بزراعة الأشجار... هل ينجح الأردن في مواجهة ظاهرة التصحر؟

في ظل اعتبارها من أكثر الدول فقرا في مصادر المياه، تحاول المملكة الهاشمية الأردنية مواجهة ظاهرة التصحر التي تقترب من مناخها، عبر تكثيف زراعة الأشجار.
Sputnik

تشير الأبحاث إلى أن "التصحر من أهم المشاكل البيئية التي تهدد الأردن، حيث تتخطى نسبة المساحة المتصحرة في الأردن حاجز الـ 81%، من المساحة الكلية، فيما تمثل المساحة المهددة بالتصحر ما يقرب من 16%".

وزير أردني: أحب رؤية جميع طرق البلاد مثل الصحراوي
ويسعى الأردن إلى زيادة الغطاء الحرجي من خلال مشروع لزراعة عشرة ملايين شجرة خلال عشر سنوات، بعدما فتكت الحرائق والتغير المناخي بمساحات خضراء واسعة في المملكة.

مواجهة التصحر

بدوره قال مدير مديرية حماية الطبيعة في وزارة البيئة بلال قطيشات: "لا نسعى لزراعة جميع المناطق، فلكل منطقة خصوصيتها وطبيعتها، نعمل على إعادة تأهيل المناطق القابلة للزراعة لتكون خضراء".

ويشير لفرانس برس إلى أن مشروع التحريج الوطني "ضروري جدا لتعويض ما نفقده من أشجار نتيجة الحرائق والتغير المناخي".

ويوضح قطيشات أن "معظم مساحة الأردن طبيعة صحراوية، والغابات تشكل أقل من واحد في المئة، من الضروري أن نعوض ما نفقده من أشجار ونزرع مساحات أوسع لمواجهة التصحر".

متابعة مطلوبة

"الزواج الأخضر"... مبادرة اجتماعية بيئية في الأردن
قالت الدكتورة غيداء العبداللات، الباحثة الأردنية في مجال المياه والبيئة، إن "زراعة الأشجار بات عملًا متداولًا بحيث تقوم وزارة الزراعة بهذا الأمر بشكل مستمر، ولكن للأسف أغلب الأشجار لا تنجح".

وأضافت في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "الأشجار منذ البداية تحتاج إلى رعاية كبيرة لتساعدها على النمو والنجاح، بحيث تنمو وتترسخ الجذور بشكل يسمح باستمرار تواجد هذه الأشجار".

وتابعت: "في حال تمت زراعة الأشجار ورعايتها بهذه الطريقة، من الممكن أن تساعد هذه الأشجار في منع انجراف التربة، وهو ما يؤدي إلى مواجهة ظاهرة التصحر بشكل عام".

وأكدت أن "الأزمة تحتاج لمتابعة، وزراعة الأشجار بأعداد كبيرة دون رعاية أو متابعة لن تجد نفعًا".

خطة وطنية

من جانبه قال الدكتور نضال الطعاني، عضو مجلس النواب الأردني السابق، إن "الأردن من الدول التي تعاني شحًا كبيرًا في مصادر المياه، وتعد من أكثر الدول فقرًا في المياه".

بعد تحذيرات دولية... كيف يستعد الأردن لمواجهة كارثة عجز المياه المحتملة؟
وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "التقارير تشير إلى التغير المناخي الحاد في الأردن، حيث تتراجع معدلات سقوط الأمطار من 15% إلى 21% من كمية الأمطار التي تسقط سنويًا".

وتابع: "وذلك بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، وموجات الحرارة التي تمر على الأردن تدل على أن ظاهرة التصحر تقترب سنويًا بمعدل يقترب من الـ 10 كيلو متر".

وأكد أن "هذه التغيرات المناخية تؤكد أن الأردن يقترب من التصحر، وأن لا بد من وجود خطة وطنية شاملة لمكافحة التصحير والتغييرات المناخية، وذلك عن طريق تشجير المناطق، بشرط اختيار أنواع الأشجار المناسبة لكل منطقة، بحيث تتحمل درجات الحرارة المرتفعة وقلة سقوط الأمطار".

وأشار الطعاني، إلى أن "هذه الاستراتيجية يمكن أن تساهم في تحقيق الاستدامة البيئية للأردن وإبقاء مناخها ضمن الحدود الطبيعية التي تؤدي إلى استمرار المناخ المعتدل، والابتعاد بشكل تدريجي عن التصحر الذي يلاحق البلاد".

وشارك 150 شخصا في إطلاق المشروع الذي بدأ بزراعة 30 ألف شتلة خروب وكينا في كفرنجة في محافظة عجلون.

البحوث الزراعية الأردنية تطلق تحذيرا من نبات سام قد يؤدي للموت
ويهدف المشروع لزراعة عشرة ملايين شجرة في المملكة خلال عشر سنوات، وقد بدأ تنفيذه في 11 فبراير بزراعة 30 ألفا في كفرنجة، و30 ألفا أخرى في الكرك ومثلها في الطفيلة.

ويذكر أن غابات الأردن تتعرض كل عام تقريبا لحرائق تنتج غالبا عن ارتفاع الحرارة صيفا، أو بسبب إهمال المتنزهين الذين يشعلون النار أو يلقون بأعقاب سجائرهم.

وسجلت وزارة الزراعة 499 حريقا خلال عام 2020 في مناطق حرجية وغابات.

والتهم حريق في عجلون في اكتوبر 2020 نحو 500 دونم تضم أشجار زيتون وأخرى حرجية، وفي غابة في محافظة جرش عام 2019 على 800 دونم مزروعة بمحاصيل مختلفة.

وتشكل الغابات أقل من واحد بالمئة من مساحة الأردن البالغة 89 ألفا و342 كيلومترا مربعا. كما تضم المملكة 23 مليون شجرة مثمرة، نصفها تقريبا من أشجار الزيتون.

مناقشة