أمراض وفقر ونزاعات... تقرير استخباري أمريكي يرسم ملامح العالم في المستقبل

تتوقع الاستخبارات الأمريكية، اليوم الخميس، تفاقم أزمات الأمراض والفجوة بين الأغنياء والفقراء وتغير المناخ والصراعات داخل وبين الدول، لتشكل تحديات أكبر في العقود المقبلة، خاصة بعدما أدت الجائحة إلى تفاقم بعض هذه المشاكل بالفعل.
Sputnik

وقال تقرير لمجلس الاستخبارات القومي الأمريكي يحمل عنوان "الاتجاهات العالمية 2040: عالم أكثر إثارة للجدل"، إنه من المرجح أن يشتد التنافس بين الصين وتحالف الدول الغربية الذي تقوده الولايات المتحدة، مدفوعا بتحولات القوة العسكرية، والتركيبة السكانية، والتكنولوجيا، و"الانقسامات المتشددة حول نماذج الحوكمة".

طبول الحرب تدق حول تايوان... وتايبيه تقول إنها "ستقاتل ضد الصين حتى النهاية"

وأضاف التقرير أن القوى الإقليمية والجهات الفاعلة – باستثناء الدول - قد تمارس نفوذا أكبر، مما يؤدي إلى "بيئة جيوسياسية أكثر عرضة للصراع والتقلبات" وتضعف التعاون الدولي، حسبما نقلت وكالة "رويترز".

التقرير الذي أعده كبار محللي المخابرات الأمريكية، ويُعد كل أربع سنوات، يقيم الاتجاهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من الاتجاهات التي من المحتمل أن تشكل بيئة الأمن القومي في السنوات العشرين المقبلة.

كتب المؤلفون في التقرير: "هدفنا هو مساعدة صانعي السياسات والمواطنين، للاستعداد لمجموعة من المستقبلات المحتملة"، مشيرين إلى أنهم لا يقدمون تنبؤات محددة ويشتملون على مدخلات من مجموعات متنوعة، من الطلاب الأمريكيين إلى نشطاء المجتمع المدني الأفارقة.

وأشار التقرير إلى أن تحديات مثل تغير المناخ والمرض والأزمات المالية والاضطراب التكنولوجي "من المرجح أن تظهر بشكل متكرر ومكثف في كل منطقة وبلد تقريبا"، مما يؤدي إلى "ضغوط واسعة النطاق على الدول والمجتمعات فضلا عن الصدمات التي يمكن أن تكون كارثية".

وقال إن

جائحة الفيروس التاجي التي أودت بحياة أكثر من 3 ملايين شخص تمثل أكبر "اضطراب عالمي" منذ الحرب العالمية الثانية، ومن المرجح أن تستمر عواقبها لسنوات.

ويرى خبراء الاستخبارات الأمريكية أن "كوفيد -19" كشف - ووسّع في بعض الأحيان - الفوارق في الرعاية الصحية، وأدى إلى زيادة الديون الوطنية، وتسارع خطاب القومية والاستقطاب السياسي، وعمق عدم المساواة، وغذى انعدام الثقة في الحكومات، وسلط الضوء على فشل التعاون الدولي.

صندوق النقد الدولي يدعو لفرض حد أدنى من الضرائب "موحد عالميا"

في هذا الجانب، فإنه يبطئ - وربما يعكس - التقدم في مكافحة الفقر والمرض وعدم المساواة بين الجنسين. ويتوقع التقرير أن يزداد عدد المشاكل التي يسببها الوباء بحلول عام 2040.

قال مسؤول في مجلس الاستخبارات القومي لوكالة "رويترز" شريطة عدم الكشف عن هويته: "هناك مجموعة معينة من الاتجاهات التي حددناها والتي يبدو أنها تتسارع أو تزداد قوة بسبب الوباء".

وطرح التقرير 5 سيناريوهات لما قد يبدو عليه العالم في عام 2040. الأكثر تفاؤلا منها هو "نهضة الديمقراطيات"، ويخلص إلى أن الحكومات الديمقراطية ستثبت أنها "أكثر قدرة على تعزيز البحث العلمي والابتكار التكنولوجي، وتحفيز الازدهار الاقتصادي"، وتمكينها من التعامل مع الضغوط المحلية ومواجهة المنافسين الدوليين.

أما السيناريو الأكثر تشاؤما "المأساة والتعبئة"، فينظر في كيفية يمكن أن يؤدي فيروس كورونا والاحترار العالمي إلى تدمير الإمدادات الغذائية العالمية، مما يؤدي إلى أعمال شغب تقتل "الآلاف من الناس".

مناقشة