بعد تصريحات قائد القوات الجوية الإثيوبية... هل تقوم مصر بعمل عسكري ضد سد النهضة

الخلافات وعدم التوافق هي ما دأبت عليه إثيوبيا خلال سنوات التفاوض مع الجانبين المصري والسوداني حول ملف أو قضية سد النهضة، الأمر الذي جعل المفاوضات وكأنها تسير في حلقة تبدأ من نقطة ثم تعود إليها مرة أخرى دون تحقيق أي تقدم للأطراف المتضررة من السد (مصر والسودان).
Sputnik

أطلق البعض على تلك المفاوضات تفاوض من أجل التفاوض، يأتي هذا الفشل تزامنا مع تصريحات المسؤولين الإثيوبيين، والتي تعبر عن مخاوف من ضرب السد عسكريا وهو ما تكرر مصر نفيه عشرات المرات، ما سبب التصريحات الأخيرة لقائد القوات الجوية الإثيوبية حول القدرات الدفاعية الإثيوبية حول سد النهضة؟

الموقف المصري

أكد وكيل جهاز المخابرات المصرية الأسبق اللواء محمد رشاد، أنه لا توجد نية لدى مصر في أن تتعامل مع قضية سد النهضة عسكريا، وقد أعلنت ذلك مرارا بأن قضية السد يجب أن تحل سياسيا وليس عسكريا، وهدف مصر من المشاركة في المفاوضات طوال السنوات الماضية هو الوصول لحل يرضي الدول الثلاث.

السيسي يؤكد لرئيس الوزراء البريطاني تمسك مصر بحقوقها المائية بقضية سد النهضة
وقال لـ"سبوتنيك"، إن "التصريحات الإثيوبية المتكررة والتي تستخدم فيها عبارات استعراض العضلات على لسان عسكريين الهدف منه الاستهلاك المحلي فقط، لأن مصر ليس لديها أي نوايا عدوانية ضد إثيوبيا، حيث أن موضوع السد لديهم هو مطلب شعبي تلتف حوله كل الجماهير الإثيوبية، فهم يرسلون رسالة داخلية بأنهم قادرون على حماية السد، في الوقت الذي لا توجد فيه أي نوايا مصرية للتعامل العسكري مع القضية".

الحلول سياسية

وتابع وكيل المخابرات، "لا يمكن حل القضايا عسكريا وبشكل خاص ما يتعلق بالمياه، والذي لا بد أن يكون بالتوافق، فلو فرضنا أنه تم ضرب السد، سوف يقوم الجانب الإثيوبي ببنائه مرة أخرى ويستمر العداء بين الشعوب، وبدلا من حل القضية ندخل في قضية أخرى وهى قضية الاستعدادات العسكرية، وإثيوبيا تتمنى ذلك، لأنه في اعتقادي أن السد به مشاكل فنية كثيرة جدا، ويتمنى أن يتدخل طرف عسكريا للتغطية على تلك العقبات".

طرق كثيرة

وأوضح رشاد، "ما زال أمام مصر طرق كثيرة لم تستنفذ بعد فيما يتعلق بتلك القضية، فأمامنا مجلس الأمن والأمم المتحدة، هذا النهر إقليمي وليس محلي وينطبق عليه كل الشروط المتعارف عليها فيما يتعلق بالأنهار الدولية، وفي رأيي أن كل القوى الدولية تساند مصر والسودان في قضيتها، وأديس أبابا تعلم أن قضيتها خاسرة، ومشكلتها أنها تبحث عن المقابل، وبما أن مصر لديها حقوق أساسية في النهر فهى لم تدخل في هذا الطريق، الأول نأخذ حقوقنا ثم نبحث مسألة التعاون والتنمية بين البلدين باختيارنا وليس فرضا علينا".

مشاكل داخلية

إثيوبيا: لولا التعبئة الأولى لسد النهضة لكانت كارثة الفيضان في السودان أشد سوءا
من جانبه قال السفير ومساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، حسين هريدي، إن "التصريحات الأخيرة من جانب قائد القوات الجوية الإثيوبي تسير في نفس الطريق، الذي يسير فيه رئيس وزراء بلاده أبي أحمد من الحديث المتكرر عن الحرب، ومصر لا ترد على مثل تلك التصريحات إطلاقا، لأنها تعلم أن هناك مشاكل داخلية معقدة في إثيوبيا، وتأتي تلك التصريحات في إطار الصراعات والمواجهات السياسية، ومصر لم تلوح في يوم ما بغير الطريق السلمي وعملية التفاوض برعاية دولية".

وأضاف لـ"سبوتنيك"، "تلك التصريحات هى تصريحات غير مسؤولة وتهدف إلى تسميم الأجواء في المنطقة، ونحن لا نرد على مثل تلك التصريحات، ونتمنى من المسؤولين الإثيوبيين أن يتخلوا عن مثل تلك التصريحات".

قبول الأمر الواقع

وحول استمرار عملية التفاوض في ظل الاتحاد الأفريقي قال مساعد وزير الخارجية، إن "مجلس الأمن عقد جلسة حول سد النهضة بطلب من مصر، وكان هناك إجماع من معظم الأعضاء بأن يتم حل الموضوع داخل إطار الاتحاد الأفريقي، ونتمنى أن تنجح رئاسة الاتحاد الأفريقي في إدارة هذه المفاوضات حتى تصل إلى اتفاق نهائي بين الأطراف الثلاثة يكون له قوة إلزام على إثيوبيا.

وأشار هريدي إلى أن "مصر لم تضع شروطا لعودة التفاوض مجددا وقد أعلن ذلك رئيس الجمهورية، ولا يمكن أن تستمر مصر في مفاوضات من أجل المفاوضات حتى تفرض إثيوبيا الأمر الواقع، مصر تريد الوصول إلى حلول ملزمة  تتناول ما تبقى من خلافات، وأي اتفاق يتم لا ينتقص من سيادة إثيوبيا ولا يقلل من قيمتها، بل على العكس، التوصل إلى اتفاق ملزم،  يؤكد على جدية إثيوبيا وأنها تريد التوصل إلى حلول فعلية ولا ترغب في فرض الأمر الواقع على أطراف أخرى".

 قال عن قائد القوات الجوية الإثيوبية الجنرال يلما مرداسا إن سلاح الجو يؤمن سد النهضة الذي تبنيه بلاده على النيل الأزرق ويثير خلافا مع مصر والسودان منذ نحو 10 أعوام.

ونقل موقع "ميريجا" الإثيوبي عن مرداسا، قوله: "لا يمكن حتى لطائر أن يمر بدون إذن منا"، مشيرا إلى أنه يتم تأمين السد على مدار اليوم وخلال الأربعة والعشرين ساعة، وكذلك أيام الأسبوع، فيما تنتشر القوات الجوية لحماية السد.

إثيوبيا للأمم المتحدة: لا نية لاستخدام سد النهضة للإضرار بمصر والسودان
واستبعد احتمالية شن أي هجوم على السد على حد تعبيرها، مؤكدا أن هناك خطة محكمة لصد أي هجوم على السد أو محاولة المساس به.

وأكّد في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإثيوبية (إينا) أن بلاده تسعى جاهدة، لتصبح قوة جوية كبيرة في أفريقيا، خلال السنوات العشر القادمة، من خلال تحديث قوتها وتطوير الطيران.

وذكر أنه سيتم توفير تدريب من 9 مستويات والمزيد من التدريب أثناء العمل إضافة إلى دورات المراسلة في الأكاديمية، وفق (إينا).

 وأوضح أن القوات الجوية تعمل على أن تصبح إحدى أفضل القوات الجوية الأفريقية، من خلال البناء على الخبرات السابقة وتزويد القوى العاملة لديها تقنيا.

 وأشار إلى أن "القوات الجوية الإثيوبية هي الآن من بين الأفضل في أفريقيا وهي في وضع جيد لحماية سيادة البلاد".

مناقشة