بعد هجوم فرنسا... خبراء يحذرون من عمليات "الذئاب المنفردة" حول العالم

أثارت العمليات التي وقعت في فرنسا على مدار الأيام الماضية وآخرها في مدينة نيس، مخاوف كثيرة من تكرارها في أوروبا.
Sputnik

 حذر خبراء من أن العمليات التي جرت هي ضمن نطاق عمليات "الذئاب المنفردة"، التي تقوم على تنفيذ جرائم إرهابية بشكل منفرد دون التخطيط مع قادة ضمن مجموعة.  

وجه إنسان على كويكب بعيد... البحث عن مركبة مفقودة يكشف عن لغز... صور وفيديو
هجوم فرنسا  

الهجوم الذي وقع في كنيسة بمدينة نيس الفرنسية وأدى إلى وقوع ثلاثة ضحايا، جاء بعد أقل من أسبوعين على مقتل المعلم الفرنسي، صامويل باتي، الذي عرض أمام تلاميذه كاريكاتيرا مسيئا للنبي محمد، كانت قد نشرته سابقا صحيفة "شارلي إبدو".

وجاء ذلك الهجوم ضمن سلسلة من الهجمات الجهادية في فرنسا، كثيرا ما نفذها مهاجمون يطلق عليهم "ذئاب منفردة" إلى مقتل أكثر من 250 شخصا منذ 2015.

تعد استراتيجية الذئاب المنفردة ضمن الأطر التي باتت تعمل من خلالها الجماعات الإرهابية في معظم أنحاء العالم، واستغلت الفضاء الأزرق في التواصل مع بعض العناصر وتجنيدهم ودفعهم لتنفيذ العمليات الإرهابية من خلال تدريبهم عبر الأنترنت، أو دفعهم للتنفيذ حسب طريقتهم.  

استراتيجية الذئاب المنفردة  

بحسب المفكر الإسلامي الدكتور ناجح إبراهيم، فإن الجماعات الإرهابية تعتمد على هذه الآلية بعد تلقيها الهزائم، حيث تقوم العناصر بعمليات فردية من تلقاء نفسها دون ترتيب مع قيادة التنظيم في الدولة أو خارجها.

ويؤكد إبراهيم في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن هذه الآلية لا تقتصر على دولة دون غيرها، بل يتم العمل بها في العديد من الدول التي يصعب فيها التواجد العلني.

وحذر إبراهيم من أن هذه العمليات لم تعد مرتبطة بتوقيت أو حدث، وإنما يمكن أن تقع في أي بلد وفي أي وقت.  

تسونامي جزئي يضرب سواحل تركيا بعد زلزال إزمير... صور وفيديو
من ناحيته قال الخبير الأمني المغربي، محمد أكضيض، إن مسألة مواجهة "الذئاب المنفردة" تقتضي المزيد من التعاون الدولي والإقليمي في مجالات متعددة، منها على الخصوص الجانب الأمني وبالأساس الاستخباراتي.  

ويرى أن حالة فرنسا لم يتم فيها ربط الخطاب السياسي بإجراءات أمنية مباشرة، في ظل أيام قليلة بالاحتفال بعيد المولد النبوي.

وكذلك احتفالات المسيحيين، مع ملاحظة أساسية أن خطاب رئيس فرنسا كان قاسيا ليس فقط على مسلمي فرنسا، ولكن على العالم الإسلامي برمته.  

وأشار إلى أن إجراءات احترازية أمنية كان يجب أن تكون على دور العبادة، بالنسبة للكنائس، كما هو المساجد، في ظل الاحتفالات الدينية التي كانت على الأبواب بعد خطاب ماكرون.  

وبحسب أكضيض أن ثمة خطورة في أن الذئاب المنفردة لا يشترط أن يكونوا أصحاب سوابق متطرفة أو إرهابية. خاصة أن اللاجئين غير مسجلين لدى الاستخبارات الفرنسية، إلا أنه قد يكون جرى تبادل بعض المعلومات مع دول الأصل بشأن الوافد إلى أراضيها.  

ويرى ضرورة تحرك فرنسا وخاصة الاستخبارات إلى تعاون وثيق مع دول المحيط.  

وذبح استاذ التاريخ صموئيل باتي، بيد الشيشاني عبد الله أنزوروف، البالغ 18 عاما، الذي ارتكب الجريمة الشائنة قرب المدرسة التي يعلم فيها باتي، في أحد أحياء باريس.  

مناقشة