ما الذي يمكن تحقيقه من خلال وقف إطلاق النار بين إسرائيل وفلسطين؟

تنفس الفلسطينيون والإسرائيليون الصعداء بعد بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين، فجر الجمعة، بعد 11 يوما من القصف الجوي وإطلاق الصواريخ.
Sputnik

وعرضت شبكة "فرانس 24"، تحليلا حول ما يمكن تحقيقه من خلال وقف لإطلاق النار الذي وضع حدا لأسوأ موجة عنف بين الطرفين منذ سنوات.

طيار إسرائيلي: لهذا السبب دمرنا بعض أبراج قطاع غزة
ورغم أن الطرفين سارعا لإعلان انتصارهما في الحرب الأخيرة بينهما، إلا أن يوجين كونتورفيتش، مدير قسم القانون الدولي في "منتدى كوهيليت للسياسات" اليميني الإسرائيلي، يرى أن "احتفال حماس لا يعني أنهم انتصروا"، وقال على "تويتر"، "كانت حربا دفاعية"، لذا فبالنسبة لإسرائيل "لا يحقق الفوز مكاسب، بل راحة لا أكثر".

وأما بالنسبة لـ"حماس"، بحسب الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، هيو لوفات، فيُنظر إلى الانتصار على أنه "دفاع عن حقوق الفلسطينيين، خصوصا في ما يتعلّق بالقدس، وهزيمة لإسرائيل".

في الأثناء، يمكن للدولة العبرية أن "تشير إلى تسببها بتراجع قدرات حماس العسكرية وهو أمر تصر على أنه سيمنح إسرائيل فترة جديدة من الهدوء"، وذكر نتانياهو أن الضربات أدت إلى مقتل "أكثر من مئتي إرهابي" بينهم 25 قياديا رفيعا، ولفت لوفات بدوره إلى أن "الرابح الأكبر قد يكون نتانياهو" نفسه.

وبعد بدء سريان وقف إطلاق النار، تحولت أنظار العالم إلى الأزمة الإنسانية في غزّة، التي كانت تحاول في الأساس التعامل مع تفشي وباء "كوفيد-19"، وكانت منظمة الصحة العالمية، قد وجهت نداء عاجلا من أجل سبعة ملايين دولار لتمويل "استجابة طارئة شاملة".

ما سر تضبيب صور أجزاء من فلسطين على "خرائط غوغل"
ومن المنتظر أن يمنح وقف إطلاق النار فرصة جيدة لتسليط الأضواء على مسألة إعادة الإعمار الطويلة الأمد للجيب المحاصر، حيث تعهّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمبلغ قدره 500 مليون دولار في هذا الصدد.

كما رجح مدير اللجنة الدولية للصليب الأحمر للشرق الأوسط والأدنى، فابريزيو كاربوني، أن يكون "حصار غزة جزءا من تسوية ونقاش سياسي أكبر"، وهو ما يمكن اعتباره أيضا إحدى الفرص التي يمنحها وقف إطلاق النار.

ما يثير القلق في هذا الصدد هو رفض العديد من الحكومات الأجنبية التعامل مع "حماس" ما قد يتسبب بتعقيدات، إذ إن الحركة مصنّفة على أنها منظمة "إرهابية" من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وتفضّل بروكسل وواشنطن التعامل مع السلطة الفلسطينية ومقرها الضفة والتي تهيمن عليها حركة "فتح".

وهو ما يراه لوفات، الذي يؤكد على أنه نظرا لنفوذ "حماس" ميدانيا، "لا تعد سياسة كهذه غير واقعية فحسب.. بل تعد بتواصل الأزمة".

مناقشة