(غزل البنات).. وجه حلب (الحلو) في رمضان..فيديو وصور

تتراقص حبيبات السكر على قدر يغلي فوق شعلة من النار، تتكثف وتتجمع لتكون شاهدة على ولادة عجينة حلوة المذاق ارتبط إسمها بتراث مدينة عريقة.
Sputnik

من قلب مدينة حلب السورية الشهيرة بمطبخها الغني، يسكب خالد دليل، مكاييل السكر في قدر كبير، يمزجها بماء الورد، حتى يغلي الخليط ويتماسك، فيما يساعده عمال آخرون في صبه على لوح من الرخام يسمى "المرمرة"، قبل تبريده وتقليبه في الطحين المحمص، ومن ثم سحبه على شكل حلقات متساوية السماكة ليشكل عجينة سكرية ستصبح لاحقاً الأكلة الرمضانية الأشهر في حلب: "غزل البنات".

منذ نحو ثلاثين عاماً، ومن ضمنها أحلك مراحل الحرب التي اجتاحت هذه المدينة المشبعة بالتاريخ، لم ينقطع دليل، وهو صاحب متجر لـ "غزل البنات"، عن صنع هذه الحلوى المميزة التي لا يتم تقديمها إلا خلال شهر رمضان المبارك، مبينا لـ"سبوتنيك"، أنه ورث هذه المهنة من آبائه، الذين ورثوها بدورهم عن أجدادهم على مر مئة وخمسين سنة مضت.

(غزل البنات).. وجه حلب (الحلو) في رمضان..فيديو وصور

يستفيض دليل في الحديث عن أنواع غزل البنات، بدءاً من (المغشوشة) إلى (القيمع) وليس انتهاءً بـ (المحشية بالفستق الحلبي).

تشترك جميع هذه الأنواع بنفس طريقة تحضير خيوط الغزل الناعمة التي تذوب في الفم، وتختلف فقط من حيث الحشو والزينة، فتنكسب القشطة برويّ من بعضها، فيما تمتزج البوظة مع المكسرات في أنواع أخرى.

(غزل البنات).. وجه حلب (الحلو) في رمضان..فيديو وصور

قبيل فترة الفطور مساء كل يوم، ترتصف قطع غزل البنات بالغة التأنق على "صينيّة" عتيقة، تتدافع بخجل، تتدثر بالطحين وتزينها القشطة، البوظة، والفستق لتظهر في أبهى حلة، مشكلةً لوحة مبهرة تضاف لرصيد تراث مدينة حلب العريق.

تتعاون أيدي كثيرة في ورشات صناعة غزل البنات، لتقدم تحلية لطيفة تملأ الأحشاء والقلوب، حيث يعتز العمال في متجر دليل بأن أصل هذه التحلية حلبي، ويتحدثون عن مدى ارتباطها بروح المدينة لا سيما خلال الشهر الفضيل.

مناقشة