أول كتاب تعليمي عن القبالة باللغة العربية تم إعداده بفضل مهاجرين من روسيا

أعلن أخصائي أمراض النساء والتوليد في جامعة القاهرة، أحمد الميناوي، اليوم الاثنين 26 أبريل/نيسان، أنه تم تسهيل إعداد أول كتاب تعليمي عن القبالة باللغة العربية، من قبل مهاجرين من الإمبراطورية الروسية، واللذان قام بتوظيفهما الطبيب المصري نجيب محفوظ.
Sputnik

موسكو – سبوتنيك. ولد نجيب محفوظ عام 1882 في مدينة المنصورة بدلتا النيل، ودخل كلية طب قصر العيني وتخرج منها. وفي عام 1904 ، بعد عامين من التدريب في مستشفى السويس، عاد إلى مستشفى قصر العيني، حيث تم تعيينه طبيب تخدير، لتفوقه.

أول كتاب تعليمي عن القبالة باللغة العربية تم إعداده بفضل مهاجرين من روسيا

وأثناء عمل نجيب محفوظ في السويس، أُجبر على التحنيط على إحدى السفن التي تمر عبر قناة السويس. فكانت هناك جثة أحد أفراد العائلة المالكة البريطانية الذي توفي أثناء الرحلة.

وأوضح ميناوي أن: "خلال دراسته، شاهد محفوظ كيف يتم تحنيط أجزاء الجسم اللازمة لتعليم الطلاب، ففهم تفاصيل العملية". وتم تسليم الجثة إلى المملكة المتحدة في حالة جيدة ، وتم إرسال 5000 جنيه إسترليني إلى محفوظ، وكان هذا مبلغ ضخم في ذلك الوقت. لم يتقاض محفوظ سوى 50 جنيهاً، لكنه رفضها أيضًا، وطلب كمكافأة كتبًا في أمراض النساء والتوليد".

أول كتاب تعليمي عن القبالة باللغة العربية تم إعداده بفضل مهاجرين من روسيا

وبعد أن درس طب التوليد من الكتب، في عام 1905، بمبادرة منه، بدأ محفوظ مرة واحدة في الأسبوع في تقديم الرعاية الطبية المجانية لفقراء مصر، وكانت أمراض النساء، لم يكن هناك قسم متخصص في أمراض النساء في قصر العيني في ذلك الوقت. وقال ميناوي : "في ذلك الوقت كان الأمر غير معتاد، حيث لم يتم فحص النساء من قبل رجال من قبل ... لكن بعد فترة اصطفت طوابير أمام مكتب محفوظ".

وخلال عامين، قام مع مساعدين بفحص أكثر من 1500 مريض. وكان أحد المرضى في عام 1911 امرأه من عائلة فقيرة، وكانت الولادة صعبة للغاية، لكن تمكن محفوظ من إنقاذ كل من المرأة والطفل، وسمي الصبي المولود على اسم الطبيب. الصبي الناجي نجيب محفوظ، وأصبح لاحقًا الأول وما زال الحائز على جائزة نوبل للآداب في العالم العربي.

أول كتاب تعليمي عن القبالة باللغة العربية تم إعداده بفضل مهاجرين من روسيا

عندما سُمح للطبيب محفوظ أخيرًا بفتح قسم أمراض النساء وترأسه، رفض، لأنه كان يعتقد أن ليس لديه خبرة كافية.

وأضاف ميناوي أن "منذ عام 1925، جلبت كلية طب قصر العيني أطباء من جميع أنحاء العالم لتعليم الطلاب حول عمليات المختلفة، كانت القاهرة في تلك اللحظة نقطة جذب".

ولأجل العثور على مدير قسم الأمراض النسائية، تم نشر إعلان في مجلة "لانسيت"، ونتيجة لذلك، وجدوا طبيب أيرلندي روي دوبين. وبعد هذا التدريب، تفوق محفوظ على أساتذته وأصبح متخصصًا في جراحة الناسور ورائدًا في تنفيذها.

أول كتاب تعليمي عن القبالة باللغة العربية تم إعداده بفضل مهاجرين من روسيا

وكان الناسور مشكلة كبيرة في الشرق الأوسط جعلت الحياة صعبة على النساء: فقد نبذتهن أسرهن وطردتهن من المنزل بعد أن علمن بالتشخيص.

وأشار ميناوي إلى أن الناس أتوا من جميع أنحاء العالم لتعلم هذا النوع من الجراحة من محفوظ. في عام 1957، نظم الطبيب وصول طاقم تصوير من باريس إلى القاهرة، وسجلوا العمليات التي أجراها على الفيلم.

وقال ميناوي "هذا أول فيلم ملون للعمليات الجراحية في مصر".

وأرسل محفوظ هذه الأشرطة كهدية إلى الجمعية البريطانية لأمراض النساء والتوليد، وأصبح لاحقًا عضوًا فخريًا في هذه الجمعية.

وقال ميناوي "في ذلك الوقت لم تكن هناك كتب طبية باللغة العربية، وكان التدريس باللغتين الإنجليزية والفرنسية بشكل أساسي، لذلك قرر محفوظ تولي هذه المهمة شخصيًا وكتابة كتب عن القبالة لتسهيل تعلم الطلاب".

الليزر والأكسجين الثنائي لحرق أمراض النساء

وبالنسبة للكتابين اللذين ألفهما، كانت هناك حاجة إلى الرسوم التوضيحية، ولم يكن محفوظ جيدًا في ذلك. وقال ميناوي "لذلك طلب من عميد كلية الطب أن يجد له فنانا، ونشروا إعلانا في جريدة الأهرام عام 1923 ، لكن القليل من استجاب" .

وأوضح الأستاذ: "من بين الذين استجابوا مهاجران من روسيا - الروس البيض فروا إلى القاهرة بعد الثورة، حيث كانت مصر في ذلك الوقت" باريس " واستقبلت كل من فر من الحرب العالمية الأولى".

وكان أحد الذين استجابوا نيكولاي ستروكولوفسكي، وكان فنانًا، والآخر بوريس بولغاكوف ، طبيبًا ذا خبرة واسعة. وأراد محفوظ إثراء العملية التعليمية من خلال تقديم عينات للطلاب من مختلف التشوهات في نمو الأجنة في الرحم وبعد الولادة. وللقيام بذلك، بدأ في تجميع العينات ووضعها في أوعية تحتوي على الفورمالديهايد. أرسل العديد إلى فرنسا.

وكلف محفوظ الدكتور بولغاكوف بمهمة تصنيف العينات، وبدأ ستروكولوفسكي بحضور العمليات مع بولغاكوف، ومشاهدة العملية ورسم العينات، وتسجيل العمليات والولادة التي كان يجريها محفوظ بالتفصيل .

وفي عام 1928، تم الاحتفال بالذكرى المئوية لمدرسة طب قصر العيني. وحتى هذا التاريخ، عمل على إنشاء متحف للعينات، والذي أصبح بحلول عام 1932 مؤلف من طابقين. وقال ميناوي أن بحلول عام 1950، تم هدم مبنى الجامعة القديم والمتحف، وكانت عبوات الأدوية في حالة يرثى لها بسبب الإهمال .

وقبل اندلاع جائحة فيروس كورونا المستجد، تمكن المعهد من طباعة كتب مدرسية ديناميكية مع الرموز السريعة مع تسجيلات الفيديو، ما يتيح إضافة مقاطع فيديو جديدة، وتغيير المعلومات حول المحتوى.

وقال ميناوي "في الوقت الحالي، نحن المعهد الوحيد في العالم لعلم الأمراض الذي لديه أدوات مرتبطة بالرموز السريعة، ما يسمح لنا بدراسة المشكلة بشكل أعمق".

مناقشة