بعد 9 أعوام على تهجيرهم... "سبوتنيك" تواكب عودة أهالي ريف اللاذقية لمنازلهم... صور

عاد اليوم أهالي قرى وبلدات (زينزف وبيت عيوش وريانة والسرايا) التابعة لناحية قسطل معاف في ريف اللاذقية الشمالي، لتفقد منازلهم المدمرة في معظمها بعد تسعة أعوام على مغادرتها بسبب الجماعات المسلحة.
Sputnik

أكدت مراسلة "سبوتنيك" في اللاذقية أن عودة أهالي القرى والبلدات المحررة جاءت بعد قيام وحدات من الجيش السوري والروسي بتطهيرها من المخلفات الخطرة والمفخخات، التي زرعتها التنظيمات الإرهابية قبل دحرها من هذه المنطقة القريبة من خطوط التماس، وبعد إطلاق محافظة اللاذقية شارة البدء لعملية العودة وتأمين الخدمات اللازمة والضرورية للقرى.

وأضافت أن مشاعر مختلطة شعت بها وجوه الأهالي لدى رؤيتهم منازلهم لأول مرة منذ هجروها بثيابهم، سعادة تغمرهم بعودتهم إلى قراهم بعد هذه سنوات، وملامح الحزن على وجوههم وهم ينظرون لحجم الدمار، الذي خلفه الإرهابيون في منازلهم المثقلة بتلك المشاهد الدموية، التي لا زالت عالقة في ذاكرتهم، حين سالت دماء ذويهم وجيرانهم.

نادر أحد المواطنين العائدين قال لـ "سبوتنيك": "لا يهم الدمار والخراب الذي خلفه الإرهابيون، فنحن سنعيد إعمار منازلنا بمساعدة الجهات الخدمية في المحافظة"، ويضيف: "المهم أننا عدنا إلى قرانا فقد لوعنا الشوق إلى حجارتها وزواياها وإلى أراضينا، التي أصبحت بوراً بعد تهجيرنا عنها".

على الطريق المؤدي إلى منزله، عاجل شادي الحزن الذي يتوقعه عند رؤية ما حل بمنزله، في لحظة عاطفية طفق ينشد: "معاود ع الضيعة يا أمي.. اشتاقت للزرع زنودي.. ويا سنابل لا تهتمي راجعلك الحاصودي".

ويضيف لـ"سبوتنيك": "سنعود إلى منازلنا وأراضينا، سنبني ونزرع ونجني، ونعيد إعمار هذه القرى مجدداً بالمحبة والعمل المشترك".

وتشارك الأهالي في رؤاهم بأن إعادة الحياة إلى هذه القرى يتطلب إعادة ترميم للمنازل والبنى التحتية من مدارس، مياه شرب - مياه ري- كهرباء- هاتف.

بدوره، أكد محافظ اللاذقية إبراهيم خضر السالم، مباشرة المؤسسات الفنية في المحافظة بكافة مديرياتها الخدمية العمل على تأمين مقومات الحياة وإعادة جميع الخدمات خاصة الأساسية منها، من أجل تأمين الحياة الكريمة لأهالي القرى المحررة من الإرهاب.

وكشف السالم عن تشكيل لجنة من المجتمع المحلي والأهالي للمساهمة في إدارة تنسيق الأعمال الإسعافية مع الجهات الخدمية، وأضاف: "الكل شريك بإعمار المنطقة، ودور متكامل بين الجهات كافة لترتيب عودة الأهالي إلى منازلهم وأراضيهم".

وكانت المجموعات الإرهابية اجتاحت قرى (قسطل معاف) بريف اللاذقية الشمالي عام 2012، حيث ارتكب مسلحوها سلسلة من أبشع المجازر، التي شهدتها سوريا خلال السنوات العشرة الماضية.

ومع تردد أصداء تلك المجازر، فر ما بقي من السكان الأحياء إلى المناطق الآمنة في مدينة اللاذقية وبقية المدن السورية الأخرى.

وفي عام 2015، تمكن جنود الجيش السوري، وبمشاركة مباشرة متعددة الأشكال للقوات الروسية، من تحرير المنطقة من قبضة الإرهابيين وبسط السيطرة عليها وتطهيرها من مخلفات الإرهابيين، ليتمكن الأهالي اليوم من العودة لمنازلهم آمنين.

مناقشة