عبر البريد... هل تنجح الضغوط الفلسطينية في إقناع إسرائيل بمشاركة أهالي القدس بالانتخابات؟

مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية، تسعى القيادة الفلسطينية في الضغط لإقناع إسرائيل بالموافقة على مشاركة المواطنين الفلسطينيين في القدس الشرقية بالمشاركة.
Sputnik
وقال نبيل شعث، الممثل الخاص للرئيس الفلسطيني، إن "اقتراع فلسطينيي مدينة القدس الشرقية في الانتخابات القادمة، سيكون عبر مكاتب بريد إسرائيلية وبتوافق دولي، وذلك للمرة الأولى بعد الاعتراف الأمريكي بالقدس، عاصمة لإسرائيل أواخر 2017".

وأكد مراقبون بأن "التعنت الإسرائيلي لن يصب في صالحها، خاصة في ظل التوافق الأوروبي والدولي على ضرورة مشاركة أهالي القدس في الانتخابات، كما حدث في الانتخابات السابقة".

انتخابات عبر البريد

وأكد شعث حصول توافق دولي لأسلوب عقد الانتخابات في القدس الشرقية، عبر التصويت في مراكز البريد الإسرائيلية، مشيرا إلى أنه "لا توجد مشكلة في آلية الاقتراع إلى الآن، ولا يوجد اعتراض جديد من قبل إسرائيل عليه".

وقال شعث إن: "أي اعتراض إسرائيلي غير مقبول، وسنواجهه بكل السبل".

وأكد شعث بأن المدينة "جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية ومن حق المقدسيين الترشح والانتخاب، وفق القانون الدولي، وغير ذلك يتناقض مع تلك القوانين".

بعد فصله من "فتح"... ناصر القدوة يصدر بيانا لاذعا

معركة قوية

من جهته، قال نائب أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح، فايز أبوعيطة، "إن إجراء الانتخابات في القدس ينسجم مع كل الاتفاقيات الدولية التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية، وراعتها الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي والرباعية الدولية، القدس جزء من أراضي عام 1967، والشعب الذي يسكن القدس فلسطيني ويتبع دولة فلسطين، بالتالي من حقه أن يمارس الانتخاب".

وأضاف  أبو عيطة في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن "المجتمع الدولي بالتأكيد مع إجراء الانتخابات في القدس، مثل ما جرى في الانتخابات السابقة، في عام 1996، وانتخابات عام 2006، وهو ما يأمله الفلسطينيون هذه المرة بأن يشارك القدس انتخابًا وترشيحا في هذه الانتخابات".

وتابع: "هذه الآلية ستواصل السلطة الفلسطينية جهودها من أجل أن يشارك أهل القدس في العملية الانتخابية بشكل كامل، وهذه معركة مع الاحتلال الإسرائيلي، ستكون ساحتها لمجتمع الدولي بما يمتلك من قوة للضغط على إسرائيل لإجبارها بالسماح لأهالي القدس بالمشاركة باعتباره جزء من الشعب الفلسطيني، والقدس جزء من حدود 1967، والتي قبل بها المجتمع الدولي، كجزء من أراضي دولة فلسطين المحتلة".

وأنهى أبو عيطة حديثه قائلا: "نأمل أن ننجح في إشراك أهلنا في القدس بالانتخابات، حتى تكتمل العملية الانتخابية ويشارك فيها كل أبناء الشعب الفلسطيني".

ضغوط دولية

من جانبه قال محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست السابق، إن "هناك أهمية كبيرة جدا لإجراء الانتخابات الفلسطينية بموجب الاتفاق بين الفصائل، وضرورة لأن يشارك أهالي القدس الشرقية فيها".

وأضاف في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أنه "في حال وجود اتفاق أوروبي على مشاركة الفلسطينيين في القدس، بإمكان الاتحاد الأوروبي إقناع إسرائيل بأهمية هذه الخطوة وإن كانت عبر البريد".

وتابع: "في حال عارضت إسرائيل المشاركة لفلسطينيي القدس ستواجه العديد من المتاعب مع أوروبا، ومع المجتمع الدولي، حيث ستكون بذلك هي من عرقلت إجراء انتحابات ديمقراطية للشعب الفلسطيني".

إدانة فلسطينية لفتح التشيك ممثلية دبلوماسية في القدس

وأكد  كنعان أن "الضغط الأوروبي له أهمية كبيرة، وبإمكانه إقناع أمريكا بالضغط على إسرائيل للقبول بهذه الخطوة، لإعطاء الفرصة للمواطن الفلسطيني في القدس الشرقية من المشاركة واختيار ممثليه في المجلس التشريعي القادم".

وقبل أسبوعين أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن، مرسوما رئاسيا لإطلاق الحريات وحظر الملاحقة والاعتقال، لأسباب تتعلق بحرية الرأي وإطلاق سراح المحتجزين بسبب الانتماء السياسي أو الحزبي.

ووجه الرئيس مطلع الشهر الجاري  بتشكيل محكمة قضايا الانتخابات. وجرى تشكيل المحكمة للبت في الطعون المقدمة لإلغاء أو تعديل القرارات الصادرة عن لجنة الانتخابات المركزية.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن "عباس أصدر مرسوما رئاسيا بتشكيل المحكمة برئاسة قاضي المحكمة العليا إيمان ناصر الدين".

كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أصدر، منتصف الشهر الماضي، مرسوما بالدعوة لانتخاب المجلس التشريعي بتاريخ 22 أيار/ مايو، وانتخاب رئيس دولة فلسطين بتاريخ 31 تموز/ يوليو، واستكمال تشكيل المجلس الوطني في 31 آب/ أغسطس من العام الجاري.

مناقشة