مستشارة "الرئيس الصحراوي": ترامب منح ما لا يملك لمن لا يستحق والكفاح المسلح هو خيارنا

قالت النانة لبات الرشيد "مستشارة رئيس الصحراء"، غير المعترف بها من قبل الأمم المتحدة والمغرب، إن الرئيس الأمريكي منح ما لا يملك لمن لا يستحق.
Sputnik

وأضافت في تصريحات خاصة  لـ"سبوتنيك"، أن "الصحراء الغربية لا سيادة لأحد عليها غير شعبها وهو الشعب الصحراوي" على حد قولها.

وتابعت "نحن ندين قول ترامب المنصرف، فهو تعد على الشرعية الدولية، وعلى كل مواثيق الأمم المتحدة، وتجنٍّ أيضا على قضية عادلة لشعب مكافح".

بوريطة: قرار مجلس الأمن بشأن "الصحراء المغربية" يتضمن ثلاث رسائل

وفيما يتعلق بالخيارات المتاحة أمام "جبهة البوليساريو"، تابعت الرشيد بقولها: "الخيار الوحيد الموجود حاليا هو ما اتخذته جبهة البوليساريو، منذ شهر تقريبا، وبعد أن خرق الاحتلال المغربي وقف إطلاق النار بعمليته العسكرية في الكركرات، وهو استئناف الكفاح المسلح، هذا الأمر هو من سيحدد معالم الفترة القادمة من الصراع، الذي لن تغير جوهره تغريدة ترامب المغادر".

في الإطار ذاته وصف "السفير الصحراوي" في الجزائر، عبد القادر طالب عمر، إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاعتراف بسيادة المغرب على منطقة "الصحراء الغربية"، اليوم الخميس، بأنه فاقد للشرعية تماما.

 وقال سفير "الصحراء الغربية" في الجزائر لـ"سبوتنيك"، إن "ترامب لا يملك السيادة على الصحراء كي يمنحها لأي بلد كان، وإعلانه مخالف لكل القرارات الأممية والقانون الدولي، ويأتي في نهاية عهدته، وانتخاب رئيس جديد يختلف في الكثير من المواقف عن ترامب".

وأضاف السفير في ذات الصدد "ليست الولايات المتحدة الأمريكية وحدها من تقرر مصير العالم، هناك دول عظمى لها مواقف معروفة مثل روسيا والصين وبريطانيا وكذا الاتحاد الأفريقي، والكثير من البلدان المعترفة بالدولة الصحراوية، التي لن توافق على هذا الإعلان".

واعتبر السفير "الصحراوي" بالجزائر تصريحات ترامب  أنها أحادية وفردية مؤكدا أنها "لن تغير أي شيء من عزيمة الشعب الصحراوي".

بوريطة لـ"سبوتنيك": أمريكا قررت افتتاح قنصلية لها في مدينة الداخلة

وكتب ترامب في تغريدة على "تويتر"، أمس الخميس: "لقد وقعت اليوم إعلانا يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية".

بالمقابل انتقد السفير "الصحراوي" بالجزائر بشدة قرار المغرب تطبيع علاقاته الدبلوماسية بالكامل مع إسرائيل، موضحا:

"إسرائيل نقلت تجربتها للمغرب حول الاستيطان وبناء الجدران والقمع، والمملكة طعنت فلسطين في الظهر، وعرت حكومة العدالة والتنمية حيث لم تعد تنفع الدعاية أمام خيانة الشعب الفلسطيني".

واتفقت إسرائيل والمغرب، الخميس 10 ديسمبر، على تطبيع علاقاتهما في اتفاق تم التوصل إليه بمساعدة الولايات المتحدة، وهو ما يجعل المغرب رابع دولة عربية تلحق بقطار التطبيع هذا العام بعد الإمارات والبحرين والسودان.

ونفى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة لـ"سبوتنيك"، أن "يكون الاعتراف الأمريكي بالسيادة على الصحراء مقابل إعادة العلاقات مع إسرائيل، خاصة أن هناك علاقة بين المغرب وإسرائيل منذ التسعينيات".

وتمتد الصحراء الغربية على مساحة 252 ألف كيلومتر على الساحل الشمالي الغربي للقارة. وهي منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة إذ يبلغ تعداد سكانها 567 ألف نسمة وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة والبنك الدولي.

وتعتبر أزمة الصحراء الغربية واحدة من أطول الصراعات السياسية والإنسانية في العالم.، إذ لجأ خلال هذه الحرب الكثير من الصحراويين إلى الجزائر حيث يقيمون في مخيمات منذ عقود.

ويقول المغرب الذي يسيطر على ثمانين في المئة من أراضي الإقليم إن الصحراء الغربية جزء لا يتجزأ من أراضيه ولا يمانع في حصول الإقليم على حكم ذاتي على أن يظل تحت السيادة المغربية، فيما تصر جبهة "البوليساريو" العسكرية التي تحارب للاسقلال بدعم من الجزائر المجاورة على استفتاء لتقرير المصير، كما ينص اتفاق وقف إطلاق النار الموقع عام 1991.

ويشير اسم بوليساريو اختصاراً إلى الأحرف الأولى لـ" الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب" باللغة الإسبانية.

بوريطة لـ"سبوتنيك": اعتراف أمريكا بالسيادة على الصحراء ليس مقابل إعادة العلاقات مع إسرائيل

وبدأ النشاط العسكري للبوليساريو أثناء الاستعمار الإسباني للمنطقة وقد تلقت مساعدات من ليبيا والجزائر.

ثم خاضت نزاعا مسلحا، مع كل من المغرب وموريتانيا، بشأن استقلال الإقليم، لكن موريتانيا قامت من جانبها بالانسحاب من جنوب الصحراء الغربية.

وأعلنت ما بين 1975 و1976 تأسيس "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، وشكلت حكومة في منطقة تندوف بأقصى الجنوب الجزائري.

وقد تمكنت الأمم المتحدة من فرض وقف لإطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو عام 1991 دون التوصل إلى تسوية نهائية للنزاع حتى الآن.

وأكد فاليريان شوفايف، السفير الروسي المعتمد لدى المملكة المغربية، أن موقف موسكو بخصوص ملف الصحراء "واضح تماماً ومبدئي منذ بداية هذا النزاع الإقليمي"، مشيرا إلى أن موسكو تدعم إيجاد "تسوية مقبولة وعادلة لهذا النزاع الذي استمر طويلاً، وذلك على أساس القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة".

مستشارة "الرئيس الصحراوي": ترامب منح ما لا يملك لمن لا يستحق والكفاح المسلح هو خيارنا
مناقشة