مشروع "بدار" الزراعي الشبابي ... الجانب الإيجابي للانهيار الاقتصادي في لبنان

يعاني آلاف الشباب في لبنان من صعوبات كبيرة في إيجاد فرصة عمل نتيجة الأزمة البنيوية التاريخية الأساسية في السوق حيث لا تكافؤ بين العرض والطلب، اليوم وفي ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد أصبح البحث عن وظيفة أشبه بإيجاد إبرة في كومة قش، ولذلك لجأ عدد كبير من الشباب إلى خلق فرص عبر إنشاء مشاريع صغيرة لعلها تكون نافذة أمل.
Sputnik

في هذا السياق أنشأ عدد من الشبان والشابات مشروع "بدار" للزراعة العضوية في بلدة مرياطة شمالي لبنان، بهدف العمل والإنتاج وكسر النظام الاقتصادي الريعي القائم على الاستيراد من الخارج وإهمال مصادر الإنتاج الداخلية.

يقول إيلي خوري أحد أفراد مشروع "بدار" وهو خريج جامعي - اختصاص اقتصاد وعلوم اجتماعية إنه "كان يعمل بالدراسات الاجتماعية والاقتصادية، أما الآن فهو يعمل في زراعة الأرض إلى جانب أصدقائه، مضيفا أنه لم يكن يعلم عن الزراعة إلا القليل".

ويشير إلى أنهم "بدؤوا بالعمل على المشروع بعد الأزمة الاقتصادية، بناء على اقتراح أحدهم ونتيجة مرورهم السنة الماضية بوضع نفسي واقتصادي صعباً جدا".

 

مشروع "بدار" الزراعي الشبابي ... الجانب الإيجابي للانهيار الاقتصادي في لبنان

ويوضح إيلي أن "فكرة الزراعة غير قائمة فقط على المدخول بل هو منطق، كونهم كانوا يعيشون في ظل اقتصاد ريعي أوصلهم إلى مرحلة استسهال كبيرة باستهلاك المنتجات الزراعية المستوردة وزهيدة الثمن، معبرا عن شعورهم بأنهم كانوا جزءا بسيطا من النظام السائد وذلك من خلال إهمال الأرض وزراعتها واعتمادهم على المطاعم والعقارات وغيرها".

ويطمح أعضاء "بدار" أن "يتطور مشروعهم ليصبح تعاونية، في حين أن ما يقومون به هو نموذج من ضمن عشرات النماذج التي تنشأ في لبنان والتي تعطي جرعة من التفاؤل في زمن الانهيار".

وعن تفاصيل المشروع تقول ماري جوزيه، وهي أحد المشاركين في "بدار" إن "الأرض كانت مهملة لعشرين عاما، لذلك واجهوا صعوبة كبيرة لاستصلاحها بسبب القصب الذي كان يغطي 25% من مساحة الأرض بالإضافة إلى أعشاب برية في الجزء المتبقي، وقد بذلوا جهدا لجعلها صالحة للزراعة".

وأضافت "المزروعات جميعها عضوية بلا أسمدة ومبيدات كيميائية نظرا لعدم توفر الماديات وحرصاً على التوازن البيئي وصحة الإنسان".

وعن المنتجات المتواجدة داخل الأرض تقول إنهم "حصدوا السلة الأولى منذ نحو أسبوع، ليباشروا فورا بزرع سلة أخرى لحصدها بعد قرابة شهر أو حسب نضوج الخضار"، مشيرة إلى أن "السلة صنعت من القصب الذي كان متواجدا في الأرض تشجيعا للزبائن وللحد من استعمال الأكياس البلاستيكية".

وتحتوي الأرض على عدد كبير من الأصناف الزراعية كالشمندر، البصل الأخضر، جرير، فجل، فول، بازيلا، شاي أحمر، حبق، نعنع، زعتر، الثوم، بروكولي، قرنبيط، خس وخس ايطالي وبطاطا.

وتختم ماري أن "الفريق يكافح بطريقة بيولوجية لتجنب الأسمدة الكيميائية، وقد استحدثوا حفرة في الأرض لوضع مخلفات الخضار والنباتات الضارة بهدف تحويلها إلى سماد عضوي لاستعماله فيما بعد".

مناقشة