وسط تبادل للاتهامات... هل عادت المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس إلى نقطة الصفر؟

رغم المساعي العربية والدولية واستمرار لقاءات الحوار، تهاوت الآمال الفلسطينية بعقد مصالحة وطنية بين حركتي فتح وحماس، بعد التفاؤل الكبير في الفترة الماضية.
Sputnik

وترجع حركة حماس تراجع المصالحة إلى إعلان السلطة الوطنية الفلسطينية عودة العلاقات مع إسرائيل، والتعاون مجددا بما في ذلك التنسيق الأمني، وملف أموال المقاصة.

في ذكرى تأسيس "حماس"... هنية: عودة السلطة للتعاون مع إسرائيل شكل عائقا أمام المصالحة

وقال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إن عودة السلطة الفلسطينية للتعاون مع إسرائيل شكل عائقا كبيرا أمام تحقيق المصالحة.

تبادل الاتهامات

وقال هنية في كلمة متلفزة بثتها قناة الأقصى التابعة لـ"حماس" بمناسبة الذكرى الـ33 لتأسيس الحركة في 14 ديسمبر/ كانون أول عام 1987: "دفعنا بكل قوة نحو نجاح مسار المصالحة مع فتح ولكن للأسف عودة السلطة للتعاون مع الاحتلال شكل عائقا كبيرا أمام تحقيق هذه المصالحة".

وأشار إلى أن "حماس مع المصالحة والشراكة ووحدة الشعب الفلسطيني ومع ضرورة إعادة بناء المرجعيات الفلسطينية بدءا من منظمة التحرير الفلسطينية".

وأضاف:

حماس جاهزة ومستعدة لبناء مشهد فلسطيني موحد من أجل التصدي لمشاريع تصفية القضية الفلسطينية.

من جانبه قال الدكتور أحمد مجدلاني، وزير الشؤون الاجتماعية الفلسطيني، عضو اللجنة المركزية لمنظمة التحرير وأمين عام جبهة النضال الشعبي، إن الحوار بين حركتي فتح وحماس لعقد مصالحة فلسطينية ما زال مستمرا.

وأضاف في تصريحات سابقة لـ"سبوتنيك"، أن حركة حماس وقيادتها غير ناضجة وغير مستعدة للمضي قدما في إتمام القضايا الجوهرية التي يتضمنها ملف المصالحة.

مجدلاني: مباحثات المصالحة الفلسطينية مستمرة وحماس غير مستعدة لإتمامها الآن

وتابع: "السبب في ذلك يعود إلى أن حركة حماس تنتظر الترتيبات الإقليمية خاصة أن إدارة بايدن تميل لحد كبير للتعامل مع الإسلام السياسي وجماعة الإخوان المسلمين، ومن هناك قطر وتركيا باعتبارهما راعيين لجماعة الإخوان، من الممكن أن يكون لهما دور، ما يعزز من وجودهم الإقليمي".

واستطرد: "بالإضافة إلى ذلك تنتظر حركة حماس انتخابات داخل مكتبها السياسي في مطلع العام القادم، وتأتي الانتخابات في إطار المتغيرات الدولية والإقليمية حيث ترغب الأطراف الفاعلة في حركة حماس والمؤثرة في قرارها في شخصية بديلة عن إسماعيل هنية".

وأكد أحمد مجدلاني أن

قيادة حركة حماس اليوم غير ناضجة وغير قادرة على اتخاذ قرار بهذا المستوى، يحدد مصير الحركة، إما أن تكون جزءا من المؤسسة الوطنية الفلسطينية وتتحمل مسؤولياتها، أو تظل فصيلا إخوانيا وتحمل مشاريع خاصة.

خطاب شعبوي

المستشار الفلسطيني في العلاقات الدولية، الدكتور أسامة شعث، قال إن "الخطاب الذي ألقاه الشيخ إسماعيل هنية يتسم بالصيغة الشعبوية، بحيث يغازل من خلاله أبناء حماس بالدرجة الأولى والحلفاء في الإقليم بالدرجة الثانية".

وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "حماس بما لها وما عليها جزء من التاريخ الحديث للنضال الفلسطيني ولا يمكن تجاهل هذه الحقيقة، وحديث الشيخ هنية حول تجديد الهيئات الوطنية والقيادية والسياسية لشعبنا الفلسطيني، أمر ضروري ومهم ولا مفر منه".

محمود عباس يصل إلى الدوحة لبحث التطورات في المنطقة مع أمير قطر

وتابع: "لكن القول بإن حماس منذ انطلاقتها حتى الآن تتمسك بالوحدة والمصالحة والشراكة يعد منافيا للحقيقة على أرض الواقع، لأن شعبنا شاهد على كل الأحداث والأزمات الداخلية الفلسطينية وأسبابها، منذ نشأة حماس وحتى الآن".

وأوضح شعث أن

تعثر جهود المصالحة بعدما وصلت إلى مراحلها النهائية سيكون انتكاسة جديدة على القضية الفلسطينية في ظل التهافت العربي نحو التطبيع مع الاحتلال.

وتابع: "إن كانت حماس جادة بالمصالحة والوحدة ومواجهة التطبيع بحسب قول الشيخ هنية، فأنصحها بأن تسارع نحو تحقيق المصالحة والوحدة بدلا من تعطيلها وتجميدها بذريعة أن السلطة أعادت الاتصالات مع الاحتلال، وقد تكون الضرورة السياسية استوجبت التعامل مع المستجدات على أرض الواقع بهذه الصيغة".

وأكمل: "هذه ذريعة غير منطقية وغير مقبولة من حماس في وقت تتلقى فيه الأموال القطرية رهنا بموافقة الاحتلال الإسرائيلي وبتصريح منه للمرور بالحقائب إلى غزة، ولهذا لا يجوز لحماس أن تحلل لنفسها ما تحرمه على غيرها، فالعودة للمصالحة الوطنية على قاعدة الشراكة الوطنية الكاملة بدءا بعقد الانتخابات سيشكل نقطة الارتكاز الأساسية وانطلاقة مهمة للمشروع الوطني الفلسطيني".

مجدلاني: ترامب نجح في استبدال أولويات المنطقة العربية وفلسطين بحاجة لصيغة تفاهم جديدة مع أشقائها

ضغوط أوروبية

مصطفى صواف، المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة، قال إن "المصالحة لم تتقدم رغم الحوارات القائمة بين الرجوب والعاروري، حيث لا تريد حركة فتح شراكة سياسية ومصالح وطنية".

وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "حركة فتح ذهبت للحوار فقط من أجل انتخابات تشريعية وفق رؤيتها، ولا تريد ترتيبا للبيت الفلسطيني أو إصلاحا للمنظومة ودخول حماس والجهاد".

وتابع: "حركة فتح جاءت للحوار مع حماس تحت ضغط أوروبي مشروط، كي تمنح السلطة أموالا ومساعدات، والشرط الأوروبي يتمثل في الانتخابات التشريعية فقط لتجديد الشرعيات".

وأعلن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" الفلسطينية، حسين الشيخ، عودة العلاقات مع إسرائيل كما كانت سابقا، بما يعني عودة التنسيق الأمني والمدني مع إسرائيل.

مناقشة