مجتمع

هل تصبح "أور الكلدانيين" الأثرية مركزا للحج؟

بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، إلى العراق، قدمت نسخة مُعاد بناؤها من بيت "النبي إبراهيم" في أور الكلدانيين في العراق، ظهر سؤال منطقي حول آفاق تطوير سياحة الحج في المدينة العراقية القديمة.
Sputnik

لماذا أور تحديدا؟

وفقًا للتسلسل الزمني التوراتي، وُلد "النبي إبراهيم" أو "آبراهام" منذ أكثر من ألفي عام في أور الكلدانيين، وهو أب جميع المؤمنين بالديانات الإبراهيمية.

واحتفالا بالزيارة التاريخية للبابا فرنسيس إلى العراق، قام النحات المحلي أحمد حسن، بعد التشاور مع طاقم المتحف العراقي للحضارة، بإنشاء نموذج لإعادة إعمار منزل "النبي إبراهيم" والذي عاش فيه قبل ذهابه إلى فلسطين.

في هذا الصدد، تشير زيارة رئيس الكنيسة الرومانية إلى آفاق جديدة للعراق في تطوير مركز كبير للحج، يمكن أن يقصده معتنقو اليهودية والمسيحية والإسلام.

فوائد للاقتصاد

نظرا لأن "الوطن التاريخي" للنبي إبراهيم هو مكان تبجيل مشترك، فإن تطوير أور كمركز للسياحة الدينية سيجذب عددا كبيرا من الحجاج، ما سيحقق دخلا مثيرا للإعجاب للاقتصاد العراقي الضعيف.

علاوة على ذلك، فإن تطوير مثل هذا المركز سيزيد من تنوع الاقتصاد العراقي، الذي تشكل عائدات إنتاج النفط وبيعه 90% من إيراداته. فحتى لو تمكنت السياحة من كسب جزء صغير على الأقل من هذه العائدات، فسيكون هذا بالفعل نجاحا حقيقيا.

ومع ذلك، من أجل تطوير مركز الحج، سيكون هناك حاجة إلى بنية تحتية متطورة إلى حد ما، والتي لا يزال عراق ما بعد الحرب يعاني من مشاكل خطيرة. من ناحية أخرى، ستحتاج بغداد أولا إلى الكثير من الاستثمار حتى تتمكن أور من استقبال الحجاج بشكل طبيعي.

إضافة إلى أن تطوير مركز كبير للسياحة والحج يشكل فرصة للعراق لاستعادة البنية التحتية، أولاً في أور، وثانيا على طول الطريق من بغداد إلى أور، مع إنفاق الحد الأدنى من الموارد الداخلية.

ومن المتوقع أنه بعد زيارة البابا، سيكون هناك مستثمرون مستعدون للقيام بالضخ النقدي اللازم. لكن يجب ألا يغيب عن الأذهان أن العراق لا يزال ضعيفا جدا لاستقبال آلاف السياح أو الحجاج في المستقبل القريب.

 فلا توجد حاليا بنية تحتية جيدة ونظام أمني مستقر وطرق متطورة. وسيكون من الممكن تحقيق المستوى المطلوب، إذا كانت هناك استثمارات، ولكن ليس على المدى المتوسط. ومع ذلك، فإن أور لديها كل الفرص في غضون سنوات قليلة لتصبح، إن لم تكن القدس الثانية وفقًا لتدفق الحجاج، فستكون الخليل الثانية بالتأكيد.

مناقشة