فشل تحالف لابيد- بينيت... هل أعاد قصف غزة أمل نتنياهو في تشكيل حكومة؟

في الوقت الذي يستمر فيه القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، نجح بنيامين نتنياهو في إفشال التحالف بين لابيد وبينيت وعرقلة تشكيل حكومة بديلة.
Sputnik

استطاع نتنياهو وفقا للخبراء، أن يعقد المشهد أمام لابيد ويمنعه من تشكيل حكومة، وهو أحد أهم أهداف تصعيده الأخير في فلسطين، حيث لن تجرأ الأحزاب اليهودية والصهيونية على تشكيل حكومة بدعم من الأحزاب العربية، وهو ما قد يدفع إلى تشكيل حكومة طوارئ أو الذهاب إلى انتخابات خامسة.

بعد فشل نتنياهو... الرئيس الإسرائيلي يكلف يائير لابيد بتشكيل الحكومة الجديدة

وأعلن زعيم حزب "يمينا" نفتالي بينيت، انسحابه من محادثات تشكيل حكومة بديلة لنتنياهو مع لابيد.

انسحاب بينيت

وقال بينيت: "أنا أزيل الحكومة البديلة من جدول الأعمال". مضيفا بأن "حكومة التغيير بالتركيبة المخطط لها لا يمكن أن تتعامل مع مشاكل المدن المختلطة، هذه أمور لا يمكن القيام بها بالاعتماد على منصور عباس".

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يسعى في استغلاله العملية العسكرية الحالية ضد حركة "حماس" في قطاع غزة، لتأمين هدف حيوي له يتمثل في البقاء في السلطة".

وأفادت الصحيفة بأن "معارضي نتنياهو كانوا على وشك الإطاحة به وتشكيل حكومة جديدة، لكن يبدو أن محاولات المعارضة لتشكيل ائتلاف منافس لإسقاط نتنياهو في طريقها للانهيار".

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الثلاثاء، إن "العمليات العسكرية الجارية ضد الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة سوف تستمر لعدة أيام".

نجاح نتنياهو

اعتبر منصور دهامشة، سكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، ووكيل القائمة المشتركة، أن "الهدف الرئيسي من تصعيد بنيامين نتنياهو القصف على قطاع غزة، هو منع يائير لابيد من تشكيل الحكومة".

نتنياهو يتوعد برد قاس على مقتل اسرائيليين ويؤكد استمرار القصف على غزة لأيام أخرى

ويعتقد بحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، أن "نتنياهو نجح بالفعل في ذلك، بعد أن أعلن بينيت أنه "لن يكون ضمن حكومة بديلة"، وهذا يمنع لابيد من تشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة".

في الوقت نفسه، والكلام لا يزال على لسان دهامشة: "لن ينجح نتنياهو في تشكيل حكومة بعد الأحداث في غزة، ومن المرجح الآن الذهاب لانتخابات نيابية خامسة".

ويرى وكيل القائمة المشتركة، أن "نتنياهو افتعل هذا التصعيد ضد الفلسطينيين من أجل الحفاظ على كرسي رئاسة الحكومة"، مؤكدا أن "الأحزاب الصهيونية اليهودية لن تتجرأ بعد الآن على إقامة حكومة مع الأحزاب العربية، أو بدعم من هذه الأحزاب سواء بالداخل أو بالخارج".

حكومة طوارئ

بدوره، يتفق الدكتور أيمن الرقب، السياسي الفلسطيني وعضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، مع ما ذهب إليه دهامشة، بأن "نتنياهو كان يهدف من خلف التصعيد العسكري في الأراضي الفلسطينية إفشال التحالف بين لابيد ونفتالي بينيت".

خسائر القصف الإسرائيلي على قطاع غزة تقارب 244 مليون دولار

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، كان من الملاحظ خلال الأيام الماضية أن من خاض التصعيد في القدس هو بن غفير رئيس البيت اليهودي ونائب رئيس حزب الصهيونية الدينية وأهم حلفاء نتنياهو.

واعتبر الرقب أن "نتنياهو نجح بالفعل خلال الأيام الماضية في فض التحالف بين لابيد وبينيت، حيث أعلن الأخير صعوبة تشكيلة حكومة بالتعاون مع اليسار ودعم من العرب وأنه يعود للتحالف مع الليكود".

ويرى الرقب أن "نتنياهو يريد من هذه الحرب أن يشكل حكومة طوارئ وطنية أسوة بما فعله آفي أشكول وهذا طوق نجاة لنتنياهو وأقل الأضرار أنه لن يجد حكومة تتشكل ضده في الوقت الحالي والانتخابات الخامسة هي إحدى الحلول".

خبير: أتوقع انهيارات كبيرة في المبنى السياسي الإسرائيلي

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن نتنياهو قوله لرؤساء البلدات الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة: "تستمر العملية الإسرائيلية ضد المتطرفين في قطاع غزة لعدة أيام أخرى على الأقل، ونعد برد قاس على مقتل إسرائيليين جراء القصف الصاروخي على البلدات الإسرائيلية.

وتشن إسرائيل، منذ الاثنين قبل الماضي، غارات مكثفة على قطاع غزة، وتستهدفه بقصف مدفعي، أسفر عن مقتل أكثر من 200 فلسطيني حتى الآن، بينهم نساء وأطفال؛ فضلا عن إحداث تدمير هائل في البنية التحتية للقطاع.

من جانبها، تطلق الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة، قذائف صاروخية على المدن والبلدات الإسرائيلية، ما تسبب بمقتل أكثر من 10 أشخاص وعدة إصابات.

مناقشة