تشويه حقائق حرب توطئة لحرب أخرى... من بدأها

أظهر تقرير استخباري روسي أن بريطانيا بدأت حملة معادية تحولت في وقت لاحق إلى حرب باردة على روسيا في ربيع 1945.
Sputnik

تمثلت بداية الحرب الباردة في التكتم الإعلامي على انتصارات الجيش الأحمر، جيش روسيا وغيرها من الجمهوريات السوفيتية المتحدة، ودوره الرئيسي في دحر الفاشية خلال الحرب العالمية الثانية. وكانت السلطات البريطانية هي التي بادرت إلى منع الصحافة من نشر الأخبار عن انتصارت الجيش الأحمر.

كشف ذلك كتاب أصدرته الاستخبارات الخارجية الروسية بمناسبة عيد ميلادها الـ100 وتم الإعلان عنه في 17 ديسمبر/كانون الأول 2020.

ويحتوي هذا الكتاب على برقية مشفرة بعث بها مندوب المخابرات الروسية في مصر، بافل جورافلوف، الملقب بـ"ماكار" إلى موسكو في 7 مايو/ أيار 1945. وجاء فيها أن الأوساط الصديقة للاتحاد السوفيتي ترى أن الانجليز يبدأون حربا سياسية ضد الاتحاد السوفيتي.

وأشار مندوب المخابرات الروسية إلى أن الصحف المحلية والأوروبية تحجم عن نشر الأخبار عن سقوط عاصمة النظام النازي برلين في يد الجيش الأحمر وانتصاراته الأخرى أو تنشر القليل منها كما لو كانت أخبارا تافهة، بإيعاز من الرقابة الانجليزية، في حين تقدم أحداث الجبهة الغربية في قالب الانتصارات التي تحسم الحرب.

وعلى سبيل المثال حظرت الرقابة الانجليزية نشر الأخبار عن مظاهرات ترحب بانتصارات الجيش الأحمر في لبنان وعن الفعاليات المماثلة في الدول الأخرى... ومنعت الرقابة الانجليزية صحيفة "فرونتي اونتو" من نشر الصورة التي تُظهر رفع العلم السوفيتي فوق برلين.

وأشارت البرفية إلى انطلاق الإشاعات التي تتحدث عن أزمة بين الحلفاء وحتمية الصدام بين الانجليز والروس بعد الحرب.

وأفاد مندوب المخابرات الروسية أن تصريحات لمسؤولين وضباط انجليز أظهرت أن انجلترا قررت أن تضع حدا لانتشار الاتحاد السوفيتي في أوروبا وأنها تعتزم استخدام جيشها في هذا الغرض.

ونشرت صحيفة وزارة الدعاية الانجليزية في 2 مايو/أيار 1945 مقالا معاديا للاتحاد السوفيتي يزعم، في الإشارة إلى تحرير بولندا من الاحتلال الألماني وهو ما فعله الجيش الأحمر، أن بولندا تتمنى أن يتم تحريرها من الأسياد الجدد.

ويحتوي الكتاب الصادر بعنوان "جهاز الاستخبارات الخارجية لروسيا الاتحادية. 100 عام. الوثائق والشهادات" على وثائق ارشيفية تتحدث عن أهم مراحل تاريخ الاستخبارات الخارجية الروسية منذ إنشائها في 20 ديسمبر/كانون الأول 1920.

وقد أشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا إلى أن جهات خارجية ما برحت تحاول تشويه تاريخ الحرب العالمية الثانية ، لافتا إلى أن هذه المحاولات لا يبذلها أعوان النازيين فحسب، بل تبذلها مؤسسات دولية موقرة من أجل تحقيق أهدافها السياسية. وأكد الرئيس بوتين أن روسيا ستدافع عن الحقائق التاريخية بشتى الطرق، وعلى الأخص بإماطة اللثام عن الوثائق الارشيفية العديدة.

مناقشة