انطلاق مباحثات القاهرة... ما الفرص القائمة أمام إنهاء الانقسام وعقد مصالحة فلسطينية؟

في خطوة جديدة نحو رأب الصدع الفلسطيني وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية، انطلقت اليوم، أعمال جلسة الحوار الفلسطيني في القاهرة، تحت رعاية الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
Sputnik

اللقاء الذي سيركز على ملف الانتخابات الفلسطينية يمهد – بحسب ما قاله المراقبون- إلى مناقشة كافة تفاصيل العملية الانتخابية، وإزالة كافة العقبات التي يمكن أن تقف حائلًا أمامها، مؤكدين أن الانتخابات تمثل الرافعة الفلسطينية نحو الخروج من مربع الانقسام.

فلسطين تشيد بمواقف السعودية الداعمة والمؤيدة لحقوق شعبها

ويشارك في اجتماعات اليوم 14 فصيلا فلسطينيا وهي الفصائل التي وقّعت على حوارات القاهرة عام 2011 والتي عُرفت بـ"اتفاق المصالحة".

محادثات قائمة

تجري الفصائل الفلسطينية محادثات في القاهرة حول القضايا المتعلقة بالانتخابات التشريعية والرئاسية والإجراءات القانونية والفنية المصاحبة لها، في أعقاب إصدار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، منتصف الشهر الماضي، مرسوم إجراء انتخابات تشريعية في مايو/ أيار المقبل ورئاسية في يوليو/ تموز فضلاً عن انتخابات المجلس الوطني في أغسطس/ آب، لأول مرة منذ عام 2006.

وتستهدف أعمال جلسة الحوار الفلسطيني إنهاء أعمال الانقسام كافة، وإنجاح العملية الانتخابية المرتقبة في فلسطين.

ونقلت القناة المصرية عن مصدر مسؤول، قوله إن: "انعقاد الحوار الوطني الفلسطيني بالقاهرة، يستهدف السعي لتجاوز الخلافات الفلسطينية من أجل بناء مستقبل مثمر لأجيال قادمة".

وتابع: "انعقاد الحوار الوطني الفلسطيني بالقاهرة يأتي في إطار حرص مصر الدائم على تقديم كافة أشكال الدعم للشعب الفلسطيني".

كما نقلت أيضا عن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، قوله إن: "الجهود المصرية مستمرة، لدعم إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

ملفات عالقة

من جانبه قال مصطفى الصواف، المحلل السياسي الفلسطيني المقيم في قطاع غزة، إن: "اجتماعات الفصائل الفلسطينية في القاهرة لبحث ملف الانتخابات والإجراءات المصاحبة من أجل تحقيق الوحدة والمصالحة الوطنية، يمكن أن يكتب لها النجاح إذا صدقت النوايا".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك" أن: "هناك العديد من القضايا الإشكالية التي سيتم طرحها اليوم، وهي تتمثل في المحاكم وملف الحريات، وكذلك البرنامج السياسي".

وتابع: "هذه النقاط أساسية وستكون حاضرة حتى يتم التوافق عليها من جميع الفصائل، وهذا ما يأمل فيه كل الفلسيطينيون، لنصل في النهاية إلى كل ما يحقق انتخابات حقيقية نزيهة، ووحدة وطنية ومصالحة لا تعترضها أي عقبة من العقبات".

وعن فرص الوصول لاتفاق، لو تم تذليل العقبات والاتفاق على الانتخابات، ومن ثم تشكيل وحدة وطنية، وهو أمر وارد الآن حال صدقت النوايا، سيكون أمامنا فرصة قوية لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة.

 خطوة على الطريق

من جانبه، فايز أبوعيطة، نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، قال إن: "حوارات القاهرة انطلقت اليوم في خطوة على طريق تحقيق المصالحة الوطنية، حيث سيتم خلال هذه المباحثات مناقشة كل ما يتعلق بالعملية الانتخابية وإزالة أي عقبات من شأنها عرقلة إجراء الانتخابات".

يشمل دول التطبيع... الجامعة العربية تستعد لإصدار قرار طارئ بشأن فلسطين

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك" أن: "القيادة الفلسطينية تتعامل مع الانتخابات باعتبارها خطوة هامة في طريق إتمام المصالحة، لا سيما بعد فشل دام 14 عامًا من إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة".

وتابع: "الانتخابات الفلسطينية سيترتب عليها إجراءات أخرى، فبعد نجاح هذه الخطوة سيتم تشكيل حكومة وحدة وطنية كخطوة تالية، وهو ما يعد تكريسًا للوحدة، لذلك الانتخابات رافعة وطنية من أجل إنهاء الانقسام".

وأكد أن: "اجتماعات القاهرة المنعقدة حاليًا سيتم خلالها مناقشة الانتخابات الفلسطينية، باعتبارها فرصة كبيرة وحقيقية لمغادرة مربع الانقسام الذي يقبع فيه الفلسطينيون منذ فترات طويلة، إلى مربع إنهاء الانقسام بشكل عملي".

 ومن المقرر أن تعقد الانتخابات في فلسطين على ثلاث مراحل، أولها التشريعية، التي ستعقد في 22 مايو/ أيار، وتليها الرئاسية، التي ستعقد في 31 يوليو/ تموز، وثم انتخابات المجلس الوطني، التي ستعقد في 31 أغسطس/ آب.

​وحددت اللجنة يوم 16 فبراير/ شباط الجاري، على أنه آخر موعد لتسجيل الناخبين، كما أنها ستعتمد من 40 إلى 50 ألف مراقب محلي ودولي، بالإضافة إلى خمسة آلاف صحفي محلي ودولي، لتغطية الإجراءات الانتخابية.

وبشأن عدد الناخبين، أعلنت لجنة الانتخابات المركزية، ارتفاع نسبة المسجلين للانتخابات الفلسطينية 2021، لتبلغ 82.4 في المئة، ليبلغ عددهم 2.31 مليون مواطن ومواطنة.

مناقشة