بعد التزامه بالدفاع عن حقوق قبرص... ما مستقبل العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا؟

وسط أجواء مشحونة واتهامات متبادلة بين الطرفين، أعلن الاتحاد الأوروبي عن التزامه بالدفاع عن حقوق قبرص في خلافه مع تركيا حول حقوق التنقيب عن الغاز في البحر المتوسط.
Sputnik

وقال ميشال للصحفيين بعد لقاء مع الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس: "الاتحاد الأوروبي متضامن مع قبرص التي تواجه وضعا خطيرا، لذلك قررنا الدعوة إلى قمة حول الروابط مع تركيا".

وأخبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، أمس الأربعاء، أنه ينبغي على الدول الأوروبية أن "تكون عادلة ومتزنة في قضية شرق البحر المتوسط".

داعيا لخطوة مماثلة مع قبرص… الاتحاد الأوروبي يرحب بسحب تركيا سفينة تنقيب من مياه اليونان 

وطرح البعض تساؤلات بشأن التوتر القائم، وهل ستلجأ أوروبا إلى فرض عقوبات على أنقرة، أم سيكون هناك فرصة للجلوس على طاولة التفاوض بين جميع الأطراف.

توتر قائم

وكان الاتحاد الأوروبي قد دعا، أمس الأربعاء، تركيا لسحب سفينة التنقيب "يافوز" من المياه القبرصية أسوة بما فعلته مع سفينة "أوروتش رئيس" في المياه اليونانية.

وتأتي تلك الدعوة وسط خلاف بين أنقرة والاتحاد الأوروبي حول أعمال التنقيب في المناطق الاقتصادية اليونانية والقبرصية.

وجاء في بيان لمتحدث جهاز العمل الخارجي، بيتر ستانو، أن قيام تركيا مؤخرا بسحب أوروتش رئيس "خطوة مهمة تمهد الطريق أمام حوار ذي معنى بين اليونان وتركيا، والاتحاد الأوروبي يدعو لاتخاذ قرار مماثل فيما يخص قبرص".

وتابع أن إعلان تركيا، يوم الثلاثاء، عن تمديد الإخطار البحري لسفينة الحفر "يافوز" سوف يغذي المزيد من التوترات وانعدام الأمن في شرق المتوسط، فيما تسنح الفرصة لخفض التصعيد بشكل فوري واستئناف الحوار والمفاوضات".

وحذرت أورزولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، أمس الأربعاء، تركيا من "ترهيب" جيرانها، في إطار النزاع على موارد الغاز الذي تتواجه فيه تركيا مع اليونان في شرق المتوسط.

قبرص: مستعدون للحوار مع تركيا لكن ليس تحت التهديد

وأكدت دير لاين، في كلمتها السنوية حول حال الاتحاد الأوروبي أمام البرلمان الأوروبي، على "الدعم الأوروبي الكامل لليونان وقبرص على خلفية خلافهما مع تركيا في شرق المتوسط".

علاقات متوترة

مصطفى الطوسة، المحلل السياسي المقيم في فرنسا قال إن "هناك قضية لم يحسم فيها الأوروبيون قناعتهم، بشأن سحب تركيا سفينتها التي تنقب عن النفط والغاز، من المياه الإقليمية اليونانية والقبرصية، هل بسبب رضوخ أنقرة واستسلامها للضغوط الدولية والأوروبية، أم مناورة سياسية".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "البعض في أوروبا يرى أن ما قام به أردوغان سياسة اللعب على الحبلين، خطاب مزدوج يريد من خلاله أن يعطي انطباعًا أنه تناغم مع الضغوط الدولية والأوروبية الأمريكية من جهة، وأبقى على لهجة التهديد لدول الجوار، من أجل الاستهلاك المحلي".

وتابع: "العلاقات التركية الأوروبية تمر بمرحلة مفصلية خاصة إذا قررت دول الاتحاد الأوروبي في قمتها المقبلة بالتلويح بفرض عقوبات على أنقرة، العلاقات الشخصية بين أردوغان والقادة الأوروبيين متردية، لكن تبقى مصالح الدول هي القائمة".

وأكد أن "مستقبل العلاقات بين أنقرة وأوروبا يحددها نوعية العلاقة التي تربط تركيا بأمريكا، لحد الساعة هناك مقاربة رمادية، ضوء أسفر للعب في شرق المتوسط وليبيا، وهل ستستمر المقاربة، أم سيكون هناك إشارة واضحة من واشنطن لأنقرة أنه حان الوقت للتراجع عن شرق المتوسط والعبث بأمن المنطقة".

وأنهى حديثه قائلًا: "الأوروبيون يعولون كثيرًا على الموقف الأمريكي لأنهم على قناعة أن أردوغان لا يسمع إلا لغة الحسم، التي تأتي من البيت الأبيض".

بعد اتفاق عسكري مع قبرص... تركيا تتهم أمريكا بتهديد السلام والاستقرار في شرق المتوسط

إمكانية التفاوض

من جانبه قال جواد كوك، المحلل السياسي التركي، إن "الحكومة التركية تقول إن "إعلانات الاتحاد الأوروبي عن دعم قبرص، مجرد مناورات سياسية".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "الاتحاد الأوروبي يبدو جادًا هذه المرة، وهناك أكثرية في الأصوات التي تنادي بضرورة وضع عقوبات على تركيا، بسبب تحركاتها في البحر المتوسط".

وأكد أن "العقوبات الاقتصادية ستكون صعبة جدًا اقتصاديًا على تركيا، والحكومة لابد أن تقبل بالمفاوضات مع الجانب اليوناني".

وبشأن سحب تركيا لسفيتنها التي تنقب عن الغاز، قال إن "الأمر لم يكن من أجل المناورة السياسية كما يزعم البعض، لكن الحكومة التركية تقول إنها مستعدة للتفاوض حول الأمر".

إصرار تركي

وأضاف الرئيس التركي خلال اجتماعه بالمستشارة الألمانية عبر تقنية الفيديو كونفرانس، أنه سيحافظ على تطبيق سياسات حازمة وفعالة بخصوص حقوق بلاده، حسبما أوردت وكالة "الأناضول" التركية.

وزير خارجية قبرص: على تركيا أن توقف الأنشطة الاستفزازية في المنطقة

من جانبه قال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، يوم الاثنين، إن بلاده ليس لديها أطماع في أراضي أي دولة أخرى، لكنها مصممة في ذات الوقت على عدم السماح لأحد بسلب حقوقها.

وأضاف قالن في تغريدة بالتركية، أن هناك إمكانية لحل الخلافات القائمة في شرق المتوسط بالطرق السلمية، مشيرا إلى أن المبادرات العقلانية والشاملة والمستندة إلى أساس الحق، ستساهم إيجابا في الحل.

وطالب قالن اليونان ودول الاتحاد الأوروبي بعدم التفريط بالسبل الدبلوماسية لحل الخلافات القائمة في شرق المتوسط، والإقدام على خطوات تخدم المساعي الرامية لإيجاد مخرج للأزمة.

ويذكر أن الاتحاد الأوروبي قد لوح بفرض عقوبات ضد تركيا، في حال استمرت برفض الحوار لإيجاد حل للنزاع الإقليمي مع اليونان وقبرص.

مناقشة