تحذيرات من أزمة بين أعضاء حكومة الوحدة الوطنية بليبيا.. ومصادر تكشف أسبابها

حذر نواب من تفاقم الخلاف بين أعضاء حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، وأنه قد يقود إلى استقالات في صفوف الحكومة. تحذيرات النواب جاءت عقب تأجيل اجتماع مجلس الوزراء الذي كان سيعقد بمدينة بنغازي اليوم الاثنين.
Sputnik

خبير: غياب ديبي عن المشهد التشادي يهدد وضع فرنسا ويشكل مصدر قلق على أمن ليبيا
وبحسب مصادر، جاء تأجيل الاجتماع بسبب عدم الترتيبات الأمنية اللازمة ورفض نزول عناصر أمنية من الغرب الليبي بمطار بنينا.

وأكدت المصادر أن عدم الانتهاء من الترتيبات الأمنية وتوحيد المؤسسة العسكرية وإنهاء كافة النقاط الخلافية المتعلقة بالقوات المسلحة هو السبب الرئيسي في الخلاف الحالي، خاصة أن الحكومة لم تقم بالمهام الواجبة تجاه الملف حتى الآن، ولم تكن لدى سلطات مطار بنينا معلومات مسبقة عن القيادات الأمنية التي أوكلت لها مهمة تأمين أعضاء الحكومة خلال وصولهم للشرق.   

المصادر البرلمانية أكدت أن سلطات مطار بنينا رفضت هبوط طائرة على متنها قادة من الكتائب المسلحة من الغرب جاءت لتأمين الاجتماع، وهو ما رفض من جانب الجهات الأمنية في الشرق.

أحد أبز الأسباب الأخرى تمثلت في اصطحاب رئيس الحكومة "الدبيبة" لرئيس أركان الحكومة السابقة محمد الحداد، وتقديمه على أنه رئيس أركان الحكومة، رغم أن الاتفاق السياسي بجنيف أكد على ضرورة توحيد قوات الجيش، عبر المشاورات للجنة (5+5)"، وهو ما رفضه النواب والجانب العسكري في الشرق الليبي رغم عدم إعلانه ذلك.

تصريحات أخرى جاءت على لسان دبيبة وقال فيها إن بنغازي يجب أن تعود إلى حضن الوطن"، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة في كل الشرق الليبي.

من ناحيته قال عضو المجلس الأعلى للدولة، ناجي مختار، إن: "حكومة الدبيبة هي حكومة وحدة وطنية وتمثل خطوة نحو توحيد المؤسسات، كما أن أساس هذه الحكومة الثقة المتبادلة، والتي تمثلها وتعبر عنها تحركات الحكومة على الأرض، ومتى ضعفت أو غابت هذه الثقة تعطلت الحكومة".

وأضاف في حديثه لـ "سبوتنيك"، أن تداعيات الخلافات الحالية بين الحكومة ستضح بشكل أكبر خلال الأيام المقبلة.

في الإطار ذاته قال عضو البرلمان الليبي إنه كان على حكومة الوحدة الوطنية أن تجمع كل الأطراف السياسية والعسكرية، وبالتالي تضع الأولويات لحفظ التوازن بينها من خلال تصرفات متوافقة ومتزنة ودقيقة، حتى تتمكن من المضي قدما.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن ما يحدث بدأت نتائجه بالظهور من خلال الاجتماع الذي كان مزمع عقده في بنغازي.

كما نشر الجهاني تدوينة عبر صفحته على "فيسبوك" قال فيها إن تطورات سلبية الأيام القادمة منها احتمالية استقالات بالجملة لوزراء.

وشدد بقوله :" حكومة الوحدة ليست شركة خاصة بل استحقاق وطني لمراحل ما بعدها وأهمها الانتخابات".

فيما قال المحلل السياسي حسين مفتاح، إن ما كشفته عملية إلغاء الزيارة إلى مدينة بني غازي ، كشفت عدم التجانس بين السلطات التي تم تشكيلها.

وأوضح في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن عملية المحاصصة التي شكلت عليها الحكومة الحالية كان نتيجتها عدم التجانس.

وأضاف أن إلغاء الزيارة للشرق الليبي جاء على خلفية أمنية، خاصة أن حكومة الدبيبة لم تعمل على إنجاز ملف توحيد المؤسسة العسكرية وحل المليشيات، وهو ما أدى إلى الاعتراض على نزول بعض العناصر الأمنية إلى مطار بنينة.

ومضى بقوله أن سوء التنسيق وغياب الحكمة وراء ما حدث، خاصة أن حكومة الوحدة الوطنية لا تحتاج إلى إذن وصول ويفترض أنها تتحرك في نطاق التراب الليبي بشكل كامل، إلا أن حساسية الوضع دفعت نحو عدم السماح، وأن السبب الرئيسي وراء الأمر هو الجانب الأمني الذي لم يصل إلى محطة توافق وتنفيذ ما اتفق عليه حتى الآن.

وحذر نواب من تفاقم الأزمة، خاصة في ظل عدم التوافق الكلي حتى الآن على مغادرة المرتزقة، وهو ما قد يحول دون إجراء الانتخابات المقررة وبالتالي العودة إلى الخلاف مرة أخرى بين الرق والغرب.

مناقشة