بعد فوز الأسد بفترة رئاسية جديدة... هل يسلك العرب طريق دمشق؟

كشفت مصادر مطلعة عن تحركات عربية فاعلة من أجل عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، خاصة بعد فوز الرئيس بشار الأسد بفترة رئاسية جديدة.
Sputnik

ورجحت المصادر إجراء بعض الاتصالات وإرسال رسائل تهنئة من بعض الزعماء العرب للرئيس بشار الأسد خلال الأيام المقبلة، من ضمنهم زعماء دول خليجية.

بوتين يهنئ الأسد بإعادة انتخابه رئيسا لسوريا
وفاز الرئيس السوري بشار الأسد بولاية رئاسية جديدة بعدما حاز على 95.1 في المئة من الأصوات حسب النتائج التي أعلنها رئيس مجلس الشعب حمودة الصباغ.

وحصل المرشحان، محمود أحمد مرعي، على 470 ألفا و276 صوتا بنسبة 3.3 في المئة وعبد الله سلوم عبد الله على 213 ألفا و968 صوتا بنسبة 1.5 في المئة من مجموع الأصوات التي شاركت في التصويت، إذ بلغ العدد الإجمالي للناخبين داخل سوريا وخارجها 18107108.

التساؤلات التي تفرض نفسها، منذ اللحظة الأولى عقب فوز الرئيس السوري بشار الأسد، تتعلق بخيارات الدول العربية التي تشير الشواهد إلى أنها ستتجه نحو دمشق لا محالة.

العديد من المصادر في العواصم العربية أكدت أن تحركات من دول عربية فاعلة في المشهد منذ فترة طويلة كانت تطالب بضرورة التواصل مع سوريا وعودتها للجامعة.

بعض العواصم الأخرى كانت تطالب بالانتظار حتى إجراء الانتخابات، الأمر الذي يبطل حجتها في الوقت الراهن.

من ناحيته قال الخبير الاستراتيجي العراقي، أحمد الشريفي، إن الرئيس السوري بشار الأسد لديه حضور شعبي وتأييد كبير، وأنه أدار الأزمة بدقة وتوفيق.

وأضاف في حديثه لـ "سبوتنيك"، أن الأسد وصل بسوريا إلى بر الأمان، وأنه خلق معادلة توازن إقليمي على مستوى الأمن القومي العربي بشكل إيجابي، خاصة أن الحضور الروسي حد من الهيمنة الأمريكية على المنطقة.

وأوضح أن القضية التي أثارت المواقف العربية تجاه سوريا متعلقة بالتحالف مع إيران، وأن السنوات المقبلة ستشهد انحصارا لدور إيران في سوريا، وهو ما سيعزز الدور العربي الرسمي باتجاه سوريا وعودتها، باعتبار الأخيرة الحليف الاستراتيجي لروسيا.

مجلة تكشف عن "كارثة": القبة الحديدية أسقطت طائرات إسرائيلية
يرى الخبير أن معادلة جديدة في المنطقة خلقها التحالف السوري الروسي، ويشير إلى أن الأمن القومي العربي حال ارتباطه بالعواصم الثلاث في "القاهرة- بغداد- سوريا"، سيحقق أمن الخليج. 

اتفق الخبير العراقي مع المعلومات التي أكدت توجه الدول العربية نحو دمشق، وأن العودة للجامعة باتت قريبة، خاصة أن الثنائية القطبية على المستوى الإقليمي ستخلق نوعا من الاطمئنان لدى النظام العربي، خاصة أن الولايات المتحدة لم تعد تستطيع إيجاد البدائل حسب هواها ونظرية الهيمنة المطلقة بعد الحضور الروسي القوي.

في الإطار قال، عمار الأسد، عضو البرلمان السوري، إن المشاركة الكبيرة من الشعب السوري في الانتخابات تؤكد الانتصار على المؤامرة التي أحيكت ضد سوريا.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن سوريا كانت وما زالت مع محيطها العربي وكانت دائما تمد يدها لأي عربي نزح إلى أرضها.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن سوريا تتطلع للعمل العربي المشترك وتقوية العلاقات العربية، وأنه على العرب إعادة حساباتهم التي كانت خاطئة تجاه سوريا.

وشدد على ضرورة العمل العربي والقوة العربية المشتركة لمواجهة كافة التهديدات التي تواجه المنطقة من أجل ضمان الأمن العربي الاستراتيجي.

وأكد أن سوريا تمد يدها لجميع الدول العربية في كل ما يخدم قضايا المنطقة.

في هذا الإطار، قال عضو مجلس الشعب السوري، جمال الزعبي، إن أغلب الدول العربية ستسلك طريق دمشق، لكنها كانت تنتظر المناسبة كي يكون الأمر أكثر هيبة.

دراسة: هياكل عظمية على ضفاف النيل تكشف عن أول حرب عرقية في التاريخ... صور وفيديو
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن هذه الدول وللأسف انتظرت الضوء الأخضر الأمريكي، وإن الأمر بدا واضحا عندما صرحت الإدارة الأمريكية أنها لن تستطيع إزاحة الأسد.

فيما قال الخبير الاستراتيجي التونسي، منذر ثابت، إن انتصار الرئيس بشار الأسد، وعلى الرغم من تشكيك الدول الغربية، يتنزل في سياق معنوي هام جدا، بعد استعادة مصر لموقعها في زعامة العالم العربي وعودة الدماء إلى شرايين العلاقات بين دول الخليج.

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن الحدث السياسي السوري يؤكد نهاية "الربيع"، ويجذر حقيقة أن المصالحة العربية استحقاق لا مجال لإنكاره.

وشدد على أن "سوريا الأسد هي الوحيدة الممكنة في مواجهة الفوضى والإرهاب".

في الإطار أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في تهنئته للرئيس السوري بشار الأسد بمناسبة إعادة انتخابه رئيسا للبلاد، على أن روسيا تعتزم مواصلة تقديم الدعم الشامل للشركاء السوريين في مكافحة قوى الإرهاب والتطرف.

وجاء في بيان الكرملين، اليوم الجمعة: "بعث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، برقية تهنئة إلى بشار الأسد، بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية في الجمهورية العربية السورية".

وأكد بوتين على أن الجانب الروسي "يعتزم مواصلة تقديم الدعم الشامل للشركاء السوريين في محاربة قوى الإرهاب والتطرف، وكذلك في دفع عملية التسوية السياسية وإعادة إعمار البلاد بعد انتهاء الصراع".

وأضاف الرئيس الروسي: "نتائج التصويت أكدت على سلطتك السياسية العليا، ثقة إخوانك المواطنين في المسار تحت قيادتكم لتثبيت الوضع في سوريا في أسرع وقت ممكن وتعزيز مؤسسات الدولة فيها".

مناقشة