بعد عودة الحظر الشامل... كيف يتخطى الأردن أزمته الاقتصادية؟

في ظل ما يعانيه من أزمات اقتصادية طاحنة جراء الإغلاق الأول لمواجهة جائحة كورونا، أعلن الأردن فرض حظر تجوال شامل جديد في جميع المحافظات، الأمر الذي دفع بعضهم لطرح تساؤلات بشأن الاقتصاد الأردني، ومدى قدرته على الصمود أمام تلك الأزمات، وكذلك حول الحلول التي يمكن أن تقدمها الحكومة للخروج من الأزمة الراهنة.
Sputnik

وأعلن مدير عمليات خلية الأزمة في الأردن، العميد مازن الفراية، فرض حظر التجول الشامل، في جميع المحافظات، اعتبارا من الساعة الثانية عشرة من منتصف ليل الخميس/الجمعة المقبلة، ولمدة 48 ساعة، لينتهي منتصف ليلة السبت/الأحد المقبل.

الأردن يعيد إغلاق المساجد وأماكن التجمعات بعد ارتفاع نسبة الإصابات بكورونا

وأشار خلال إيجاز صحفي إلى تكرار تطبيق حظر التجول الشامل بالآلية ذاتها خلال الأسابيع المقبلة وحتى إشعار آخر، في ضوء تطورات الحالة الوبائية وتزايد أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد، بحسب موقع المملكة الأردنية.

وقال الفراية إنه اعتبارا من صباح اليوم الأربعاء، ولضمان تنفيذ قرار حظر التجوّل الشامل، ولتعزيز جهود كوادر مديريّة الأمن العام، سيتمّ نشر كوادر القوّات المسلّحة الأردنيّة في جميع المحافظات.

وأضاف العميد الفراية: "خلال ساعات حظر التجول الشامل، لن يسمح لأحد من المواطنين بالخروج، بما في ذلك حملة التصاريح الإلكترونية؛ وتستثنى فقط فرق التقصي الوبائي، والكوادر الطبية والتمريضية، وعدد محدود جدّاً من القائمين على ديمومة عمل المؤسّسات والقطاعات الحيوية".

وتأتي هذه الإجراءات تزامنا مع الزيادة الكبيرة في عدد الوفيات والإصابات بفيروس كورونا المستجد، حيث سجلت المملكة في الـ24 الساعة الماضية 12 وفاة و1537 إصابة جديدة بالفيروس، ليرتفع بذلك إجمالي الإصابات في الأردن منذ بداية الجائحة إلى 20200 إصابة فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 131 حالة.

قرار غير مدروس

وفي تعليقها على قرار فرض حظر التجوال، قالت لما جمال العبسة، الخبيرة الاقتصادية الأردنية، إن "إعلان الحكومة مجددًا الإغلاق الشامل قرار غير مدروس، وجاء دون تخطيط من حكومة تصريف الأعمال الأردنية".

وأضافت في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "اقتصاديات العالم بدأت العودة من موتها، لكن صاحب القرار الأردني اتخذ الأمر بمنأي عن أي نتائج، حيث لا يوجد حل لنتائج هذا الإغلاق على الاقتصاد، والتحديات التي ستواجهها الدولة".

وتابعت: "المواطنون وأصحاب الأعمال والمستثمرون يرفضون القرار، والحكومة تعلق زيادة الحالات على كاهل المواطنين بسبب عدم التزامهم، والحقيقة أن ارتفاع الحالات جاء بسبب فتح الحدود بشكل عشوائي".

وأشارت إلى أن "الحكومة تحاول أن تجنب نفسها اللوم فاتخذت قرار الإغلاق، بدون تحديد المدة الزمنية، وهو أمر كارثي، ويمثل قتلًا لاقتصاد الأردن مع سبق الإصرار والترصد".

تأثيرات كبيرة

من جانبه قال عضو مجلس النواب الأردني، نضال الطعاني، إن "كارثة وباء كورونا ألقت بظلالها على الأردن، الذي قد يصل عدد المصابين فيه إلى نصف مليون، وقد تكون الأرقام الرسمية المعلنة، أقل بكثير من الأرقام الفعلية".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "الجائحة مستمرة وهناك توقعات بموجة ثالثة وأخيرة بعد انتهاء الموجة الحالية، وستكون في نهاية فصل الشتاء، وبداية فصل الربيع".

الأردن يرفع كل القيود المفروضة على النشاط الاقتصادي

وتابع: "الاقتصاد الأردني قد يكون من أكثر الاقتصاديات تأثرًا في المنطقة بالجائحة، وقطاعات السياحة والصناعة الأكثر تضررًا، في الوقت نفسه قد يشهد القطاع التجاري المحلي خاصة المتعلق بالمواد الغذائية انتعاشًا".

وأكد أن "الحل للخروج من الأزمة الاهتمام بالاقتصاد الصحي، والصناعات الدوائية، والاهتمام بالزراعة النوعية وذات القيمة المضافة، والصناعات الغذائية".

تحديات صعبة

وصرح رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز، أن الأردن يواجه تحديا ليس سهلا لمواجهة فيروس كورونا المستجد.

وبحسب صحيفة "الرأي" الأردنية، قال الرزاز اليوم الأربعاء: "علينا مواصلة الجهود والتأكد من مدى جاهزية النظام الصحي في حال تضاعفت أعداد الحالات".

​وأضاف الرزاز: المهمة ليست سهلة، وعلينا أن نواجه هذا التحدي بكل جرأة وأن نرتقي إليه، مثنيا على جهود وزارة الصحة وفرق التقصي الوبائي وبقية الوزارات المعنية وخلية أزمة كورونا في التعامل مع الجائحة.

الأردن... وزير الصحة يعترف بأخطاء في إصابات كورونا

​وأشار الرزاز إلى "ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا وفقا للمتتالية الهندسية من حيث الأسابيع والأيام قد يجعلنا نستعد للسيناريو الأسوأ"، مضيفا: "تحدي مواجهة الجائحة اختلف عن السابق مع ازدياد الإصابات ما يتطلب إجراءات استباقية وسريعة وفورية من جميع أجهزة الدولة"

وأكد أن "الدولة تتوجه نحو السيطرة على مدخلات العملية الصحية وتوظيف الإمكانيات والموارد المتاحة للسيطرة على انتشار الوباء".

وأعلنت الحكومة كذلك تعليق دوام المدارس اعتبارا من الجمعة "وحتى إشعار آخر"، والتحول إلى التعلم عن بعد في كافة مدارس المملكة.

وكانت السلطات أعادت قبل نحو أسبوع فتح المساجد والكنائس والمطاعم والمقاهي رغم ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا المستجد وصولا إلى أرقام قياسية.

وفي 14 أيلول/سبتمبر، أغلقت السلطات المدارس والمساجد والمطاعم والمقاهي والأسواق الشعبية لمدة أسبوعين بعد تسجيل 214 إصابة في يوم واحد ما اعتبر حينها عددا كبيرا.

مناقشة