بعد أسبوعين من تكليفه... ما الذي أنجزه الحريري في تشكيل حكومة لبنان الجديدة؟

في ظل انتظار الشارع اللبناني الإعلان عن الحكومة الجديدة التي يسعى الحريري لتشكيلها، هناك شكوك تدور حول نجاح الحريري في اختيار وزارء مستقلين.
Sputnik

والأسبوع الماضي، قال رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، إن الحكومة اللبنانية الجديدة "قد ترى النور خلال أربعة أو خمسة أيام إذا استمرت الأجواء الإيجابية".

ونقل مكتب بري عنه القول في بيان إن "الحكومة العتيدة قد تبصر النور في غضون أربعة أو خمسة أيام إذا ما بقيت الأجواء إيجابية تسير على النحو القائم حاليا".

وأعلن المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية اللبنانية، أول أمس، أن التشاور مستمر في شأن تشكيل الحكومة، ويتم حصرا وفقا للدستور.

حكومة الحريري

لبنان: التشاور مستمر في شأن تشكيل الحكومة
وقال مدير الإعلام في الحزب الديمقراطي اللبناني، جاد حيدر، إن ما يطرحه سعد الحريري لعبة خطيرة ستوصل البلاد إلى كارثة.

ووفقا لبيان نشره على صفحة الحزب في "فيسبوك" وموقعه اعتبر حيدر​ أن "ما يطرحه رئيس ​الحكومة​ المكلف سعد الحريري هو حكومة اختصاصيين في الشكل وحكومة سياسية بامتياز في المضمون، وهذا الطرح لعبة خطيرة ستوصل إلى كارثة في البلد بسبب الجشع الحاصل وكأنّ شيئاً لم يحصل في البلد يقتضي التغيير".

وقال السياسي اللبناني سمير جعجع في تصريح له على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إنه لا أمل بأي خلاص ما دام الثلاثي الحاكم مازال يحكم.

وتساءل رئيس حزب ​القوات اللبنانية​: "هل رأيتم الآن لماذا أحجمت "القوات اللبنانية" في مسألة ​الحكومة​؟، مشيرا إلى موقف حزبه من تشكيل الحكومة وتسمية الحريري كرئيس لها.

وكان جعجع قد أعلن أن الكتلة النيابية للحزب لن تسمي سعد الحريري لرئاسة الحكومة اللبنانية الجديدة رغم الصداقة التي تجمعه به، مشيرا إلى أن الكتلة لن تسمي أحدا، نظرا لعدم وجود من المواصفات المطلوبة.

وأضاف: "طالما أن الثلاثي الحاكم لا يزال حاكماً لا أمل بأي خلاص وسنكمل من دون هوادة حتى إعادة تشكيل السلطة".

"جنبلاط" لـ "الحريري": انتبه لغدرهم يا "شيخ سعد"
ونشر الحساب الرسمي لرئاسة الجمهورية اللبنانية على "تويتر" تغريدة جاء فيها: "التشاور مستمر في شأن تشكيل الحكومة ويتم حصراً ووفقاً للدستور، بين الرئيس عون والرئيس المكلف سعد الحريري ولا يوجد أي طرف ثالث فيه، والمشاورات لا تزال مستمرة بما تفرضه المصلحة الوطنية العليا".

محاصصة طائفية

أسامة وهبي، الناشط السياسي اللبناني، قال إن "هناك تكتمًا شديدًا على عملية تأليف الحكومة من قبل الرئيس الحريري، والرئيس عون، لكن من الواضح أن الحريري لم ينجز شيئًا على الإطلاق، بعد أن دخل في نفق المحاصصة الطائفية والحزبية، وتعاطيه مع المنظومة الحاكمة نفسها، بعد أن أخفق في تأليف حكومة من المستقلين".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "الرئيس الحريري قبل التكليف وعد بتشكيل حكومة من الاختصاصيين غير السياسيين ومن الأكاديميين الذين يستطيعون إخرج لبنان من أزمته، لكن بعد تكليفه قال إنه سيؤلف حكومة من الاختصاصيين غير الحزبيين، وهنا سحب صفة المستقلين من الحكومة".

وتابع: "هذا يعني أن تكليف الحريري كان بالاتفاق مع المنظومة الحاكمة، وأنه لم يتسطع أن يقدم جديدًا على صعيد طريقة تأليف الحكومة وعقليتها في لبنان".

عام مضى بين استقالة الحريري وعودته... فما الذي تغير؟
وأكد أن "الحكومة القادمة ستكون عاجزة عن إنجاز أي شيء، بعد أن دخلت في عملية تحاصص وتناحر بين الأحزاب على الحقائب الوزارية، حيث سينتج الحريري فريق عمل غير منسجم ولا متناغم، كما الحال في الحكومات السابقة".

وأنهى حديثه، قائلًا: "كل ما يقدمه الحريري الآن تشكيل حكومة من الحزبيين المقنعين تحت عنوان المستقلين، لكن بنفس مرجعية المنظومة السابقة التي أوصلت لبنان إلى هذا الدرك".

مجرد تكهنات

من جانبه قال السياسي اللبناني فيصل عبدالستار، إن "الحديث عن تشكيل الرئيس سعد الحريري للحكومة سيكون مجرد تكهنات، حيث لا تتوافر أي معلومات واضحة".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "لبنان قد يكون قاب قوسين أو أدنى من تشكيل حكومة لبنانية، والساعات القليلة القادمة ستظهر فيها الكثير من الأمور".

وتابع: "التسريبات غير دقيقة، هناك من يقول إن الحكومة ستضم 20 وزيرًا، وهناك من يقول 18 وزيرًا، الأمور غير واضحة الآن".

وقد تم تكليف سعد الحريري بتشكيل الحكومة للمرة الرابعة، بعد خلافات سياسية على تشكيل حكومة جديدة سيكون عليها علاج الأزمة المالية المستعصية في البلاد، وتداعيات انفجار مرفأ بيروت وغيرها من القضايا الداخلية والخارجية.

مناقشة