وامتد السباق لمدة ثلاثة أيام وعلى ثلاث مراحل، حيث كانت البداية من قرية الدالية في ريف اللاذقية التي شكلت نقطة انطلاق السباق وصولاً إلى مدينة القرداحة بالريف ذاته في مرحلته الأولى، حيث قطع المتسابقون مسافة 48 كم على الدرجات الهوائية مرورا بقرى جبال الساحل السوري ذات الطبيعة الخلابة الغنية بالهضاب والتلال والسهول.
أما المرحلة الثانية من السباق الذي شارك فيه 165 متسابقا ومتسابقة، بدأت من مدينة القرداحة وصولاً إلى بلدة صلنفة التي يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 1130 متراً، حيث امتد السباق على طول 32 كم مروراً بالعديد من القرى الساحرة بجمالها الطبيعي وتلالها ومتحدراتها ووديانها، ومع وصول المتسابقين إلى خط نهاية المرحلة الثانية في بلدة صلنفة، نفذ المشاركون حملة تشجير في الأراضي الحراجية التي طالتها الحرائق مؤخراً في محمية الشوح والأرز بصلنفة.
وفي المرحلة الثالثة والأخيرة من السباق التي انطلقت الثلاثاء، تنافس المشاركون في سباق بمنطقة جوبة برغال في ريف اللاذقية وبطول واحد كيلومتر وبعدد من اللفات حسب فئات المشاركين في الموقع نفسه، حيث تم تحديد طول السباق وفق تقسيم المشاركين إلى أربع فئات، 40 سنة وما فوق بطول واحد كيلومتر ثماني لفات، ورجال تحت الـ 23 سنة بطول واحد كيلومتر 15 لفة، وفئة الشباب بطول واحد كيلومتر 10 لفات، وفئة الإناث بطول واحد كيلومتر 10 لفات.
واختتم سباق "دروب تشرين" الأول للدراجات الهوائية فعالياته بتكريم الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى عن الفئات المشاركة، وذلك في موقع السباق بمنطقة جوبة برغال، حيث حلّت المتسابقة الروسية الفيرا موخيودينوفا في المركز الأول عن فئة السيدات.
ويعتبر سباق "دروب تشرين" الأول للدرجات الهوائية من أولى الفعاليات الرياضية والسياحية التي تستضيفها سوريا بعد سنوات الحرب، حيث كان بمثابة إعلان عن عودة سوريا إلى عافيتها، وهو ما أكده وزير السياحة السوري محمد رامي مرتيني في تصريح لـ "سبوتنيك"، الذي اعتبر سباق "دروب تشرين" الأول للدرجات الهوائية، الذي نظمه الاتحاد الرياضي العام بالتعاون مع وزارة السياحة ومحافظة اللاذقية، رسالة من الشعب السوري المحب للسلام إلى كل العالم، بأن السوريين الذين حاربوا الإرهاب لسنوات استطاعوا الانتصار بفضل تضحيات الجيش السوري، واليوم يعودون للحياة لبناء سوريا الغد وتأمين مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
كما أشار وزير السياحة خلال حديثه لـ "سبوتنيك" إلى أن الجهود ستركز خلال الفترات القادمة لتعويض المساحات الخضراء التي التهمتها النيران خلال الحرائق التي اندلعت مؤخراً في أرياف اللاذقية وحماة، إضافة إلى العمل على تشجيع السياحة في تلك المناطق الطبيعية الجميلة، وتنظيم العديد من الفعاليات السياحة والرياضية التي تسلط الضور على جمال الطبيعة في سوريا.
وكانت كشفت وزارة السياحة السورية عن دراسة مجموعة جديدة من التسهيلات للقطاع السياحي في المرحلة المقبلة، تتضمن تقديم الدعم للمنشآت المتضررة من الإرهاب خلال فترة الحرب، وتنفيذ المشاريع النوعية وتأمين متطلبات تطوير العمل السياحي، فيما تشير الأرقام إلى أن خسائر القطاع السياحي في سوريا خلال سنوات الحرب وصلت إلى ما يقارب 330 مليار ليرة سورية حيث خرجت نحو 1200 منشأة سياحية عن العمل.