واقع يعكسه الشارع... إلى أي مدى وصل الخلاف المغربي الجزائري

انعكست حالة التوتر الحالي بين المغرب والجزائر على المستوى الشعبي وباتت تلاحظ بشدة عبر وسائل الإعلام في البلدين.
Sputnik

وتتسم المواقف الرسمية من البلدين بالجمود منذ فترة طويلة، خاصة فيما يتعلق بفتح قنوات للحوار في القضايا الخلافية بين البلدين وعلى رأسها قضية "الصحراء".

ولم تهدأ وتيرة تبادل الاتهامات على المستوى الرسمي بين البلدين، ففي حين يرى المغرب أن الجزائر تقف ضد وحدة أراضيه وتناصبه العداء فيما يتعلق بقضية الصحراء، ترى الجزائر أن تمسكها بحق "البوليساريو" في تقرير المصير يتفق مع القانون الدولي ومسار القضية.

بينها المغرب... الجزائر تكشف عن "حرب قذرة" تنطلق من 5 دول ضدها

"عدو إسرائيلي"

عضو البرلمان الجزائري عبد الوهاب بن زعيم يوضح في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن حديث بعض المسؤولين من الجانب المغربي بأن الجزائر هي بلد عدو للشعب المغربي هو ما يؤجج حالة الخلاف الموجود.

ويتابع البرلماني الجزائري: "نحن أتعبنا جيراننا بهذه التهم الموجهة، وكما قلت لك سابقا نحن دائما مع المغرب في حالة دفاع، لم نتعرض له أبدا، لا بالكلام ولا بالفعل عكس ما يفعله".

وأضاف بن زعيم "منذ أن وضع المغرب يده في يد إسرائيل، ومكنها من ترابه وبحره وسماه، ومكنها من اقتصاده، بات من صعب جد أن يغفر الشعب الجزائري ذلك، وأن يقبله أو يغض الطرف عنه".

ومضى البرلماني الجزائري بقوله: "سنبقى في حالة يقظة مستمرة على كافة المستويات، خاصة وأن الشقيق المغربي يستقوى بإسرائيل لمحاولة زعزعة استقرارنا، لكن جيشنا بالمرصاد وشعبنا يدعمه، بعد أن أصبحت القضية تتعلق بعدو إسرائيلي على حدودنا".

وبشأن إمكانية الحوار بين البلدين مضى بن زعيم بقوله: "إذا تراجع المغرب عن اتحاده مع إسرائيل سيجد الشعب الجزائري إلى جانبه لدعمه، لكن عكس ذلك لا أرى سوى عدو إسرائيلي أمامنا".

إسطوانة مشروخة

على الجانب الآخر، نفى البرلماني السابق والقيادي بحزب العدالة والتنمية الحاكم في المغرب عبد العزيز أفتاتي، وجود أي "تصعيد شعبي" من جانب بلاده، "ونفس الأمر بالنسبة للمكونات الشعبية الجزائرية الشقيقة".

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "قد تكون جهات نافذة عندهم تسعى كعادتها لتحويل الانتباه عما يجري داخليا، بتدوير إسطوانة مشروخة تروم حشد مشاعر الاستعداء اتجاه المغرب".

ومضى بقوله: "لكن هذا لم يعد ممكنا، ولن ينطلي على أحد بحكم الوعي".

وبحسب العديد من التصريحات السابقة لمسؤولين في المغرب، فإن خطوة استعادة العلاقات مع إسرائيل لا تمثل أي تغير في سياسة المملكة تجاه القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية.

في المقابل ترى الجزائر أن مثل هذه الخطوة تمثل تهديدا للجزائر بشكل مباشر، حيث سبق وتحدثت الجزائر عن تهديدات على حدودها وأعلنت عن استعداد قواتها في أي وقت، وهو ما حمل إشارات غير مباشرة لما أشار له النائب الجزائري في حديثه.

دعوات مغربية على مواقع التواصل لقطع العلاقات مع الجزائر... والسبب فضائية

وفي فبراير/شباط 2021 توجهت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي الجزائري، بكلمة إلى جميع أفرادها بمختلف رتبهم في الذكرى الثانية "للحراك الشعبي" دعتهم فيها إلى التلاحم وتقوية الروابط مع الشعب الجزائري.

ودعت القيادة العليا الجيش الجزائري "بأن يكون حصنا منيعا لصد كل ما من شأنه تعريض الجزائر "لأخطار غير محسوبة العواقب" وصد أولئك الذين يريدون جر الجزائر إلى الخراب مع التركيز على حماية أمنها واستقرارها أمام التهديدات المحدقة بالبلاد من هنا وهناك"، وفقا لما نقلته صحيفة "الشروق" الجزائرية.

وفي الثامن من فبراير/ شباط الماضي دعت المملكة المغربية، الجزائر إلى تحمل المسؤولية السياسية في قضية "الصحراء".

وقال ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج، إن الجزائر عبأت في الأسابيع الأخيرة كل مؤسساتها الرسمية للإدلاء بتصريحات حول الصحراء المغربية، وأصبحت تُوليها أهمية أكبر من شؤونها الداخلية وحتى قضية فلسطين.

والشهر الماضي، نقلت صحيفة "هسبريس"، عن بوريطة، في ندوة صحفية عقدها بالعاصمة الرباط، إن الجزائر تعتبر قضية الصحراء المغربية قضيتها الوطنية الأولى، وعبأت كل المؤسسات الرسمية للإدلاء بتصريحات وصل عددها مؤخراً إلى حوالي 50 تصريحا، صادرة عن الحكومة ورئاسة الجمهورية والجيش والأحزاب والبرلمان والأئمة.

ومنذ انطلاق دعوات على مواقع التواصل إلى قطع العلاقات مع الجزائر، رداً على ما اعتبر "إساءة" من قبل قناة "الشروق" الجزائرية (خاصة)، إلى شخص الملك محمد السادس، ما زال التصعيد الشعبي يمثل طبيعة الحالة التي وصل إليها الشارع في البلدين.

وكانت القناة الجزائرية وفي برنامج "ويكند ستوري"، في 13 فبراير/شباط الماضي، قد جسدت شخصية الملك محمد السادس على شكل دمية كرتونية، في وجود نائب عن الحزب الحاكم في الجزائر.

مناقشة