انتقادات واسعة للرئيس التونسي بسبب تجاهله الاحتفال بالعيد الوطني

تعرض الرئيس التونسي قيس سعيد إلى انتقادات كبيرة من قبل الشعب التونسي، بعد تجاهله الاحتفال بذكرى عيد الاستقلال الوطني، حيث اعتبره التونسيون "تصرفا مهينا" لرموز الاستقلال وللدولة وشعبها.
Sputnik

وأحيا التونسيون، أمس السبت، الذكرى الـ 65 للاستقلال، في غياب تام لمظاهر الاحتفال التي تعودوا عليها في مثل هذا اليوم من كل عام، ووسط صمت رسمي غير مسبوق، ولو بكلمة تهنئة للشعب عبر التلفزة، الأمر الذي أثار استياء المواطنين، وفقا لما نقله موقع "كابيتاليز" للأنباء التونسية.

واستنكر الحزب الدستوري الحر، اليوم الأحد، عدم تنظيم مؤسسة رئاسة الجمهورية المؤتمنة على تطبيق الدستور لموكب رسمي يليق بهذه المناسبة التاريخية، وطلب منها تقديم توضيحات حول هذا التصرف المهين للشعب وللدولة.

وأكد الحزب الذي تقوده عبير موسي، في بيان، على "ضرورة احترام مؤسسات الدولة للذاكرة الوطنية والقيام بواجب تعريف مختلف الأجيال بتاريخ تونس المجيد عبر الإحياء الرسمي لكافة المناسبات الخالدة".

وقال المدير التنفيذي لحزب "الأمل" رضا بلحاج، إن "تخلّف الرئيس قيس سعيد عن الاحتفال بعيد الثورة في 14 يناير/ كانون الثاني وعيد الاستقلال 20 مارس/ آذار، فيه "تنكر" للدستور الذي انتخب على أساسه"، مضيفا أنّه "يقطع مع ما دأب عليه الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي، الذي حرص على الاحتفال بعيدي الثورة والاستقلال بحضور كل المكونات السياسية والجمعيات وعائلات وضحايا وجرحى الثورة والشخصيات التي ساهمت في تحقيق الاستقلال وبناء الدولة".

واعتبر بلحاج في تدوينة على صفحته الرسمية في "فيسبوك"، أن "ما عاشته تونس أمس سواء من خلال تخلّف الرئيس على إحياء ذكرى الاستقلال أو من خلال الاستعراضات الشعبية التي تمت، هي "محاولات نفي لمكاسب الشعب التونسي وهي الاستقلال والثورة".

ومن جانبه، استنكر الإعلامي سمير الوافي تجاهل الرئيس قيس سعيد لذكرى عيد الاستقلال والاحتفال بها، مقابل احتفاله بعيد الشجرة، وكتب في تدوينة على صفحته بموقع فيسبوك "هذا يوم حزين ومخزٍ ومشين في تاريخ تونس حيث أصبحت فيه قيم ومعاني الاستقلال مهددة ومستهدفة".

وأضاف "رئيس يحتفل بعيد الشجرة ويتجاهل عيد الاستقلال، فلا يهنئ شعبه بكلمة أو احتفالية أو حركة رمزية أو مبادرة، ولا يشعره أن آخر ثرواته وأغلاها حتى في زمن الفقر والإفلاس والبطالة هي الاستقلال، ولا يحترم تاريخ بلاده ودماء الشهداء الذين ضحوا، ويغيب عن اليوم الذي تتفاخر وتتباهى به الأمم في تاريخها، وترفرف فيه الأعلام، ويثير مشاعر العزة والاعتزاز والكبرياء".

فيما اعتبر آخرون، أن غياب مظاهر الاحتفال بذكرى الاستقلال التي تأتي في ظل أزمة سياسية حادّة، كشف عن وجود هوّة بين الشعب المعتز بتاريخه وملاحمه الوطنية وحكام لا يعيرون أي اهتمام يليق بأعياد البلاد الوطنية.

مناقشة