مع استمرار التحذيرات الإسرائيلية... هل تعود الاشتباكات مجددا إلى قطاع غزة؟

رغم الجهود المصرية والدولية لتثبيت الهدنة بين إسرائيل وفلسطين، تأتي التهديدات الإسرائيلية المتكررة، واستمرار الإجراءات في حي الشيخ جراح والقدس لتنذر بإمكانية عودة الاشتباكات مرة أخرى.
Sputnik

ولا تزال التحذيرات الإسرائيلية لحماس مستمرة في حال فشل الهدنة، رغم أن تثبيتها كان محور زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الشرق الأوسط.

أمريكا تعبر عن "أسفها الشديد" لقرار أممي بفتح تحقيق للعنف في غزة
وقال مراقبون إن التصعيد الإسرائيلي واستمرار الأعمال الاستفزازية في القدس وحي الشيخ جراح يثبتان أن الهدنة هشة، مؤكدين إمكانية عودة الاشتباكات في حال لم تنجح الجهود الدولية في تثبيت وقف إطلاق النار.

تهديدات إسرائيلية

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن رد إسرائيل سيكون قويا جدا إذا انتهكت حركة "حماس" وقف إطلاق النار.

وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه ناقش مع بلينكن كيفية تحسين الأحوال الإنسانية في غزة.

من جانبه قال وزير الخارجية الأمريكي إنه وصل إلى المنطقة في محاولة للحد من التوتر. وذكر أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أكد أن واشنطن تؤيد تماما حق إسرائيل في الدفاع عن النفس في مواجهة الصواريخ القادمة من غزة.

وأضاف الوزير الأمريكي أن الولايات المتحدة ستعمل على حشد التأييد الدولي لإعادة إعمار غزة وستقدم مساهمات.

تصعيد مستمر

اعتبرت الدكتورة حكمت المصري، الباحثة والأكاديمية الفلسطينية، أن حجم التهديدات والوعيد المتكرر من قبل نتنياهو من جانب ومن جهة قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلى يؤكد على أن الاحتلال كعادته لا يرغب بإيجاد حلول للقضية الفلسطينية.

وبحسب حديثها لـ "سبوتنيك"، الاحتلال دائمًا يتنصل من الالتزام بالاتفاقيات الموقعة وقرارات الشرعية الدولية وقرارات المنظمات الحقوقية والتى كان آخرها ما صدر عن منظمة هيومان رايت ووتش والتى أدانت ممارسات الاحتلال الإسرائيلى في فلسطين.

وتابعت: "استمرار الاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك وأحياء القدس الشرقية منها حي الشيخ جراح وحي سلوان من قبل المستوطنين وبدعم من جيش الاحتلال الإسرائيلى واستمرار الاستيطان في الضفة الغربية والقدس يؤكد بأن حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية غير مطمأنين للطريقة التي يتم تداولها حول المستقبل لكنهم يلتزموا الصمت".

وترى المصري أن صمت المقاومة تأتي بسبب أن التصريحات الإسرائيلية كانت قد صدرت عقب انتهاء حروب سابقة مع ملاحظة أنها في هذه المرة أكثر حدة ووضوحا ولذلك هناك حالة ترقب حذر في حماس بشكل خاص وغزة بشكل عام.

وأكدت أن على الرغم من الجهود العربية والدولية لاحتواء الموقف ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة جاءت زيارة وزير الخارجية الأمريكي بشكل أو بآخر كرسالة دعم لهذا الكيان وللتأكيد على تثبيت التهدئة حسب ما هو معلن، قليل من التسهيلات التي حدثت على مستوى المواد الغذائية وهو الأمر الذي لا يرقى لمستوى زيارة وزير الخارجية الذي طالب بضرورة إعلان التهدئة.

بعشرات الآلاف... صحيفة عبرية: إسرائيليون يتلقون العلاج النفسي بسبب حرب غزة
ولكن في المقابل، (والكلام لا يزال على لسان الباحثة الفلسطينية)، من الواضح أن هناك محاولات سياسية لاحتواء الموقف خصوصا من قبل الوفد المصري الذي ما زال في حالة تفاوض مع الطرفين للوصول إلى بنود الاتفاق.

وأنهت حديثها قائلة: "ما لم تنجح هذه المحاولات فنحن على أبواب عودة هذا العدوان وهو الأمر غير المرجح حدوثه سريعا بهذا الشكل إلا إذا كان للعدو توجه آخر.

هدنة هشة

من جانبه يرى المستشار زيد الأيوبي، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، أن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي لا يزال مصرًا على استفزاز مشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين من خلال اقتحامات جنوده ومستوطنيه المتكررة للمسجد الأقصى بالإضافة لمحاصرته لحي الشيخ جراح والاعتداء على سكان الحي لإجبارهم على الرحيل.

وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، وقف إطلاق النار ما زال هشا أمام الاعتداءات الاحتلالية والشعب الفلسطيني لن يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الاعتداءات المتكررة لقوات الاحتلال الإسرائيلي على المقدسيين والمقدسات الإسلامية والمسيحية.

ودعى الأيوبي الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي للعب دور أكبر في تثبيت وقف إطلاق النار من خلال لجم العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين .

وأشاد الأيوبي بالدور المصري الكبير في سبيل لجم العدوان الإسرائيلي وحماية الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والمسيحية في وجه المخططات الاحتلالية الهادفة لصفية القضية الفلسطينية.

وتبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اليوم الخميس، قرارا يدعو إلى تشكيل لجنة للتحقيق في الانتهاكات في قطاع غزة وإسرائيل.

وجاء ذلك عقب التصويت الذي جرى بعد الجلسة الخاصة لمجلس حقوق الإنسان بشأن الوضع في فلسطين.

ويوم الجمعة الماضي توصلت إسرائيل وقطاع غزة إلى هدنة بعد مواجهات استمرت 11 يوما.

مناقشة