الطبيبة مكتشفة "كوفيد" في ووهان تتحدث عن اللحظات الأولى للوباء واستجابة الصين

ردت طبيبة من ووهان، والتي أشادت بها وسائل الإعلام الحكومية الصينية باعتبارها أول شخص أبلغ عن تفشي "كوفيد 19" في المدينة، على الانتقادات الدولية لتعامل بكين في وقت مبكر مع انتشار المرض.
Sputnik

وفي مقابلة مع صحيفة "غلوبال تايمز"، قالت تشانغ جيكسيان، مديرة طب الجهاز التنفسي في مستشفى مقاطعة هوبى للطب الصيني والغربي المتكامل، إن البلاد "بالتأكيد لم تخفي البيانات ذات الصلة بالوباء".

دراسة صينية: إصابات كورونا في ووهان ربما كانت 10 أضعاف الأرقام المعلنة

وأضافت: "بعد أن أبلغت عن حالة تفشي المرض لأول مرة، بدأنا في إبلاغ العالم بانتظام بمعلومات الوباء بدءا من 3 يناير 2020.. الحقائق واضحة جدا، كيف يمكن تسميتها بالتستر".

يأتي اللقاء، الذي نُشر يوم الأحد، في الوقت الذي تحل فيه على العالم ذكرى مرور عام على ظهور فيروس كورونا لأول مرة. وفي الوقت نفسه، يجري تحقيقان دوليان للنظر في المرحلة المبكرة من تفشي المرض في الصين.

من المتوقع أن يسافر 10 علماء يشكلون جزءا من المهمة التي تقودها منظمة الصحة العالمية للكشف عن أصل الفيروس إلى الصين، في غضون أسابيع، كجزء من محاولة لاكتشاف كيفية انتقال الفيروس من الحيوانات إلى البشر.

يتضمن هذا البحث إجراء مقابلات مع المرضى الأوائل وإعادة النظر في سوق المأكولات البحرية حيث تم تحديد مجموعة من الحالات المبكرة للبحث عن أدلة. طُلب من الفريق الدولي فحص النتائج التي توصل إليها نظراؤهم الصينيون على أمل تعزيز الثقة الدولية في التحقيق.

تفاصيل التكتم على ظهور كورونا... كيف تم تجاهل التحذير المبكر عن عمد؟

في المقابلة، ناقشت تشانغ أيضا النظرية القائلة بأن الفيروس ربما دخل الصين عن طريق واردات الأطعمة المجمدة، وقالت إن العديد من الحالات المبكرة في ووهان كانت مرتبطة بسوق للمأكولات البحرية في المدينة، مضيفة: "قد يكون للوباء في ووهان علاقة كبيرة بسلسلة التبريد".

في فبراير/ شباط، مُنحت جائزة لإبلاغ رؤسائها عن حالات مشبوهة من الالتهاب الرئوي. ذكرت تقارير وسائل الإعلام الحكومية في ذلك الوقت أنها رصدت الحالة الأولى في 26 ديسمبر/ كانون الأول ودقت ناقوس الخطر في اليوم التالي.

ولكن في ذلك الوقت، تم إيلاء المزيد من الاهتمام لطبيب آخر من ووهان، وهو لي وينليانغ، الذي تمت الإشادة به باعتباره مُبلِغا عن الأمر، والذي تبين أنه تم تأديبه من الشرطة بدعوى "نشر الشائعات" لتحذيره زملائه من مرض غامض في ديسمبر/ كانون الثاني. توفي لي بعد شهرين متأثرا بإصابته بالفيروس.

وكان الطبيب الصيني، 34 عاما، قد خرج في نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ليحذر الجماهير عبر مواقع التواصل من انتشار فيروس شبيه بفيروس الالتهاب الرئوي اللانمطي "سارس" أو "كورونا" في مدينة ووهان.

الصين تكشف للمرة الأولى... كيف مات "أول من حذر من فيروس كورونا"

ولكن السلطات اعتقلته واتهمته بنشر معلومات كاذبة، مشيرة حينها إلى أنه لا يمكن تأكيد وجود أي فيروس جديد مثل "سارس" أو "كورونا".

واتهمت وسائل إعلام السلطات المحلية في ووهان، بتجاهل التحذيرات لأكثر من 20 يوما، ما أدى لتفشي الفيروس بصورة كبيرة غير قابلة للسيطرة.

طبيبة أخرى من بين أوائل من أبلغوا عن ظهور مرض غريب في المدينة، هي آي فين، والتي كانت تشغل منصب مديرة قسم الطوارئ في مستشفى ووهان المركزي، آنذاك، وقالت إن السلطات كممت صوتها لأنها حاولت التنبيه من تفشي المرض دون إذن.

وأكدت أن السلطات الصحية المحلية في ووهان، التي تعد مركز ظهور وانتشار مرض "كوفيد 19" أضاعت فرصة لإصدار تحذير مبكر حول تفشي الفيروس الجديد الذي أصاب أكثر من 117 ألف شخص وتسبب في وفاة 4200 شخص آخرين على مستوى العالم.

وقالت آي إن رؤساءها أخبروها بأن لجنة الصحة في ووهان أصدرت توجيهات مفادها أن العاملين في المجال الطبي لم يكشفوا عن أي شيء عن الفيروس، أو عن المرض الذي تسبب فيه، لتجنب إثارة حالة من الذعر.

بعد يومين من تحذيرات آي، تم تعنيفها من قبل إدارة الإشراف لنشرها شائعات، في إشارة إلى التقرير الذي نشرته على الإنترنت، وطُلب منها إخطار جميع العاملين في إدارتها بعدم كشف أي تفاصيل عن المرض ولا حتى لأزواجهم.

مناقشة