محام يتبرع بمنزله الفخم ليتامى الحرب شرقي سوريا... فيديو وصور

في بادرة تختزل معاني التضامن والتكافل الاجتماعي، تبرع أحد المحامين السوريين في مدينة القامشلي شمال شرقي البلاد ببيته الخاص لتحويله إلى أول دار لرعاية الأطفال ممن حولتهم الحرب، التي تعيشها البلاد منذ عشرة أعوام، إلى أيتام.
Sputnik

وقال المحامي عبد الجاسم لــ"سبوتنيك" بأنه "قام بالتبرع بالمبنى الخاص (فيلته الخاصة) لصالح جمعية الرحمة الخيرية بمدينة القامشلي، وتحويله إلى مقر لـ (دار الرحمة لرعاية الأيتام) في محافظة الحسكة، يأتي انطلاقاً من الحديث النبوي الشريف: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما)، وما له من جزاء عظيم في الدنيا والآخرة وهو أجمل  صور التكافل الاجتماعي في الإسلام".

وأضاف الجاسم: "وهو من جانب آخر واجب اجتماعي ووطني اتجاه أبناء شعبنا، الذين يعانون ويلات الحرب، وليكون هذا العمل والمشروع نواة لمشروع أكبر يحتاجه أطفال سوريا بشكل عام وأطفال محافظة الحسكة من اليتامى بشكل خاص، في ظل عدم وجود أي دار لرعاية الأيتام فيها".

وتضم (الفيلا) التي انتهى الجاسم من بنائها مؤخرا، عددا كبيرا من غرف النوم والغرف الملحقة، بالإضافة مساحة حدائقية واسعة، وكل ذلك يؤهلها لاستخدامها كدار للأيتام بشكل مناسب.

مشروع رائد

من جهته، اعتبر مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة الحسكة عصام رشيد الحسين في تصريح لــ "سبوتنيك" أن المشروع يهدف إلى حماية الأطفال في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية، التي أفرزتها الحرب الإرهابية على سوريا، ونتيجة القصف الجوي المعادي من طائرات "التحالف الأمريكي" على مناطق شرقي سوريا، والتي نتج عنها فقدان أطفال لذويهم، وهو مشروع رائد وذو أهمية اجتماعية وإنسانية كبيرة، والذي يأتي ضمن مساعي الجمعيات الخيرية والأهلية العاملة في المحافظة.

وبين الحسين أن الدار التي تم افتتاحها، تعد الوحيدة حالياً في المحافظة وفي المنطقة الشرقية، وذلك بسبب خروج الدور، التي كانت مخصصة للأيتام، عن الخدمة، خلال السنوات الماضية جراء الحرب التي شهدتها هذه المنطقة.

وتابع الحسين: "أطفال الدار هم ممن ليس لهم أي قريب من الدرجة الأولى، على أن يتم تسجيلهم وفق تعليمات قانون الأحوال الشخصية في سوريا، مشيراً إلى ضرورة العمل من قبل الجميع لإنجاحه كتجربة إنسانية واجتماعية تصب في مصلحة المجتمع وتؤمن الحماية لهؤلاء الأطفال".

دعم متنوع

من جانبها، أوضحت مديرة دار الرحمة لرعاية الأيتام انتصار العلي لــ "سبوتنيك" أن تداعيات الحرب الإرهابية، التي شنت على سورية أدت إلى فقدان بعض الأطفال لذويهم، فقامت أسر كثيرة برعايتهم حسب إمكاناتها، ومن هنا جاءت فكرة إحداث الدار، التي قامت على أساس رعاية الأطفال من كل النواحي الإنسانية والاجتماعية والصحية والنفسية والتعليمية لحين دخولهم الجامعة.

وتابعت "المجتمع المحلي تصدى لهذه المهمة في البداية، لكننا قمنا نحن بعد تأمين المقر وبدعم من الخيرين والمتبرعين بنقلهم إلى مقر الدار الحالي، مع توفير كامل الظروف لهم وخاصة المجال الطبي حيث تبرع عدد من الأطباء الأخصائيين بتقديم الدعم والرعاية الصحية الدورية للأطفال خصوصاً في ظل تفشي فايروس"كورنا"، ومن الجانب التعليمي حيث تبرعت إحدى المدارس الخاصة الحكومية (مدرسة الرسالة) بتقديم كافة الدروس التعليمية وبشكل مجاني.

وبينت العلي أن عدد المتطوعات في الدار 6 سيدات يعملن بالتناوب على رعاية الأطفال الموجودين حالياً، والعمل على نقل جميع الأطفال خلال الأيام القادمة ليصل عددهم إلى الــ 50 طفلاً وطفلة، مع تخصيص كادر مختص في مجالات علم النفس والاجتماع ورياض الأطفال للإشراف على الدار.

رئيس مجلس إدارة جمعية الرحمة الخيرية في القامشلي خالد محمود عزو، أكد لــ" سبوتنيك" أن "إطلاق دار الرحمة لرعاية الأيتام، يأتي انطلاقاً من شعار الجمعية الأسمى وهو رعاية الأطفال الأيتام حصراً، لذلك قمنا بالتنسيق والعمل مع مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل وعدد من الخيرين وأصحاب الأيدي بالبيضاء للوصول إلى لحظة إطلاق العمل بالدار وأصبح الحلم والمسعى حقيقة، بهدف رعاية الأطفال الأيتام وتقديم كامل الدعم لهم".

وتؤكد التقارير الحكومية السورية والدولية الإنسانية، وعلى رأسها منظمة الطفولة "يونسيف"، أن أكثر المتضررين من ظروف الحرب المستمرة منذ عشرة سنوات، ونتيجة الحصار الغربي والأمريكي على البلاد، هم الأطفال الصغار الذين خسروا منازلهم وأسرهم جراء هذه الظروف الصعبة التي لم تشهدها سوريا في تاريخها الحديث.

مناقشة