أنباء ضللت المصريين والعالم بشأن حادث قناة السويس

ضجت وسائل الإعلام العالمية، على مدار 6 أيام، بداية من 23 مارس/ آذار، بالأنباء والتقارير حول السفينة "إيفر غيفن" التي علقت في مدخل قناة السويس من الجهة الجنوبية، متسببة في تعطيل خطوط الملاحة العالمية.
Sputnik

وبالتزامن، تفاعلت وسائل التواصل الاجتماعي مع الحادث عبر نشر الأخبار والتعليق عليها وحتى السخرية منها، بيد أن كثيرا من هذه الأنباء التي تداولها مستخدمو المنصات الإلكترونية، لم تكن دقيقة.

ولعل أبرز هذه الأنباء، والذي كان أول خبر كاذب ينشر حول الحادث، هو تسبب أول قبطانة مصرية به، الأمر الذي ينافي حقيقة أن هذه السيدة لا تعمل على متن السفينة المملوكة لشركة يابانية وتستأجرها أخرى تايوانية، وعلى أي حال، فقد نفت القبطانة بنفسها ذلك.

بالتزامن مع ذلك، تداول مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو للحظة جنوح السفينة "إيفر غيفن" والذي يظهر شخصا يصور من داخل مقصورة قيادة لما يبدو أنها ناقلة مواد نفطية، ويتجه صوبها سفينة حاويات ضخمة.

ينتهي الفيديو باصطدام بسيط بين السفينتين. لكن في الحقيقة هذا ليس له علاقة بحادث "إيفير غيفن" ويعود لحادث آخر وقع في القناة عام 2018، كما أن الحادث الأخير لم يشهد أي وقائع تصادم ولكن انحرفت السفينة عن مسارها لتصطدم بحائط القناة وتعلق مقدمتها به.

في اليوم التالي للحادث، تداول مستخدمو منصات التواصل الاجتماعي من المصريين خبرا غير دقيق حول الأزمة، يحتوي صورة للرئيس عبد الفتاح السيسي وعليها شعار "سي إن إن بالعربية" يقول إنه "بعد تدخل من الرئيس المصري، عادت الملاحة إلى طبيعتها في القناة".

السيسي يكشف كيف أدار أزمة السفينة الجانحة وماذا قال لرئيس هيئة القناة... فيديو

لم تصدر أية تعليقات بهذا الشكل، كما أن القناة لم تفتح فعليا قبل يوم الاثنين 29 مارس/ آذار، بعد تحريك السفينة العالقة. وقال السيسي، أمس الثلاثاء، إنه كان يتابع مع رئيس هيئة قناة السويس تطورات الوضع وأخبره أن سمعة مصر رقبته.

وأشار إلى أنه كانت هناك سيناريوهات عرضت لحل الأزمة وكانت الهيئة جاهزة لها جميعا، مع ترقب حدوث المد للمساعدة في عملية التكريك وتعويم السفينة، ولم يتحدث الرئيس أي شيء له علاقة باستخدام قاطرتين جديدتين تحملان الاسم "تحيا مصر" كما أشيع.

من بين الأنباء الزائفة (الساخرة) التي تزامنت مع الحادث، كان إرجاع أسبابه إلى "لعنة الفراعنة"، لأنه وقع (بجانب حوادث آليمة أخرى) قبيل حدث نقل المومياوات الملكية المقرر في الثالث من الشهر المقبل.

وعلق العالم الأثري والوزير المصري الأسبق، زاهي حواس، بالقول إنه لا يوجد شيء اسمه لعنة الفراعنة، وأن موت بعض العلماء بعد فتح المقابر الأثرية في الماضي كان بسبب وجود جراثيم سامة في الغرفة الموجود بها المومياوات المحنطة لآلاف السنين، وبعد فترة تحسن الأسلوب في التعامل مع فتح المقابر.

مقطع آخر جرى تداوله، يظهر مشهدا جويا لصفوف كبيرة من السفن المتراصة في عرض، قيل إنه للناقلات التي تنتظر إعادة فتح قناة السويس للعبور. لكن هذا المشهد وجد منشورا عبر "إنستغرام" قبل شهر تقريبا، حيث قال ناشروه إنه في بنغلادش ويظهر سفنا أصغر حجما ولا يبدو أنها تحمل بضائع.

أيضا انتشرت صورة ليخت فاخر عملاق، مزود بطائرة هليكوبرت وقارب صغير، ويرفع أعلام تركيا، قيل إنه سفينة إنقاذ تحمل الاسم "نينه هاتون"، وأن تركيا تبدي استعدادها لإرساله من أجل سحب السفينة الجانحة.

الاسم الصحيح هو "نينه خاتون" وهي أقوى سفينة استجابة للطوارئ في تركيا، وبالفعل اقترحت الحكومة التركية استخدامها في مساعدة مصر لإعادة تعويم "إيفر غيفن"، لكن الصورة المتداولة ما هي إلا مجسم خيالي ليخت فاخر، وحتى الأعلام الموضوعة عليه غير حقيقية، ولا علاقة لها بالشكل الحقيقي للسفينة التركية.

في أثناء العمل على تحرير مقدمة السفينة العالقة، نشرت هيئة قناة السويس صورًا ومقاطع فيديو للجهود المبذولة، وكان من بينها صورة لجرافة تزيل الطين قرب المقدمة، والتي بدت ضئيلة للغاية مقارنة بالسفينة، ما أثار موجة من المنشورات الساخرة.

لكن الأمر تطور عندما رُكّبت هذه الصورة على إطار غلاف مجلة "التايم"، وكتب عليها "شخصية العام" في إشارة إلى الجرافة، وبالطبع كان ادعاء زائفا.

مناقشة