انقسام في الشارع الإيراني بين المؤيد للانتخابات الرئاسية والرافض لها

تنطلق عملية الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الإيرانية الجمعة المقبلة وسط حالة من الانقسام في الشارع، بين مؤيدين للعملية الانتخابية، وبين رافضين لها.
Sputnik

طهران– سبوتنيك. ويرى الرافضون للعملية الانتخابية أن نتائجها لن تنعكس بصورة إيجابية، خاصة بعد إقصاء عدد من المرشحين البارزين، واستبعادهم من المشاركة في السباق الانتخابي.

مسؤول عسكري إيراني يصف الصوت الانتخابي بـ "الصاروخ الموجه للعدو"

وتجرى الانتخابات بين سبعة مرشحين أبرزهم رئيس السلطة القضائية الإيرانية إبراهيم رئيسي، وأمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي، والأمين السابق لمجلس الأمن القومي سعيد جليلي، ومحافظ البنك المركزي عبد الناصر همتي.

كما يتنافس في الانتخابات أيضا رئيس مركز الأبحاث في البرلمان علي زاكاني، ونائب رئيس البرلمان الإيراني أمير هاشمي، ورئيس اتحاد الرياضة محسن مهر زادة.

فيما تم استبعاد عدة مرشحين من خوض السباق الانتخابي أبرزهم، الرئيس السابق لمجلس الشورى علي لاريجاني، والرئيس السابق أحمدي نجاد، والنائب الحالي لرئيس الجمهورية الإصلاحي إسحاق جهانغيري.

وتعتبر هذه الانتخابات نقطة تحول، إذ سيكون لنتائجها تأثيرات كبيرة على البلاد، في ظل تحديات عديدة تواجهها إيران داخليا وخارجيا.

يرى قسم من الشارع الإيراني أنه يتطلب منه المشاركة بقوة في هذه الانتخابات لإفشال العقوبات الأمريكية التي فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عقب خروجه من الاتفاق النووي في 8 مايو/ أيار 2018، ودعم نظام الجمهورية الإسلامية أمام أعدائه، بينما يرى قسم آخر أنه غير مكلف بإعادة التجربة السابقة في انتخاب مرشح قد يجلب له ضغوط أكبر تؤدي إلى سوء حياته المعيشة أكثر من الوضع الراهن.

انتخاب للمشروعية

علي جعفري، صاحب محل ورود، قال إن "المشاركة في الانتخابات والاقتراع فيها وظيفة رئيسية لنا نحن أبناء الشعب"، وأضاف جعفري، لـ"سبوتنيك"، أنه "إذا لم ننتخب نحن فسوف يفوز شخص معين بنسبة ضئيلة وإذا شاركنا فسيفوز شخص مقبول من قبل الشعب بنسبة فوز كبيرة وسوف يمتلك مشروعية كبيرة بمثل هذا الفوز ويستطيع التحرك بقوة في الأوساط الدولية".

انتخابات الرئاسة الإيرانية... من هم المرشحون السبعة وما أبرز وعودهم

بدوره، أوضح طالب الهندسة المدنية، أحمد موسوي، لـ"سبوتنيك"، أنه "سيشارك في الانتخابات لكي نكون نحن جيل الشباب مشاركين في إعمار البلاد ومسح ما حصل من ضغوط خلال الثمانية سنوات السابقة".

 

كذلك، أردفت صاحبة مكتب التأمين الاجتماعي والصحي، لالة ميران في حديثها لـ"سبوتنيك"، "جئنا للمشاركة في الانتخابات واختيار من لديه تاريخ عملي على الأرض، وإذا شارك الناس في الانتخابات فإنهم سوف يختارون الأصلح لهذا المنصب وليس الأسوأ حيث أن اختيار الأفضل سوف يحسن أوضاع البلاد".

بينما، أكد المكانيكي، محمد صادقي، أن الناس يعيشون ظروفا اقتصادية صعبة نتيجة العقوبات الأمريكية ما يدفعهم للمشاركة، وقال "من واجبنا المشاركة وفي المقابل على المرشحين العمل في البرامج الانتخابية التي يقدمونها لتحسين الوضع الاقتصادي".

ويقول الطبيب، عباس حسيني، لـ"سبوتنيك" في هذا السياق: "سوف أشارك في الانتخابات رغم انتقاداتي لعمل الحكومة الحالية وفريقها الاقتصادي لكن المشاركة مهمة بالأخص لكل من يحاول التشكيك بقوة إيران وتلاحمها الداخلي".

وعود زائفة

بالمقابل، رأى موظف البنك المتقاعد، محمد رحماني، أنه لم يقرر بعد التصويت بالانتخابات الرئاسية أم لا، قائلا لـ"سبوتنيك": "رغم أنني شاركت في الانتخابات السابقة فقد لا أفعلها هذه المرة وأشارك لأنني لا أرى خيارا مناسبا بين المرشحين، بعد أن أقصى مجلس صيانة الدستور غالبيتهم".

مرشح إصلاحي: فوز المتشددين في الانتخابات الإيرانية يعني مزيدا من العقوبات

كذلك، تسألت مدرسة اللغة الفارسية، بهار تجهد، عن أسباب قيام مجلس صيانة الدستور بإقصاء عددا من مرشحي الرئاسة البارزين، وقالت لـ"سبوتنيك": "لماذا قام مجلس صيانة الدستور بإقصاء عددا من مرشحي الرئاسة، حيث بات واضحا من هو الرئيس القادم، وأرى ضرورة للمشاركة بالانتخابات، لأن جميع المرشحين يقدمون وعودا الآن ويغيبون وقت تنفيذها".

أما صاحب الشركة التجارية، مهدي ساروخاني أكد أنه لن يشارك في الانتخابات نظرا لما أسماه "وعود زائفة" من قبل المرشحين ينسونها بمجرد وصولهم لكرسي الرئاسة، موضحا لـ"سبوتنيك": "لا أعتقد أنني سوف أشارك في الانتخابات لأن النتيجة محسومة من الآن وغير ذلك فلقد جربت أنا كشاب الانتخاب ولم أحصل على النتيجة المرجوة حيث أن المرشحين يقدمون وعود زائفة دائما فقط للحصول على كرسي الرئاسة".

وختم الموظف في إدارة الإسكان، محمد جهان آرا بالقول لـ"سبوتنيك": "لا يهمني من سوف يفوز وأعتقد أن أصوات الشعب لا تهم في الانتخابات لتحديد المرشح لأن الأمور محسومة مسبقا وأنا أبحث عن لقمة عيشي فقط".

وتتزامن الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي ستجرى الجمعة القادمة، 18 حزيران/ يونيو، مع الانتخابات النصفية لمجلس خبراء القيادة وانتخابات المجالس البلدية والقروية والعشائرية.

وبدأت الحملات الدعائية من 28 أيار/ مايو الماضي وتستمر لغاية الأربعاء القادم 16 حزيران/ يونيو الجاري، وفي يوم الخميس القادم 17 يونيو ستدخل البلاد فترة الصمت الانتخابي، لتتم عملية الاقتراع الجمعة القادمة.

مناقشة