وثيقة عبرية: مصر استخدمت جو بايدن لخداع إسرائيل قبيل حرب أكتوبر 73

كشفت وثيقة عبرية عن "استخدام" مصر للرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن لخداع إسرائيل قبيل حرب أكتوبر/تشرين الثاني عام 1973.
Sputnik

الوثيقة كشف عنها الطيار والمؤرخ السابق في سلاح الجو الإسرائيلي، الدكتور يغال كيبنيس، مؤلف كتاب "1973 - الطريق إلى الحرب"، الذي يستند إلى توثيق من الأرشيف الوطني للولايات المتحدة وإسرائيل، بحسب موقع "ماكو" العبري، التابع للقناة "12" الإسرائيلية.

وبحسب المصدر ذاته، كان بايدن في عام 1973، سيناتورا صغيرا يبلغ من العمر 30 عاما فقد زوجته وطفلته في حادث سيارة، وكانت رحلته الأولى إلى الخارج كعضو في مجلس الشيوخ إلى الشرق الأوسط، عندما ذهب لحضور اجتماعات في مصر وإسرائيل.

أرشيف الجيش الإسرائيلي: تخوفنا من فناء دولة إسرائيل في حرب أكتوبر 73

يقول المؤرخ الإسرائيلي كيبنيس: "وصل بايدن إلى مصر فور مغادرة الرئيس أنور السادات إلى السعودية وقطر ثم دمشق. أبلغ الرئيس المصري زعماء الخليج الذين التقاهم أنه ينوي شن الحرب وجندهم تحديا في مسألة حظر النفط. وتحدث مع الأسد بالفعل عن الحرب، لكنهما لم يتفقا هناك على اليوم المحدد لكن كان من الواضح أنه سيكون أحد الأيام بين 5 إلى 10 أكتوبر".

لم يلتق بيدن في القاهرة الرئيس السادات، بل محمد حسنين هيكل الذي كان وقتها رئيس تحرير صحيفة "الأهرام" القومية.

وبحسب المؤرخ الإسرائيلي كان هيكل أقوى صحفي في مصر وأحد الأفراد المعدودين الذين علموا تفاصيل عن الحرب الوشيكة.

بعد ذلك وصل بايدن إلى إسرائيل والتقى هناك رئيسة الوزراء غولدا مائير في 31 أغسطس/آب 1973، أي قبل شهر وأسبوع من اندلاع الحرب.

الوثيقة التي كشف عنها المؤرخ كيبنيس، كُتبت على يد سفير إسرائيل في واشنطن بعد اللقاء، اعتمادا على كلام بايدن حول زيارته للقاهرة.

وجاء في الوثيقة: "من بين جميع من التقاهم (بايدن في مصر)، لم ينكر أحد التفوق العسكري المطلق لإسرائيل، وبناء عليه قالوا إن مصر لا يمكنها شن حرب ضد إسرائيل".

كما جاء في الوثيقة ذاتها: "وفقا لمحاوريه (بايدن) المصريين، فإن الوقت سيفي بالغرض، وعندما يشاء الله سيتم إيجاد الحل".

يشرح المؤرخ الإسرائيلي دلالة الأمر بقوله: " قال بايدن إنه التقى في مصر مسؤولين مختلفين بينهم هيكل (الذي تم تعريفه في الوثيقة بأنه "وزير الإعلام") وسمع منهم أن التفوق العسكري لإسرائيل مطلق وبالتالي لا توجد فرصة للحرب قريبا".

كانت كلمات بايدن هذه المستندة إلى المحادثات التي أجراها في مصر، متوافقة إلى حد كبير مع التصور السائد في إسرائيل بخصوص قدرات الجيش الإسرائيلي مقارنة بالجيوش العربية واحتمال اندلاع الحرب.

يقول كيبنيس: "ألمحتُ في الكتاب إلى أنه يمكن أن يكون ذلك جزءا من مخطط الاحتيال المصري"، لكنه يضيف مؤكدا: "بالتأكيد لم يكن بايدن على دراية بهذا الأمر، وكان يستخدمه المصريون على الأغلب كأداة. ومن المرجح أن ما سمعه من حسنين هيكل كان يهدف إلى إخفاء نوايا الحرب".

ويتابع أن المصريين استخدموا زيارة بايدن كجزء آخر من خطته لـ "تنويم إسرائيل"، وجعلها تشعر أنه ليس هناك فرصة للحرب، فبالنسبة للقادة الإسرائيليين عاد السيناتور الشاب من مصر مع تعزيز لخط التفكير هذا، استنادا إلى كبار المسؤولين المقربين للرئيس السادات.

مع ذلك والكلام للمؤرخ الإسرائيلي لم تكن غولدا بحاجة إلى بايدن للاعتقاد أن المصريين لن يشنوا الحرب وأن النتيجة ستكون واضحة حال أقدموا على ذلك، لكن "من الصعب معرفة إلى أي مدى ساعد كلام بايدن في خطة الخداع المصرية".

وفاجأت مصر وسوريا في الثانية ظهرا يوم 6 أكتوير/تشرين الثاني 1973، إسرائيل بشن حرب متزامنة، ردا على احتلال الأخيرة عام 1967 لهضبة الجولان السوري وشبه جزيرة سيناء المصرية إضافة إلى قطاع غزة والضفة الغربية بما في ذلك مدينة القدس الشرقية.

مناقشة