إلغاء إعادة فرض العقوبات على إيران... مراوغة أمريكية أم تنازل سياسي

في ظل التوترات القائمة بينهما، والشروط المتبادلة التي يطرحها كل طرف من أجل العودة للاتفاق النووي، ألغت أمريكا إعلان إعادة فرض كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران.
Sputnik

الخطوة الأمريكية لم يعتبرها مراقبون تراجعًا واضحًا وتنازلًا من أجل العودة للاتفاق النووي، مؤكدين أنها مجرد مراوغة سياسية لإقناع العالم بأن إيران هي من تعرقل هذه الخطوة.

وفي وقت سابق من أمس الخميس، أبلغ وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، بأن الولايات المتحدة مستعدة للتفاوض مع إيران، بشأن عودة البلدين للالتزام بالاتفاق النووي الموقع عام 2015.

خطوة أمريكية

وأبلغ ريتشارد ميلز، القائم بعمل السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، مجلس الأمن الدولي، بأن بلاده سحبت تأكيد إدارة الرئيس ترامب، بإعادة فرض كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران في سبتمبر/أيلول 2000. وذلك بحسب وكالة "رويترز".

أمريكا تسحب إعلان ترامب إعادة فرض كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر دبلوماسي فرنسي أن الولايات المتحدة وجهت رسائل حول استعدادها للتفاوض مع إيران خلال الاجتماع المرتقب لمجموعة (5+1).

وفي السياق نفسه، سبق أن صرح الرئيس الإيراني، حسن روحاني، مساء أمس الخميس، بأن الاتفاق النووي هو إنجاز مهم للدبلوماسية متعددة الأطراف، مؤكدا أنه لا ينبغي أن نسمح بذهاب هذا الاتفاق هدرا بسهولة.

وأفادت وكالة "إرنا"، بأن تصريح روحاني جاء خلال اتصال هاتفي، أمس مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، بحثا فيه آخر تطورات الاتفاق النووي مع إيران.

وشدد روحاني على أهمية دور المجلس الأوروبي في تحديد التوجهات السياسية العامة ورسم أولويات الاتحاد الأوروبي، قائلا: إن الاتحاد الأوروبي بصفته لاعبا مهما في الساحة العالمية ينبغي أن يؤدي دورا مناسبا في مواجهة الأحادية الأمريكية.

واعتبر الرئيس الإيراني، الاتفاق النووي، إنجازا مهما للدبلوماسية متعددة الأطراف، موضحا أن مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي بصفته المنسق للاتفاق النووي يمكنه أن يلعب دوره في رسم الخطوات.

خطوات فارغة

محمد غروي، المحلل السياسي الإيراني، قال إن "هذه الخطوة وغيرها من الخطوات التي يقوم بها بايدن ما هي إلا خطوات فارغة المضمون وليست هي المطلوبة إيرانيا، ما تطلبه طهران يعد أمرًا واضحًا وصريحًا، لكن الإدارة الأمريكية تحاول المراوغة في تحركاتها السياسية، لإيهام العالم بأن أمريكا تراجعت واتخذت خطوات جدية، لكن إيران هي من تعرقل التفاوض".

إيران ترد على أمريكا... "لا قيمة للاتفاق النووي من دون رفع العقوبات"
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "الحقيقة عكس ذلك، إيران منذ بداية خروج إدارة ترامب من الاتفاق النووي وكان كلامها صريحًا وواقعيًا، وهو عودة أمريكا للاتفاق النووي ورفع العقوبات التي فرضتها على طهران، ولا تزال تطالب بهذه الخطوات منذ 5 سنوات".

وتابع: "ما تقوم به أمريكا سواء بهذه الخطوة أو بخطوات أخرى لن تنفع في هذا الصدد، يمكن أن تعطي جوًا إيجابيًا، لكنها لن تحل المشكلة،  العودة للاتفاق سهلة لأمريكا لكنهها تريد العودة لمفاوضات تشمل مواد وشروط جديدة كالصواريخ، أو موضوع النفوذ الإيراني في المنطقة، وهي شروط لا تقبلها إيران".

واستطرد: "ما زالنا بعيدين عن الاتفاق النووي وعودة أمريكا للاتفاق، ونحن أمام مرحلة عض أصابع لإجبار إيران على الدخول في مفاوضات جديدة على اتفاق أوسع وأشمل".

وأكد أن "إيران التي كانت ترفض هذه الشروط رغم الظروف والعقوبات في حقبة ترامب هي نفسها الآن ترفض أيضا ما تسمى بسياسة تخفيف الضغوط على إيران، المجال بات واضحا أمام كل الأطراف وعلى أمريكا أن تعمل على حل الأزمة لا على المراوغة والكذب والتدليس".

خطوة رمزية

من جانبه قال الدكتور عماد ابشناس، المحلل السياسي الإيراني، إن "طلب تفعيل بند الزناد في الاتفاق النووي الذي طالبت به الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب تم رفضه من قبل مجلس الأمن".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "إلغاء الولايات المتحدة الأمريكية إعلان ترامب فرض كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران كانت خطوة محروقة من الناحية العملية، وهذه الخطوة رمزية لا أكثر، مجرد مراوغة أمريكية".

وتابع: "بالنسبة لإيران هي تريد خطوات عملية كي تقابلها بخطوات عملية أخرى، وسبق أن أعلنت عن هذه الخطوات المطلوبة، وإلا فإن إيران سوف تتخذ مواقف رمزية فقط هي الأخرى".

وبدأت إيران في انتهاك بنود الاتفاق عام 2019 ردا على انسحاب الولايات المتحدة منه في عهد ترامب، وهي على خلاف مع إدارة بايدن بشأن من يتعين عليه أن يتحرك أولا لإنقاذ الاتفاق.

وقالت طهران، سابقا، إنها ترفض العودة الأمريكية إلى الاتفاق النووي من دون رفع العقوبات على البلاد، وأن الاتفاق النووي الذي لا يشمل رفع العقوبات "لا قيمة له في الأساس بالنسبة لإيران".

 

 

مناقشة