خبراء روس يحذرون واشنطن من عواقب إرسال سفن حربية إلى البحر الأسود

حذر سياسيون وخبراء روس الولايات المتحدة من عواقب إرسال سفن حربية إلى البحر الأسود، باعتبار أن وجود عسكريين أمريكيين في أوكرانيا سيتطلب من روسيا اتخاذ تدابير إضافية لضمان أمنها.
Sputnik

واعتبر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، يوم أمس الجمعة، أن "من حق بلاده تحريك قواتها على أراضيها بالطريقة التي تحلو لها، وذلك بعد ساعات من مطالبة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بإنهاء الحشد العسكري بالقرب من الحدود مع أوكرانيا".

وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في حديثه لوكالة "سبوتنيك"، يوم الثلاثاء الماضي، إنه "تم تقديم تفسيرات للجانب الأمريكي الأسبوع الماضي، ومن خلال "اللهجة والمنظور" اللذين اقترحتهما الولايات المتحدة، لن تجري روسيا حوارا، وستكون واشنطن راضية عن التفسيرات التي تلقتها بالفعل".

ومن جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم البنتاغون جون كيربي، أمس الجمعة، إن "العمليات التي تقوم بها السفن الحربية الأمريكية في البحر الأسود وفي جميع أنحاء القيادة الأوروبية "روتينية"، مشيرا إلى أن بلاده "تنسق هذه الإجراءات مع السلطات التركية، بموجب اتفاقية مونترو".

واشنطن تدرس إرسال سفن حربية إلى البحر الأسود لدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا

وأضاف كيربي أن "العمليات في البحر الأسود وعلى جميع أراضي القيادة الأوروبية تأتي في إطار "روتيني"، ولن أتحدث عن عمليات افتراضية أو مستقبلية. هذا تطور طبيعي للأحداث بالنسبة للجيش الأميركي، ونحن، بالطبع، ننسق عملية دخول السفن في البحر الأسود مع تركيا، ضمن اتفاقية مونترو"، وفقا لما نقله موقع قناة "سي إن إن" الأمريكي.

وقال كيربي "إن هذا تطور طبيعي للأحداث بالنسبة للجيش الأمريكي، ونحن بالطبع ننسق دخول السفن إلى البحر الأسود مع تركيا بموجب اتفاقية مونترو".

وتابع كيربي:"لا أنوي تأكيد تقارير وسائل الإعلام التركية، إننا نقوم بعمليات منتظمة في البحر الأسود، ولا جديد هنا".

ما هي اتفاقية "مونترو" التي تحكم حركة عبور السفن من وإلى البحر الأسود؟

وقال: "إن القوات العسكرية الأمريكية ستطفو وتطير وتتحرك على الأرض حيث يُسمح بذلك".

من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ونظيريه الفرنسي جان إيف لودريان، والألماني هايكو ماس، دعمهما لأوكرانيا في مواجهة "تحركات القوات الروسية المزعومة على حدودها".

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، "إن بلينكن ولودريان ناقشا حاجة روسيا لإنهاء خطابها الخطر وغير المسؤول، وتحركات القوات في شبه جزيرة القرم المحتلة، وعلى طول حدود أوكرانيا، والاستفزازات الأحادية الجانب من قبل روسيا على طول خط التماس في شرق أوكرانيا".
من جانبه، قال جان إيف لودريان إنه "شدد في سياق هذه المبادلات، على قلق فرنسا البالغ، وحذرها الكبير إزاء التحركات الكبيرة للقوات الروسية".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إن "بلينكن وهايكو ماس، أكدا على أهمية دعم أوكرانيا في مواجهة الاستفزازات الروسية أحادية الجانب".

واتهمت كييف روسيا الأسبوع الماضي بحشد قواتها على الحدود مع أوكرانيا، مشيرة إلى تصاعد العنف على طول خط التماس بين القوات الحكومية والانفصاليين الموالين لروسيا. فيما ردت موسكو مؤكدة أن تحركات قواتها مشروعة، وداخل حدودها.

خبير: الإفلاس السياسي الأمريكي يدفع لزيادة التصعيد في شرق أوكرانيا

وفي وقت سابق، حثت الولايات المتحدة روسيا على تفسير هذه التحركات المزعومة وأعلنت استعدادها للتواصل معها، كما أرسلت أنقرة إخطارا للمشاركين في اتفاقية "مونترو" بشأن مرور السفن الأمريكية من البحر الأبيض المتوسط ​​إلى البحر الأسود ذهابا وإيابا.

وأفادت قناة "تي في زفيزدا" الروسية، بأن الرئيس فلاديمير بوتين، أبلغ نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي، يوم أمس الجمعة، "رفض بلاده، إجازة أنقرة عبور سفينتين حربيتين أميركيتين، عبر مضيق البوسفور إلى البحر الأسود".

وشدد بوتين خلال الاتصال مع أردوغان، على "أهمية اتفاقية مونترو الخاصة بمضيقي البحر الأسود، في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي".

ودخلت اتفاقية "مونترو" حيز التنفيذ عام 1936، بهدف تنظيم حركة مرور السفن الحربية والتجارية عبر المضايق التركية إلى البحر الأسود، كما تنظم فترة بقائها في هذا البحر، حيث تعطي الاتفاقية تركيا السيطرة على المضيقين داخل حدودها وتضمن دخول السفن المدنية في أوقات السلم كما تقيد دخول السفن الحربية.

مناقشة