"التيار الشمالي 2".. أسباب إلغاء العقوبات الأمريكية ضد المشروع

أفاد السياسي الألماني وعضو البرلمان الأوروبي، غونار بيك، بأن الولايات المتحدة لم تتوقع مثل هذه المعارضة من ألمانيا بشأن " التيار الشمالي 2".
Sputnik

بروكسل - سبوتنيك. وقال بيك لوكالة "سبوتنيك": "من الواضح بالنسبة لي، بأن الأمريكيين لم يتوقعوا مثل هذه المقاومة القوية من ألمانيا لإنذارهم".

في الوقت نفسه، لم يستبعد عضو البرلمان الأوروبي، أنه إذا كانت الولايات المتحدة قد "شددت الخناق"، فإن حكومة المستشارة ميركل كانت سترضخ، لا سيما أنه كان هناك العديد من مؤيدي الفيتو الأمريكي في ألمانيا مستعدين للتخلي عن خط الأنابيب.

وأضاف بيك " لقد تنازل بايدن في الظروف، التي كان من الممكن أن يفوز فيها بالقضية، لأنه فهم بشكل صحيح، أن الأمر لا يستحق العناء، لكن في المقابل، يمكننا أن نتوقع أن يطلب الأمريكيون تنازلات من ألمانيا بشأن قضايا أخرى".

الكرملين حول تصريحات بايدن بشأن "التيار الشمالي-2": العقوبات غير فعالة بشكل عام

من المحتمل، أن يكون أحد هذه المتطلبات هو موافقة ألمانيا على شراء كميات كبيرة من الغاز المسال الأمريكي، والذي يمكن تسليمه عبر بولندا أو من محطة للغاز الطبيعي المسال، سيتم بناؤها في ألمانيا.

وأشار السياسي الألماني أيضًا إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ارتكب خطأ دبلوماسيًا، حيث تقدم في وقت متأخر جدًا لدعم المطلب الأمريكي بالتخلي عن " التيار الشمالي 2".

وأردف عضو البرلمان الأوروبي "أخطأ في التقدير في بيانه، عندما تخلى الأمريكيون عن موقفهم ... خطأ مؤسف، هذا ليس جيدا جدا للوحدة الأوروبية".

وقال: عندما سُئل عما إذا كان هناك شيء ما يهدد الآن إنشاء " التيار الشمالي 2": "لن أقول كذلك، لأن مسألة العقوبات ضد الشركات والمنظمات المرتبطة ببناء خط الأنابيب يجب أن تذهب إلى الكونغرس، حيث لا يزال هناك عدد من الصقور من الحزبين الجمهوري والديمقراطي يعارضون بشكل قاطع التعاون بين ألمانيا وروسيا".

لكن، الرئيس الأمريكي جو بايدن، يتمتع بأغلبية في الكونغرس وقد أعرب علانية عن رغبته في طي الصفحة ولم يعد يعارض استكمال مشروع " التيار الشمالي 2".

وخلص السياسي الألماني إلى القول: "هذا هو صوت العقل، وأعتقد أنه سينتصر هذه المرة".

بايدن يعترف بـ"عدم جدوى" إيقاف مشروع "التيار الشمالي-2" للغاز

يذكر أن مشروع "التيار الشمالي 2" يضم بناء خط أنابيب غاز بسعة 55 مليار متر مكعب سنويًا من الساحل الروسي عبر بحر البلطيق إلى ألمانيا. وتقوم شركة "نورد سترريم 2 أي.جي" بإنجاز هذا المشروع مع المساهم الوحيد – وهو شركة غازبروم الروسية. ويقوم الشركاء الأوروبيون الممثلون بشركات "رويال داتش شيل" و"أو.إم.في" و"إنجي" و"يونيبر" و"ونترشيل" بتمويل هذا المشروع إجمالاً بنسبة 50 في المئة.

وتعارض الولايات المتحدة بنشاط المشروع حيث تروج للغاز الطبيعي الأمريكي المسال في الاتحاد الأوروبي. وفرضت عقوبات على مشروع "التيار الشمالي 2"؛ مطالبة الشركات المساهمة بالتوقف على الفور عن مد خط الأنابيب.

وأقر الرئيس الأمريكي جو بايدن، بأن فرض عقوبات ضد بناء مشروع خط أنابيب الغاز "التيار الشمالي- 2" في أوروبا، غير مجد في هذه المرحلة ، كون المشروع على وشك الانتهاء.

وأعلنت شركة "نورد ستريم 2 أي جي"، المشغلة لمشروع "التيار الشمالي-2"، في نيسان/أبريل الماضي، أن سفينة " الأكاديمي تشيرسكي، قد بدأت بمد خط أنابيب الغاز "التيار الشمالي-2" في المياه الدنماركية، والذي بدأته شركة أنابيب فورتونا منذ بداية شباط/فبراير.

هذا وقد أكملت شركة "نورد ستريم – 2"، في كانون الأول/ديسمبر 2020، العمل على مشروع الغاز الروسي "التيار الشمالي-2" في المنطقة الاقتصادية الخالصة بألمانيا.

مناقشة