تهديدات مشتركة... أنقرة وطهران تجدان "الطريقة الوحيدة" لمواجهة واشنطن

أجرى الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اتصالا هاتفيا، بنظيره التركي، رجب طيب أردوغان، توصلا فيه لطريق وحيد من أجل مواجهة عقوبات واشنطن، والتي وصفوها "بالتهديدات المشتركة".
Sputnik

وأثناء الاتصال أكد الطرفان على أهمية التصدي للإجراءت الأمريكية الأحادية في المنطقة، وضرورة تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات كافة.

وقال روحاني، حسبما نقل عنه موقع الرئاسة الإيرانية، اليوم الأحد "نؤكد على ضرورة التعاون بين إيران وتركيا في التعامل مع التهديدات المشتركة في المنطقة.. وإن الطريقة الوحيدة لمواجهة الإجراءات الأحادية الأمريكية هي وحدة الدول وتعاطفها مع بعضها البعض".

من جانبه، شدد أردوغان على "أهمية تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، واجتماع  لجنة مشتركة بين البلدين، وتوسيع العلاقات التجارية، لا سيما من خلال استخدام القدرات التجارية والتعاونية التفضيلية، وإجراء محادثات فعالة لتعزيز السلام والأمن في المنطقة".

وشدد على "استخدام الحلول الدبلوماسية واستغلال البيئة الدولية الإيجابية والملائمة لحل المشاكل ورفع العقوبات الأمريكية الجائرة على إيران".

وحول الملف السوري، أكد الرئيس الإيراني، على "ضرورة استمرار المفاوضات بين الدول الثلاث الضامنة لمسار أستانا لحل الأزمة السورية".

أسلحة تعرض لأول مرة في "آيديكس".. افتتاح أكبر جناح عسكري تقني روسي في العالم
وكانت الدول الضامنة لمسار أستانا حول تسوية الأزمة السورية، أكدت في ختام أعمال الجولة الخامسة عشرة من المباحثات عزمها على محاربة الإرهاب بجميع أشكاله وإعاقة المخططات الانفصالية الهادفة إلى تقويض سيادة سوريا وسلامتها الإقليمية وتهديد الأمن القومي لدول الجوار إضافة إلى إدانتها الهجمات الإسرائيلية العسكرية المتكررة على سوريا.

وجاء في البيان الختامي المشترك، الأربعاء الماضي "تم بحث الوضع في منطقة خفض التصعيد بإدلب بالتفصيل والتأكيد على ضرورة الحفاظ على الهدوء "على الأرض" من خلال التنفيذ الكامل لجميع الاتفاقات القائمة بشأن إدلب".

وأضافت الدول الثلاث في بيانها في ختام الجولة الخامسة عشرة من المباحثات والتي جرت على مدى يومين في مدينة سوتشي الروسية. "تم بحث الوضع في شمال شرقي سوريا والاتفاق على أن تحقيق الأمن والاستقرار على المدى الطويل في هذه المنطقة لا يمكن ان يتم إلا على أساس الحفاظ على سيادة البلاد وسلامة أراضيها. والتأكيد على رفض جميع المحاولات لخلق واقع جديد على الأرض، بما في ذلك مبادرات الحكم الذاتي غير المشروعة بذريعة مواجهة الإرهاب، ومعارضة المخططات الانفصالية في نهر الفرات، الهادفة إلى تقويض وحدة سوريا وتهديدها للأمن القومي للدول المجاورة".

موسكو تعلق على التقارير الإعلامية المرتبطة بتسليم لقاحات روسية إلى دمشق
وعن عودة طهران للالتزام بالاتفاق النووي، قال روحاني إن رفع العقوبات من قبل الولايات المتحدة هو مطلب قانوني ومعقول لطهران، وهو ما تم التأكيد عليه مرارا، لافتًا إلى أن طهران ستعود للالتزاماتها بالاتفاق النووي بعد رفع العقوبات.

وأضاف أن "استراتيجية إيران واضحة، كما أعلناها مرارا، سيكون الإجراء مقابل الإجراء".

هذا وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أكد مجددا أن بلاده سوف تزيد من مستوى تخصيب اليورانيوم بنسبة أكثر من 20% في حال لم ترفع الولايات المتحدة عقوباتها عنها، وشدد على أن طهران لن تسمح بالتفتيش المفاجئ على منشآتها النووية من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمجرد وقف العمل بالبروتوكول الإضافي للاتفاق النووي الموقع عام 2015.

وقال ظريف، في مقابلة مع قناة (برس تي في) الإيرانية اليوم الأحد، إن الاتفاق النووي صلب ولن تكون هناك مفاوضات جديدة بشأنه، مؤكدا أن سياسة الولايات المتحدة بشأن الضغط على إيران لم تتغير مع قدوم الرئيس جو بايدن.

أسلحة تعرض لأول مرة في "آيديكس".. افتتاح أكبر جناح عسكري تقني روسي في العالم
وتابع: "على الأمريكيين تقديم ضمانات على أن ما حدث خلال السنوات الأربع الماضية لن يتكرر"، مضيفا: "لم يتغير أي شيء منذ قدوم بايدن والضغط الأمريكي ضد إيران مازال مستمرا"، وأكد أن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على العودة إلى الاتفاق النووي إلا بعد رفع كامل عقوباتها المفروضة على إيران".

واستطر ظريف قائلا: "لن نسمح للوكالة الدولية بالحصول على تسجيلات كاميرات المراقبة الموضوعة في المنشآت النووية بعد وقف العمل بالبروتوكول الإضافي وإيقاف كاميرات الأونلاين". وذلك في وقت أكدت فيه طهران أنها سوف توقف العمل بالبروتوكول الإضافي الملحق بالاتفاق النووي يوم الثلاثاء المقبل حال عدم رفع العقوبات الأمريكية.

كما حذر من تسريب معلومات في الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول برنامج إيران النووي، داعيا إلى "الحفاظ على السرية"، على حد تعبيره.

وأكد ظريف مجددا أن طهران ستزيد من نسبة تخصيب اليورانيوم لأكثر من 20% بما يتجاوز المنصوص عليه في الاتفاق النووي، في حال لم ترفع واشنطن عقوباتها أيضًا، مؤكدا أن بلاده لا تسعى، في الوقت ذاته، لتطوير أسلحة نووية.

عربات حديدية ذات تكوين فريد... تقارير أمريكية تشير لنشاط يورانيوم شتوي في كوريا الشمالية
وشدد وزير الخارجية الإيراني على أنه، "وفقا لقانون البرلمان الإيراني، فإننا سنواصل سياساتنا ونرفع من مستوى التخصيب إذا لم ترفع أميركا العقوبات، وخلال شهرين سنقوم بتخصيب بنسبة أكثر من 20%، والآن نمتلك 4 آلاف كيلوغرام من اليورانيوم المخصب".

وأمهلت إيران الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن حتى الثلاثاء المقبل لرفع العقوبات التي فرضها عليها سلفه دونالد ترامب عقب إعلانه، في أيار/مايو 2018، انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، وإلا ستوقف التفتيش المفاجئ الذي تجريه الوكالة وفقا للاتفاق النووي.

وفيما تدعو الولايات المتحدة إيران للعودة للامتثال للاتفاق كشرط للتراجع عن انسحابها، تؤكد طهران أن تخفيض التزاماتها تم وفق بنود الاتفاق، وأنها لن تعود للالتزام بالبنود قبل قيام الولايات المتحدة بذلك.

مناقشة