع إسرائيل والدولة العربية الثالثة بعد الأردن ومصر.

ويتظاهر الإسرائيليون  لمطالبة نتنياهو بالاستقالة ويطالبون القضاء الإسرائيلي بتقديمه للمحاكمة على تهم الفساد والاستفادة من أموال الدولة لمصالحه الشخصية.

مناقشة