مجتمع

دراسة: سر في حوض النيل بمصر والسودان لديه مفتاح إنقاذ البشرية

كشفت دراسة جديدة عن ميزة فريدة تتمتع بها منطقة حوض النيل في مصر والسودان بشكل خاص وأفريقيا بشكل عام من شأنها أن تقدم الحل لإنقاذ مستقبل البشرية عند حدوث الكوارث العظيمة.
Sputnik

نشرت مجلة علمية دراسة مفصلة حملت عنوان (التعلم من نهر النيل حول هندسة المستقبل المستدام) أشارت من خلالها إلى أهمية هذه المنطقة (حوض النيل في أفريقيا) التي انتفضت عدة مرات في تاريخها وعادت إلى الحياة بعد تعرضها إلى الكثير من الكوارث المناخية القاسية والأزمات.

قزم تحول إلى أضخم مخلوق على الأرض... اكتشاف "حلقة داروين المفقودة"... صور وفيديو
وركزت الدراسة المنشورة في مجلة "ICE Virtual Library"، على القدرات الفريدة التي يتمتع بها سكان منطقة حوض النيل بشكل عام ومصر والسودان بشكل خاص، في التعلم من التجارب المتراكمة للتعامل مع الظروف الجديدة والقاسية المتوقعة، خصوصا أن "أفريقيا لديها تاريخ طويل وناجح في تعلم القدرة على العيش مع المناخات المتغيرة".

ونوهت الدراسة إلى أن "الحضارات العظيمة على طول نهر النيل في مصر والسودان تطورت استجابة لضغوط المناخ" القاسية، لذلك يجب استغلال هذه التجارب للتعلم من تلك الحضارات من أجل تخطي الأزمات الحالية.

وأشارت الورقة البحثية إلى بعض الأسرار التي استفاد منها سكان حوض النيل لتخطي أزماتهم، حيث ركزوا على البنية التحتية بشكل خاص مثل السدود وقنوات المياه.

شعوب مرنة ابتكرت "الأمن الغذائي"

درست الورقة البحثية تاريخ الشعوب المصرية القديمة في الفترة ما بين 6 إلى 4 آلاف عام، حيث تمتعت منطقة شمالي أفريقيا بمناخ رطب وعاشت المجتمعات الزراعية وازدهرت في منطقة تعرف الآن بالصحراء الكبرى. لكن الجفاف الذي تعرضت له كان بمثابة تجربة غنية لتلك المجتمعات، حيث هاجر الناس إلى ضفاف النيل للحصول على المياه.

كاظم الساهر ينتزع لقب "نمبر وان" من محمد رمضان... فيديو
وفي تلك الحقبة حدثت منافسة شديدة على الموارد الطبيعية والمياه الأمر الذي أفرز تقنيات وقواعد اجتماعية جديدة للبقاء على قيد الحياة. "هذا بدوره تطلب حوكمة فعالة. لا تزال الأهرامات التي بنتها ممالك النيل التي نشأت تشكل نصب تذكارية لنجاح تلك المجتمعات في التعامل مع تقلبات المناخ وتغيره".

وبحسب الدراسة "حققت مجتمعات النيل مرونة من خلال الجمع بين الابتكارات الاجتماعية والسياسية مع التغييرات الهندسية في بيئتهم المادية. وتعلموا استخدام فيضانات نهر النيل لري الحقول على طول النهر، والتأكد من أن لديهم دائمًا ما يكفي من الغذاء لتلبية احتياجاتهم"، وهو ما يعرف اليوم بـ"الأمن الغذائي".

المصريون راقبوا النيل وسجلوا الملاحظات

وفر استقرار المجتمعات على ضفاف النيل واعتمادها على الزراعة كمصدر للغذاء من توفير الفرصة المناسبة لدراسة ومراقبة تدفق نهر النيل وتسجيل معلومات حول ذلك بعناية. وبحسب الدراسة، من المتوقع أن المصريين القدماء والمسؤولون قاموا بالتنبؤ بحالة المياه بالاعتماد على السجلات التي وثقت حالة النهر وتمكنوا بذلك من التخطيط لتوفير "الأمن الغذائي" اللازم للاستقرار وتجنب حالات الاضطراب.

وجاء في الدراسة: "بعد قرون، استخدم علماء الهيدرولوجيا سجلاتهم (سكان ضفاف النيل) لتطوير أساليب إحصائية جديدة، والتي لا يزال يستخدمها مديرو الموارد المائية حول العالم لتحليل تدفقات الأنهار غير المتوقعة".

وبينت الدراسة أن المشاكل في تلك المنطقة بدأت في القرن التاسع عشر ، "عندما أصبحت المنطقة تحت السيطرة البريطانية، لم يكن الري بالنيل يغذي الناس فحسب ، بل كان يزود مصانع النسيج البريطانية"، بحسب موقع "theconversation".

عابد فهد وسلوم حداد يخطفان "دب" مسلسل "الهيبة"... فيديو
وحذرت "السلطات الاستعمارية" من أنه ما لم يتم توفير المزيد من المياه بشكل موثوق، فهناك خطر حدوث "انخفاض كبير في الأرباح وزيادة خطر الاضطرابات السياسية". لذلك، تم تكليف مهندسين لبناء المزيد من القناطر والقنوات للسيطرة على الأراضي. وتم بناء سد في أسوان في صعيد مصر، لتخزين ما يكفي من المياه للسماح بزراعة محصولين كل عام.

مصر نفذت مشروعها الضخم

جاء في الدراسة: "عندما حصلت مصر على استقلالها في عام 1952، لم تكن على استعداد لمشاركة أمنها المائي في مشاريع في دول أخرى. لذلك قامت ببناء مشروعها الخاص، السد العالي الضخم في أسوان، الذي تم الانتهاء منه في عام 1970 والذي يخزن ما يكفي من المياه للحفاظ على الإمدادات خلال أسوأ جفاف مر على البلاد سابقا قبل 100 عام".

أظهر تاريخ نهر النيل أن البنية التحتية لإدارة المياه يمكن أن توفر المرونة في مواجهة تحديات المناخ. ويمكن للمشاريع الهندسية على طول نهر النيل أن توفر مصادر طاقة نظيفة بالإضافة إلى خلق فرص جديدة لاستصلاح الأراضي الزراعية، بالاعتماد على تجارب شعوب حوض النيل القديمة.

مناقشة